الإحتلال يسجن بائع كعك من القدس 10 سنوات بحجة “البيع بدون ترخيص”
المقدسي زكي صبّاح بائع كعك على البسطة تلقى آلاف المخالفات بقيمة 700 ألف شيقل بزعم أنه يبيع بدون ترخيص
في إحدى الغرف في معتقل “ريمونيم” يقبع شخصان في الزنزانة، أحدهما تاجر مخدرات وقبض عليه متلبسا ببيع عشرات الكيلوغرامات منها، حوكم بالسجن الفعلي لـ 6 سنوات، والآخر هو زكي صبّاح (54 عاما) من القدس المحتلة، محكوم بالسجن 10 سنوات، وتهمته أنه يبيع الكعك على “بسطته” بدون ترخيص، بعد ان تراكمت عليه مخالفات بلدية الاحتلال ووصلت فيمها إلى 700 ألف شيقل بحجة أنه يبيع بدون ترخيص.
ترك الاحتلال المعتقلين على خلفيات جنائية بمحكوميات مخففة يخرجون بعدها لتسميم الناس، وشدّد عقوبته على رجل يعيل أسرته قد تلقي بهم الظروف إلى أيدي تجار المخدرات، هذا هو الاحتلال الإسرائيلي!!
المقدسي زكي صباح من العيساوية، كان يستيقظ كل صباح لإعالة أسرته ببيع الكعك المقدسي الشهير وملحقاته من السمسم والزعتر، لكن الاحتلال أبى عليه ذلك، واودعه السجن 10 سنوات، فكل ذنبه أنه يبيع بدون ترخيص، وكأن الاحتلال يسهل على الفلسطينيين مهمة استصدار رخص لأي شيء.
ربما يطلق سراح صبّاح بعد التوصل مع المحكمة إلى تسوية بخصوص سداد الغرامات المتراكمة، ليبقى بعدها أسيرا لدفع الغرامات الباهظة، بعد ان يحرم من عمله ويبقى هو وأولاده عرضة للسؤال تحت سلطة احتلالية طالما تغنت بالديموقراطية ودعم حقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية!!
فتح ضد صباح نحو 254 ملف لأنه يبيع الكعك “بدون ترخيص” وتلقى كما يقول محاميه آلاف المخالفات منذ عام 2005، التي وصلت قيمتها إلى أكثر من 700 ألف شيقل، ويؤكد محاميه ان معظم المحاكمات والمداولات في ملف صبّاح تمت بغيابه.
وبحسب المحامي، فقد وصلت بلدية الاحتلال لتسوية مع المقدسي زكي صبّاح وتم تخفيض ديونه إلى 80 ألف شيقل وعليه الآن أن يدفع 8 آلاف شيقل كي يطلق سراحه، ولكنه لم يوفق إلى الآن في جمع مبلغ كفالته، وهو لا زال رهن الاعتقال!!
هذه ليست المرة الأولى التي يعتقل فيها صبّاح، فقد سبق له أن أمضى بالسجن 11 شهرا عام 2003 لذات الأسباب.
باعة الكعك في القدس المحتلة، هم جزأ من المنظر العام للمدينة التاريخية، وهم يعيلون أبناءهم بدل السؤال والحاجة، لكن الاحتلال وبلديته في القدس وكما اعلن رئيسها نير بركان أكثر من مرة، يمارسون كل أنواع القهر على المقدسيين ويمزجون بين الحلول الأمنية العسكرية والحلول المدنية المتمثلة بالضغط على الأهالي من خلال المخالفات والضرائب بهدف ارهاقهم واحباطهم واجبارهم على الرحيل والهجرة، لكن صمود المقدسيين، يجعلهم يرحبون بالسجون على ترك قدسهم ومسراهم.