قصة الاستثمار الايراني في شركة الغواصات الالمانية
كشفت صحيفة ” يديعوت احرونوت” العبرية النقاب عن امتلاك شركة استثمارات ايرانية 5 % من اسهم اتحاد صناعات السفن والغواصات الالماني “تيسنكروف” التي زودت وتزود اسرائيل بغواصات متطورة.
وادعت بدورها صحيفة “هأرتس” العبرية جني شركة الاستثمارات الايرانية ارباحا تقدر بمئات ملايين الدولارات من الاسهم التي تملكها في الشركة الالمانية .
ووفقا للصحيفة حصلت “ديفيند ” ممثلة شركة الاستثمارات الايرانية على الاراضي الالمانية عام 2006 على مبلغ 18:5 مليون يرورو من شركة ” تيسنكروف ” وذلك استنادا للتقارير المالية التي اصدرتها الشركة الالمانية على مدى العقد الماضي .
وادعى موقع ” يديعوت احرونوت” ان شركة الاستثمارات الايرانية تدار بشكل غير مباشر من قبل الحكومة الايرانية حيث تعتبر باكملها ملكا لشركة الاستثمارات الايرانية IFIC .
ودفعت الشركة الالمانية منذ عام 2006 لأصحاب الاسهم حصصا ماليا بيقمة اجمالية وصلت الى 2 مليار يورو واعتادت هذه الشركة في منتصف العقد الماضي دفع حصص سنوية بقيمة 600 مليون يورو تراجعت بشكل تدريجي الى ان وصلت الى 85 مليون يورو سنويا تم دفعها لأصحاب الاسهم خلال العامين الماضيين.
ووفقا لتقارير الشركة الايرانية الصادرة عام 2011 تملك هذه الشركة 4:5% من اسهم شركة الغواصات الالمانية .
وقال الدكتور ” فرهاد زارجاني ” رئيس شركة الاستثمارات الخارجية الايراينة ” IFIC ” في مقابلة مع مجلة الاستثمارات والبحوث التابعة لمعهد البحوث ” The Business Year ” ان شركته لا زالت تملك اسهما في الشركة الالمانية “تيسنكروف ” دون ان يدلي باية تفاصيل اخرى مكتفيا بالقول “انطلاقا من مسؤولية IFIC التي تمثل الجسم الاستثماري المركزي للحكومة الايرانية فانه تعمل على تعزيز العلاقات الاقتصادية الايرانية على مستوى العالم .
“تعمل شركة ” IFIC ” في القارات الخمس وتملك استثمارات في 22 دولة وتملك اسهم في شركات مهمة مثل بريتش بتروليوم و تيسنكروف وشركة اديداس وشركات كبرى اخرى ” قال فرهاد في المقابلة التي نشرت قبل عدة اشهر وعاد الى اقتباسها موقع يديعوت احرونوت لتحصين تقريره المنشور اليوم السبت بالأدلة .
وصنفت استثمارات الشركات الايرانية في العالم بالهائلة حيث استثمرت شركة الاستثمار الايرانية المذكورة حتى عام 2007 مليار ونصف دولار موزعه على استثمارات في ارجاء العالم فيما قال الموقع الالكتروني الخاص بالشركة الايرانية ان 57% من الاستثمارات الايرانية في اوروبا .
لكن التدخل الايراني التاريخي في شركة ” تيسنكروف ” الالمانية كان الاكثر اهمية وتأثيرا وبلغت حجم الاستثمار الايراني في اوجه اكثر من مليار مارك الماني بما يعادل في حينه 400 مليون دولار علما ان الاستثمار الايراني الاول في الشركة الالمانية كان عام 1974 وكان الاستثمار الثاني لها عام 1977 حين واجهت الشركة الالمانية ازمة مالية ما منح ايران مع نهاية سبعينيات القرن الماضي السيطرة على 24:95 من حجم اسهم الشركة الالمانية .
وتجدر الاشارة ان الشركة الالمانية لم تكن تملك في فترة الاستثمارات الايرانية الكبرى حوض بناء الغواصات بل ركزت اعمالها في مجال الفولاذ والسيارات وصناعة المصاعد لكنها اشترت عام 2005 مجموعة صناعة المنظومات البحرية TKMS .
وكان وزير الاقتصاد الايراني السابق ” محمد –مهدي نواف مطلاعي ” في مطلع بداية العام 2000 عضوا في مجلس ادارة لشركة الالمانية لكن ومع اعلان الرئيس الامريكي جورج بوش ايران عام 2003 عضوا في ” محور الشر ” هددت واشنطن بادخال الشركة الالمانية الى قائمتها السوداء والامتناع عن توقيع عقود جديدة معها اذا لم يتم تقليص حجم الاستثمار والتدخل الايراني فيها حيث كانت تملك ايران في تلك الايام 7:8% من الاسهم ما وضعها في المرتبة الثالثة من حيث حجم الاسهم .
واضطرت الشركة الالمانية وفي سياق الاستجابة للشروط الامريكية الى شراء 17 مليون سهما من الاسهم التي تملكها الشركة الايرانية للاستثمار الخارجي ما خفض عدد الاسهم التي تملكها ايران الى 5% لكن هذه الصفقة كلفت الشركة الالمانية غاليا حيث اشترت الاسهم الايرانية بضعف قيمتها تقريبا ودفعت مقابلها 400 مليون يورو كما اضطرت الشركة الى طرد الوزير الايراني السابق من مجلس ادارتها راضخة بذلك للضغوط الامريكية .