حوادث الطرق حصدت أرواح 96 مواطنًا عربيًا منذ بداية العام و37 منهم تحت سن الـ24
قال أكرم سرور ، مدير دائرة الأقليات في السلطة الوطنية للأمان على الطرق، في حديث للاعلام إنّ “المجتمع العربي في اسرائيل يعاني من آفة العصر وهي حوادث الطرق القاتلة، والتي تزهق ارواح الكبار والشباب والاطفال على طرقات البلاد”.
ومن المعطيات السوداوية التي تحدث عنها أكرم سرور هي التي اشارت الى انه “منذ بداية عام 2016 حتى يومنا هذا 31.10.2016 لقي 312 شخصًا مصرعهم على طرقات البلاد منهم 96 مواطنا عربيا”. وقال سرور:”مقارنة بالعام الماضي فإن هنالك زيادة تقدر بـ11 شخصا عربيا سقطوا ضحايا لحوادث الطرق القاتلة، ففي العام الماضي وفي نفس التوقيت كان عدد القتلى العرب في حوادث الطرق 85 شخصا أما في يومنا فقد بلغ 96 ضحية ما يعني ان الفاجعة أصابت 11 عائلة عربية إضافية ذاقت طعم الموت”.
ومن بين المعطيات المقلقة التي كشفها أكرم سرور هي أنّ “37 من اصل 96 عربيا لقوا مصرعهم في حوادث الطرق في هذا العام هم بمعدل اعمار ما بين 17 حتى 24 عاما ويشكلون 37% من مجمل القتلى العرب في هذا العام”. وأردف الاستاذ أكرم سرور:”إنه رقم لا يمكن السكوت عنه ولا بأي شكل من الاشكال. إن هذه النسبة تعني ان شبابنا يموتون على الشارع نتيجة للسواقة المتهورة وعدم احترام القانون. فبحسب المعطيات واذا وضعنا 1000 يهودي مقابل 1000 عربي فإنه يموت مقابل كل يهودي 2.1 عربي وهذا معطى يشكل كارثة بالنسبة للعرب في البلاد”.
وتحدث اكرم سرور عن المعطيات المأساوية في المجتمع العربي التي تخص الاطفال ومصرعهم في حوادث الطرق قائلا:”اذا تعمقنا بعدد الوفيات جراء حوادث الطرق لدى شريحة جيل صفر حتى 4 سنوات في المجتمع العربي فسنصل الى نتيجة بأنه مقابل كل طفل يهودي يموت جراء حادث طرق، يموت 20 طفلا عربيا في ساحة المنزل! . اما في شريحة 12 عاما حتى 24 عاما فيموت مقابل كل مواطن يهودي 9.6 سائق عربي سنويا وفي شريحة 5 اعوام حتى 19 عاما كمسافرين فيموت مقابل كل يهودي 7 مواطنين عرب”.
وعن الخطوات التي تتخذها السلطة الوطنية للأمان على الطرق للتقليل من عدد الضحايا العرب قال أكرم سرور:”بما يخص شريحة 0 الى 4 سنوات فإننا وضعنا برنامج عمل للحد من ظاهرة دهس الاطفال في ساحات البيوت بحيث اننا نركز في هذا الجانب على منطقة الجنوب والقرى غير المعترف بها. فالخطة تطبق بتكلفة مليون شيكل في القرى العربية في الجنوب”. وتابع أكرم سرور:”بما يخص شريحة الشباب فإننا نعد خطة بتكلفة مليون و100 ألف شيقل ستدخل الى حيز التنفيذ مع بداية السنة القادمة بمشاركة مؤسسات ووزارات من بينها وزارة الاديان وبالتعاون مع رجال الدين الذين يعتبرون من المؤثرين بشدة على المجتمع وشرائحه العمرية من خلال التقائهم بالناس في المساجد والكنائس والخلوات وفي كل مكان. إن حوادث الطرق بالنسبة لنا ليست قضاء وقدرا إنما ناجمة عن تصرفات الانسان وسلوكه على الشارع. من الجهات التي ستتعاون معنا في هذا الشأن هي الشرطة التي بداية لن تنزل العقوبات الصارمة إنما ستقدم محفزات لكل الملتزمين والمنضبطين على الشارع ولا يخالفون القانون، وفي مرحلة متقدمة ستبدأ بالعقوبات للردع وذلك سيكون في المدن والبلدات العربية وتحديدا في شمال البلاد المنطقة التي تشهد اكتظاظا سكانيا عربيا ، وفي مقاطع الطرقات والشوارع الخطيرة كشارع 65 و77 و85 في الشمال. من بين الجهات التي ستتعاون معنا هي مؤسسة بيطرم لسلامة الاطفال وسيكون ذلك في المجال المتعلق بحماية الاطفال ومنع موتهم في ساحات البيوت والتركيز على أهمية إرشاد الاهل ورفع الوعي لمخاطر وجود الاطفال في الساحات وعدم ربط حزام الامان ، كذلك سنعطي أهمية بالغة من خلال التعاون مع وزارة المعارف لتغيير ثقافة الانسان على مستوى المرور واستعمال الطريق والسواقة، وسنصل ايضا الى ما يسمى الجيل المنسي والذي يشكل طلابنا منه 40% وهم بمعدل اعمار 18 حتى 24 عاما ، وبواسطة استعمال كل الطرق والوسائل المتاحة لنا بالاضافة الى وسائل التواصل الاجتماعي سنكون قد انجزنا ما نصبوا اليه”.
وردا على سؤال حول عدم استثمار السلطة الوطنية للأمان على الطرق في المجال الاعلامي والدعائي في المجتمع العربي لتصل الى جمهور الهدف والشرائح المختلفة قال الاستاذ أكرم سرور:”هذا الطرح ليس صحيحا. فإن كل بلدية ومجلس اقليمي ومجلس محلي يحصل على ميزانية سنوية من السلطة الوطنية. فإذا كانت البلدية أو السلطة المحلية لا تستثمر في هذا الجانب الاموال المخصصة لها لرفع الوعي فهذه مشكلتها ليست مشكلتنا. إننا ننشر في الاذاعة الرسمية باللغة العربية (راديو اسرائيل باللغة العربية) لكننا لا ننشر في التلفزيون لان زمن البث يعتبر مكلفا ويقدر بملايين الشواقل، الى جانب اننا نستغل المساحات الاعلانية على الطرقات والمفارق والشوارع وننشر إعلاناتنا على لافتات كبيرة ليراها الجميع”.
واختتم أكرم سرور حديثه قائلا:”على كل انسان في مجتمعنا ان يسأل نفسه ما الذي فعله من اجل منع حوادث الطرق. ويجب ان تتضافر الجهود من اجل زيادة الوعي. ففي كل الكتب السماوية ذكرت عبارة “اعقل وتوكل ” وبدون هذه الطاقات لن نكون قادرين على صنع التغيير”.