الشيخ رائد صلاح: رفضت عرضا من المخابرات بمقابلة نتنياهو ودرعي وقرأت أكثر من 80 كتاباً وكتبت 4 كتب ونظمت 28 قصيدة خلال مكوثي في السجن
الثلاثاء الماضي، يوم ان خرج الشيخ رائد صلاح من السجن بعد غياب 9 أشهر، اليكم تفاصيل ذلك اليوم:
وصل الشيخ رائد صلاح الى مدينة أم الفحم وسط استقبال جماهيري حاشد بعد غياب 9 أشهر في السجون حيث أفرجت السلطت الاسرائيلية عن الشيخ في كريات ملاخي وبعدها صعد الشيخ الى حافلة عمومية وتوجه الى تل أبيب وزار مسجد حسن بيك في يافا وبعدها توجه الى أم الفحم.
وقال الشيخ رائد صلاح في حديث صحفي، بعد استقباله الحاشد في مدينة أم الفحم: “ما حدث كان بقرار غبي جدا من مديرية السجون، عندما صعدت الى احدى سيارات سجن رامون، ساقت بي ساعات وفاجأة أنزلوني في بلدة يهودية تسمى كريات ملاخي، وقالوا الآن أنت تستطيع أن تعود الى بيتك، فقلت لهم أنتم تتخذون قرارات مجنونة، من سيتحمل مسؤولية ما قد يقع علي؟ الأجواء وتعرفونها، فقالوا هذه أوامر. فقلت لهم لا مشكلة لدي، أنتم تتحملون المسؤولية وفعلا بقيت لوحدي في تلك المسيرة وتنقلت في أكثر من سيارة حتى وصلت الى مدينة يافا، وخير ما كان أن أذهب الى المسجد، والحمد لله رب العالمين، استقرت الأمور وعدنا بقافلة من أهلنا الكرام إلى مدينة أم الفحم”.
وأضاف الشيخ رائد صلاح: “السجن كأنه وما كان، صفحة وانطوت، وأصلا كانت صفحة مطوية قبل أن أدخل السجن. هذه المدة غذتنا وغذت معنوياتنا أكثر، وغذت ثوابتنا، كنا وما زلنا نردد بالروح بالدم نفديك يا أقصى، كنا ولا زلنا نردد نحن أمهاتنا ولدتنا أحرارا، ولن نعيش إلا أحرارا ولن نموت إلا أحرارا، سواء كنا مع القيود أو دون القيود. خلف القضبان أو وراء القضبان أو امام القضبان، نحن هكذا عشنا وهكذا سنموت وهمنا الوحيد الذي لا يمكن أن نتخلى عنه هو الانتصار لثوابتنا الاسلامية والعروبية والإسلامية، بكل أبعادها الدينية والسياسية”.
مؤتمر صحفي
وانطلق بعد ظهر اليوم الثلاثاء، المؤتمر الاحتفالي بإطلاق سراح الشيخ رائد في منتج الواحة. وافتتح المؤتمر المحامي رياض جمال قيادي التجمع الذي تولى عرافة المؤتمر. ثم تحدث الشيخ خالد حمدان رئيس بلدية أم الفحم، والذي إفتتح كلمته بتقديم التحية والمباركة للشيخ صلاح على شرف اطلاق سراحه، مشيرا الى أن “هذا اليوم يوم احتفالي خاص لأم الفحم والجماهير العربية”.
ثم تحدث محمد بركة رئيس لجنة المتابعة. واستهل محمد بركة تحيته بتقديم تهانيه للشيخ رائد صلاح مهنئا اياه على دوره القيادي والريادي للجماهير العربية ودوره في حماية المسجد الأقصى والقدس. وقال محمد بركة: هذا يوم عيد للجماهير العربية بتحرير واطلاق سراح الشيخ رائد صلاح”. وهاجم محمد بركة السلطات الاسرائيلية وسلطة السجون على كيفية وشكل تحرير واطلاق الشيخ رائد صلاح عند مستوطنة كريات ملاخي بقوله: “اطلاق سراحه بهذا الشكل هدفه المس بحياة الشيخ رائد صلاح. لجنة المتابعة ستقوم بملاحقة السلطات المسؤولة عن مثل هذا التصرف غير المسؤول والظالم والعنصري والتعسفي”.
