هذا هو موقف الرجولة: هكذا كان رد عبد الفتاح زريقي على مقتل ابنه محمد من كفر كنا
أصدر عبد الفتاح زريقي من قرية كفر كنا، بيانا في أعقاب مقتل ابنه محمد دهسا على شارع رقم 77، جاء فيه ‘أنا عبد الفتاح زريقات والد المقتول محمد زريقات من كفركنا، الذي قتل مساء يوم الأربعاء على يد إثنين من أفراد عائلته دهسا، دون أي سبب يدعو للقتل’.
وتابع أن ‘ابني محمد من الشباب المحبوبين في العائلة والقرية، ونبأ مقتله كان مفجعا لأهل القرية خصوصا وللناس عموما، فهو معروف بحسن خلقه وكرمه مع أصحابه ونشاطه في عمله ومساعدته للناس، حتى أن علاقته مع القاتلين كانت ممتازة قبل الحادث، فقد كان ابني يحاول مساعدتهم بتحسين وضعهم الاقتصادي وإيجاد فرص عمل’.
وأضاف ‘والد القاتل صديق عزيز علي وقريب لي ويسكن في نفس الحارة، وهذا ما جعل الحادث أشد صعوبة وقسوة علي حيث جاء القتل من أعز الأصدقاء بصورة بشعة وبغدر. وبحكم كوني من وجهاء العائلة حاولت الإصلاح بين والد القاتل وابن عمه، واستجابا لي لكن ابنه لم يرضى بالصلح وقام مع ابن عمته باستدراج ابني لمكان الجريمة وخططوا لضربه ودهسه، ما أدى إلى مقتله’.
وأشار إلى أن ‘بشاعة التخطيط والتنفيذ للجريمة تدل على عمق آفة العنف في قلوب القاتلين، وبالتالي يدل على انعدام الأخلاق وقلة الدين. إنّ إهمالنا بتربية أبنائنا كأفراد مجتمع وتركهم يقضون ساعات طويلة خارج المنزل وإطار الأسرة في المقاهي والشوارع، غذّى فيهم الابتعاد عن الأسرة والتماسك الاجتماعي وقلة الخوف من الله وعقوبته والبعد عن تعاليم الدين وآداب المجتمع’.
ومضى في البيان قائلًا ‘أنا أبو محمد، ربيت أبنائي على حب الناس والمجتمع، واحترام الصغير والكبير، وصلة الرحم وبر أمهم وأخواتهم، والله اختارني لامتحان ما ربيت عليه أبنائي، لذلك بعد الحادث مباشرة طلبت من جميع أفراد العائلة لجم غضبهم وعدم القيام بأي ردة فعل، والسماح لذوي القتلى بمغادرة البلدة بسرعة لحقن الدماء، وعدم التعرض لهم ولممتلكاتهم بل حراستها، حيث التزموا جميعهم بذلك وهذا ما أثار دهشة أهالي القرية وأفراد الشرطة، إذ اقتصرنا الترحيل على منزلين فقط وهما للقاتلين. وقد فعلت هذا امتثالا لوصية رسولنا وقدوتنا محمد صلى الله عليه وسلم وامتثالا لأمر الله بكظم الغيظ والعفو عند المقدرة’.
وفي ختام البيان ناشد قائلًا ‘بودي أن أوجّه رسالة للمجتمع إنّ العنف مسؤولية الجميع، علينا الوقوف متكاتفين لإيقاف هذا الوباء ومعالجته عن طريق تربية أبنائنا على التحكم بأنفسهم وقت الغضب واختصار مظاهر العنف. واطلب من افراد قريتي ومجتمعي بأن يوفروا بيئة أفضل لحفيدي عبد الفتاح ابن محمد البالغ من العمر 3 أسابيع وللأجيال القادمة ليعيشوا بمجتمع أفضل خال من العنف وقريبا من كنف الأسرة بجو من التفاهم والحوار والمودة. وأخيرا اقول إنّا لله وإنّا إليه راجعين واستودع ابني محمد برحمة الله واحتسبه شهيدا وأتمنى أن يكون آخر ضحية للعنف، وأن يقتدي بي الناس في خلق العفو وكظم الغيظ’.