نتنياهو يقدم على خطوات غير مسبوقة ضد الدول العظمى
في تصرفات تنم عن الغطرسة والغرور المبالغ فيه، وبعد ساعات من إعلانه عن أنه “لن يمتثل لقرار مجلس الأمن”، قام رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بخطوات غير مسبوقة، شملت الدول العظمى، حيث قام بإلغاء لقاء مرتقب له في دافوس برئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي، وبدعوة السفير الأمريكي في تل أبيب دان شبيرو، لجلسة “توبيخ” – على خلفية امتناع بلاده عن التصويت ضد قرار إدانة الإستيطان في مجلس الأمن.
وكانت حكومة إسرائيل قررت في جلستها اليوم دعوة سفراء كل الدول الأعضاء في مجلس الأمن التي صوتت لصالح القرار، لتوبيخهم من قبل وزارة الخارجية.
وقال محللون إسرائيليون إن استدعاء السفير الأمريكي، وهو يهودي، لتوبيخه شخصيا هو خطوة غير مسبوقة، وتؤكد الهوة العميقة في العلاقات بين إدارة الرئيس الأمريكي وحكومة اليمين المتطرف.
إلا أن مصادر إسرائيلية تراجعت حيث قالت إنّ شبيرو استدعي لـ”محادثة توضيح عادية” مع نتنياهو وليس إلى محادثة توبيخ، بسبب عدم استخدام واشنطن لحق النقض (فيتو) في مجلس الأمن.ويبدو أن نتنياهو الذي يتصرف بصورة غير مسبوقة متخوفا من مغبة إقدام إدارة أوباما على خطوات إضافية قبل دخول إدارة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في الـ20 من يناير/كانون الثاني القادم – حيث تتوقع حكومة اليمين في إسرائيل “شهر عسل” مع هذه الإدارة اليمينية التي أعلنت عن نقل سفارة واشنطن من تل أبيب إلى القدس قبل دخولها.وطالب نتنياهو من وزارة الخارجية إعداد خطة عمل حيال الأمم المتحدة وأطراف دولية أخرى سيتم طرحها أمام المجلس الوزاري المصغر في غضون شهر، مع بحث اتخاذ خطوات أخرى.وأعلن نتنياهو خلال جلسة الحكومة الأسبوعية، عن نيته القيام بإجراءات وخطوات عملية لمواجهة قرار مجلس الأمن، حيث يرجح المحللون أن نتنياهو سيعلن عن توسيع البناء الاستيطاني بالضفة الغربية والقدس المحتلة.من جانبه استمر البيت اليهودي في تصريحاته اليمينية في سباق على صوت الغالبية العظمى من الجمهور الإسرائيلي، حيث كان زعيم الحزب اليميني نفتالي بينت قد قال أثناء حديثه أمام “حائط البراق” إنه سيسعى إلى ضم مستوطنة “معاليه أدوميم” وكل منطة “سي” على خلفية قرار مجلس الأمن.وكان النائب عن البيت اليهودي موطي يوغيف قال في حديث إذاعي: “الرئيس أوباما مركب من شخصية براك حسين أوباما وفيه جوانب داعمة للإسلام وحتى الإسلام المتطرف. في موقفه الأخير يوجد شيء من اللاسامية”.وكان المحلل السياسي لصحيفة “معاريف” العبرية، بن كاسبيت، كتب اليوم مقالا تحدث فيه عن المساعدات غير المسبوقة التي قامت بها إذارة الرئيس الأمريكي أوباما لإسرائيل. وأضاف أن “نتنياهو بغروره يتصرف وكأن إسرائيل دولة عظمى، فيما يعتبر أوباما مندوب حزب الليكود”.