إيران متخوّفة من مستقبل دورها بسوريا في ظل التعاون بين تركيا وروسيا
أشار تقرير بموقع “تابناك” الإيراني الشهير، التابع لقائد الحرس الثوري الإيراني الأسبق الجنرال “محسن رضائي”، إلى أن الروس حاليا، وبعد ضمان الوضع السياسي والعسكري في سوريا، يبحثون عن تحقيق أهدافهم الكبرى بسوريا، وتركيا سيكون لها دور هام.
وشدّد الموقع الإيراني، بحسب موقع “عربي21″، على أن “لدى روسيا أهدافا استراتيجية تعمل على تحقيقها على المدى البعيد في سوريا، والتواجد العسكري الروسي على الأراضي السورية لم يكن بسبب تخوفها من فقدان قواعدها البحرية في البحر المتوسط، وهو ما يتضح بصورة أكبر الآن.”
وأضاف التقرير أن “هدف روسيا من التواجد العسكري في سوريا كان في البداية الحفاظ على بشار الأسد في السلطة، ومنع تنظيم الدولة من التحول إلى قوة، وأيضا عدم تقسيم سوريا، ولكن على ما يبدو أن هذا الموضوع لم يكن الهدف الرئيس من تدخلها”.
وتابع “تابناك” تحليله حول تحقق أهداف الروس بسوريا بالقول: “على ما يبدو أن روسيا تريد سوريا؛ لا لبشار الأسد ولا لإيران، بل تريد سوريا لهدف أكبر هو إبعاد “الناتو” عن حدودها الاستراتيجية”، وفق ما أورد موقع “عربي21”.
وأعتبر الموقع أن الصراع بين روسيا وحلف “الناتو” كان الدافع الرئيس للتدخل بسوريا، قائلا: “الأحداث التي بدأت بين الناتو وروسيا منذ عام 2008 ما زالت جارية حتى الآن، ويسعى الروس إلى منع توسع حلف الناتو نحو الحدود الشرقية لروسيا، ومنذ بداية الحرب الباردة كان ذلك مصدر قلق أمني كبير لديها”.
وأشار الموقع الإيراني إلى أن “التحولات التي شهدتها العلاقات التركية- الروسية يمكن فهمها جيدا في هذا السياق، حيث تطورت هذه العلاقة من المواجهة بين البلدين بعد إسقاط الطائرة الروسية، إلى التعاون العسكري الودي في سوريا، وكل ذلك من أجل منع التغلغل الغربي والناتو في سوريا، وهو الهدف الذي لم يشوّهه حتى مقتل السفير الروسي في أنقرة”.
وأضاف: “الروس حاليا، وبعد ضمان الوضع السياسي والعسكري في سوريا، يبحثون عن تحقيق أهدافهم الكبرى بسوريا، وتركيا سيكون لها دور هام، الأمر الذي سيريح الروس لأجل مواصلة مشوارهم في سوريا”.
وحول التواجد العسكري الإيراني في سوريا، قال “تابناك”: “لهذا السبب يبدو أن التواجد الإيراني واستمرار العمليات العسكرية الإيرانية للدفاع عن بشار الأسد، لم يكن مهما جدا بالنسبة لروسيا”، موضحًا: “حتى على المدى البعيد يمكن أن يسبب التواجد الإيراني مشاكل للروس في معرض تحقيق أهدافهم الواسعة بسوريا”.
وحول عدم تمسك الروس ببشار الأسد قال “تابناك”: إن “الروس حاليا يريدون وجود بشار الأسد في فترة قليلة مقبلة فقط، من أجل التخلص من تهديدات داعش في سوريا، ومن ثم تأتي أي حكومة على رأس السلطة في المستقبل، بما في ذلك حكومة مشتركة أو انتقالية، ولذلك فإن التعاون مع تركيا يحافظ على مصالح روسيا بسوريا”.
واختتم “تابناك” تحليله معبرا عن مخاوفه من مستقبل الدور الإيراني بسوريا قائلا: “إذا كانت هذه هي الأدلة والشواهد حاليا، فإنها توصلنا إلى نتيجة هي أن روسيا أنهت مرحلة من تحقيق أهدافها، وتبقى المشكلة الأساسية، والمتمثلة في دور وعمل إيران في استمرار الحرب أو السياسة في سوريا”.
وفي تقرير سابق له، اعتبر “تابناك” أن “امتلاك تركيا موقعا عسكريا استراتيجيا في سوريا سيغير النتائج لصالحها، قائلا: “إن هذا الموضوع سيؤثر بشدة على التغييرات المستقبلية بسوريا لصالح تركيا، وإن إيران التزمت الصمت حيال هذه المسألة، والآن أصبحت متفرجة فقط على التعاون العملياتي بين القوات الروسية والتركية بشمالي سوريا، وهي القضية التي لم تطرح سابقا، ولا يبدو طرحها ممكنا أيضا من قبل إيران”.
ومن حيث الموقع الاستراتيجي الذي تشكله تركيا بالنسبة لروسيا، قال الموقع الإيراني: “ستكون تركيا بالتأكيد الطريق الأكثر أمانا من إيران بالنسبة لموسكو، حيث يتماشى الموقع التركي مع استراتيجية التنمية الروسية في الجنوب، وأيضا من منظور الأمن القومي أيضا هي موقع هام في منطقة القوقاز وآسيا الوسطى التي تسعى روسيا للهيمنة عليها”.
وأضاف “تابناك”: “كل هذه القضايا تقول لنا شيئا واحدا، هو أن أقل تقدير من حيث الأهمية الاستراتيجية بالنسبة لروسيا يشير إلى أن تركيا أكثر أهمية بالنسبة لموسكو من إيران، والدليل على ذلك أن روسيا الآن تتجه نحو المزيد من التعاون مع تركيا في مبادرتها بسوريا، وهذه المبادرة أصبحت في أيدي الأتراك والروس، وبالتشاور أخيرا مع إيران ظاهريا على ما يبدو”.