والدا دارين عابد يتحدثان ويوقفان الإشاعات
في اعقاب حادث السير الذي وقع مؤخرا على مفرق عيلوط والتي راح ضحيته شاب من الزرازير وفتاتين في أوائل العشرينات، من الناصرة، من بينهما الشابة دارين شرارة، اكتنف الغموض حيثيات وقوع الحادث الى حدا بعيد خاصة وانه وقع في ساعات متأخرة من الليل، مما اعطى فرصة لمطلقي الشائعات باطلاق شائعات حول ضحايا الحادث.
خبر وفاة دارين وقع كالصاعقة على والديها خالد ولينا، والانكى من ذلك انهم اضطروا الى الاستماع لاشاعات مختلفة اطلقها مروجوا الاشاعات، منها انهم تبرئوا من دارين ولم يفتحوا لها بيت عزاء وانها كانت على خلاف مع والدها.
لينا عابد: كل الاقاويل التي تمحورت حول موت ابنتي هي مجرد شائعات من اشخاص جاهلين
لينا عابد والدة المرحومة دارين عابد قالت معقبة على كل ما ذكر: اشعر بألم عميق يعتصر قلبي بعد ان فقدت ابنتي الكبرى والتي كان كل طموحها ان تكمل تعليمها الاكاديمي في طريقها الى سلم النجاح اذ كانت دارين تدرس المحاماة في جامعة تل ابيب للسنة الثانية على التوالي واحبت هذا الموضوع بشكل كبير، انهت تعليمها الثانوي في مدرسة مارالياس في عبلين وتعلمت أيضا في مدارس أهلية في الناصرة، حرصت على ان اعطيها الثقافة والعلم، اعطيتها الحرية ان تعيش وان تتمتع بحياتها ضمن الحدود، انا فقدت وخسرت جزءا من قلبي، حاولت حمايتها ولكن هذا قدرها ولا الومها بأي شيء، كانت مقتنعة حتى النهاية بحياتها ومصممة على ان تنهي تعليمها دون الالتفات الى أمور هامشية.
وتابعت: كل الاشاعات المتداولة حاليا غير صحيحة بتاتا، دارين كانت تعيش معنا في المنزل بين أحضان عائلتها ووالدها بشكل خاص احبها كثيرا كانت تعني بالنسبة اليه كل شيء، الجميع احب دارين وهي احبت الجميع وتعاملت مع الجميع بتساوي لم تحمل الكراهية في قلبها.
وأوضحت حيثيات وجود دارين في موقع الحادث قائلة: نحن نملك شركة قوى عاملة، وبالتالي فان دارين أحيانا تساعد والدها بجمع الفتيات اللواتي يعملن ليلا في القاعات، وليلة وفاتها كانت صديقتها قد استعارت منها سيارتها الخاصة وتركتها بجانب محطة الوقود الزرازير، وعادت مع صديقتها والشاب حتى تستعيد سيارتها، ولكنهم قاموا بالحادث الذي اودى بحياتهم جميعا ضمنهم ابنتي. كما ان ابنتي بهذه الليلة بالذات كانت بتواصل مع ابوها وأكدت له بانها ستحضر سيارتها وتاتي لمساعدته بنقل العمال الذي يعملون ليلا.
وأكدت: كل الاقاويل التي تمحورت حول موت ابنتي هي مجرد شائعات من اشخاص جاهلين وهي عارية عن الصحة، ابنتنا كانت ذات اخلاق عالية جدا ومحترمة وقمنا بتربيتها افضل تربية، كما اننا بيت مثقف، ولا افرط بابنتي وانا اعتب على هذا المجتمع بشكل كبير، كما انني لم اتلق التعازي حتى من القيادة، والجميع قام بتشويه سمعتها علما انها كانت محبوبة من قبل زملائها واصدقائها، كنت اثق بها الى حد بعيد وهي استحقت هذه الثقة. اليوم أتمنى لو انني استطيع ان اقدم ما بقي من عمري لابنتي حتى تعيش ولكن هذا هو نصيبها وقدرها ان تموت في ريعان شبابها وعطائها.
واختتمت حديثها بتقديم نصيحة للشبان الذي يتواجدون وسياراتهم على الشارع حيث قالت: انصح الشباب ان لا يسرعوا بالشارع وان يتوقفوا عن استعمال الهواتف النقالة اثناء القيادة، واحمل مسؤولية وفاة ابنتي للبنى التحتية في المنطقة التي جرى بها الحادث وعدم وجود الإضاءة الكافية، الى جانب عدم وجود شرطة سير بساعات الليل.
خالد عابد: اطلب من مطلقي الاشاعات ان يتوقفوا عن ذلك فهو امر غير مقبول اجتماعيا او أخلاقيا او دينيا
خالد عابد والد المرحومة دارين قال بدوره: انا لا افهم لماذا الناس أصبحت وحوشا، دارين ليست فقط ابنتي بل هي صديقتي واختي، ولم يحصل بيننا أي سوء تفاهم، وانا مستغرب من كل الاشاعات التي صدرت بعد وفاة دارين، بانني قد تبرأت منها وباننا لم نفتح لها بيت عزاء، هي اشاعات عارية عن الصحة وغير حقيقية، ابنتي دارين كانت عيوني التي أرى بهم، لم ازعل منها ابدا ولم اغضب عليها، هي ساعدتني على تربية اخوتها.
وتابع: انا مؤمن بالله سبحانه وتعالى رغم كل الألم ومصابي الأليم، ورغم ان خسارتي لابنتي لا تعوض، دارين كانت ذات خلق رفيع وانسانة ناجحة، وانا اطلب من مطلقي الاشاعات ان يتوقفوا عن ذلك فهو امر غير مقبول اجتماعيا او أخلاقيا او دينيا، يجب على مجتمعنا ان يتوحد في هذه الظروف وان لا يلوث سمعة انسان، علما انه بالرغم من مطلقي الاشاعات هناك اشخاص شاركونا حزننا، انا خسرت ابنتي ولكننا اوصي الشبان ان يقودوا بحذر على الشارع حتى يعودوا لاهاليهم سالمين.