صلاح يتحدث خلال المؤتمر الصحفي
ثم تحدث الشيخ رائد صلاح مستهلا كلمته بتقديم التحية لجميع أفراد عائلته ولأمّه وزوجته وأقربائه وأحفاده وجميع الجماهير العربية على هذه الحفاوة الجماهيرية غير المسبوقة، مشيرا إلى أن هذا الاستقبال انما هو شهادة افتخر بها وبكل فخر واعتزاز. ثم استعرض الشيخ رائد صراح كيفية تسريحه من السجن وعبوره في الحافلة العامة حتى وصوله الى كريات ملآخي ومن ثم الى مدينة حولون ومن ثم الى مسجد حين بيك في يافا.
واستعرض ما عاشه في السجن مشيرا الى انه عاش في عزل مستمر مع سبق اصرار من خلال اتباع هذا النهج غير الانساني وعالم من المعاناة، وقال: “أن يعيش الانسان في عز مطلق عّم كل الحياة لوحده في غرفة وحيدة ممنوع عن كل شيء، ممنوع ان يتلقى من اي أسير ولو كيس شاي الا الهواء الحديث بين الجدران، 24 ساعة لوحدي وهنا الامتحان وكيف ينتصر الأسير عن مصيدة العزل. وهنا المهم جدا والحمد الله كان لي برنامجي وكنت أشعر أن وقتي قصير خلال هذه الأيام، وقرأت اكثر من 80 كتابا وكتبت 4 كتب ونظمت 28 قصيدة تتحدث عن اسرى الحرية والقدس والمسجد الأقصى. العزل هو عالم من المعاناة بحاجة الى كتابة الكثير من الكتب وسأقوم بكتابة كتاب خاص يحمل عنوان: الحياة تحت العزل”.
وأشار الشيخ رائد صلاح خلال كلمته الى أنه “وخلال التحقيق معه في مكتب المخابرات في سالم، رفض عرضا من المخابرات خلال التحقيق معه بلقاء رئيس الحكومة نتنياهو من اجل بحث تصريحاته الأقصى في خطر، كما وقال انه رفض عرضا بلقاء وزير الداخلية أرييه درعي، وأعلن الشيخ رائد صلاح خلال كلمته الى أنه تلقى أوامرا من السلطات بأنه ممنوع أن يصل القدس والأقصى، وممنوع من السفر خارجا”.
وختم الشيخ رائد صلاح كلمته بتجديد وعده بولائه للقدس والأقصى. وقال: “نبقى نردد مهما كانت سياستهم الظالمة والصعبة والقاضية. سنبقى نردد بالروح بالدم نفديك يا أقصى. نحن مطالبون بتفاؤل ووحدة وأمل من اجل أرضنا ووطني ومسجدنا الأقصى الشريف”.
وقد علم موقع وصحيفة القبس من مصادر مقربة من الشيخ رائد صلاح أن ادارة سلطة سجن رامون في الجنوب قد اعلنت للقيادات والأقرباء الذين يتواجدون في ساعات الصباح الباكرة عند مدخل سجن رامون أن ادارة السجن قد ابلغتهم أنّه تم الافراج عن الشيخ رائد عند الساعة السادسة والنصف صباحا بدون تسجيل أيّة تفاصيل اضافية.
وقال الشيخ كمال خطيب: “الحكومة الإسرائيلية لا تتصرف كحكومة ولها أجهزة ومؤسسات، بدل أن يتم إطلاق سراح الشيخ رائد من مكان سجنه في نفحة، وقد ذهبت الوفود ولجنة الحريات لاستقباله، تبين أنه غير موجود في نفحة، انتقلنا إلى بئر السبع، تبين أنه غير موجود هناك”.
وأضاف: “مصلحة السجون أكدت أنه قد أطلق سراحه منذ الساعة 6:30. وفي الساعة 9:15 تبين لنا أن الشرطة قد أنزلت الشيخ رائد في محطة باصات الكاسبيناه قرب كريات ملاخي وتركته لوحده، ومن هناك استقل حافلة “ايجد” باتجاه تل أبيب، وهذا آخر ما نعلمه”.
وتابع الشيخ خطيب: “هذا تصرف عنصري وغير مسؤول، نحن نحمّل الحكومة الإسرائيلية أي اعتداء يقع على الشيخ رائد صلاح باعتبار أن النقطة الموجود فيها منطقة يهودية، وهو شخصية معروفة، ويمكن أن يعتدي عليه العنصريون اليهود، لذلك الحكومة الإسرائيلية هي المسؤولة”.
وبحسب المصادر فإنه تم اطلاق سراح الشيخ رائد صلاح عند إحدى محطات الباصات في منطقة نائية، وقد انطلق في حافلة رقم “565” المتجهة إلى منطقة الشمال حيث تقع مدينة أم الفحم، كما قام شاب بنشر صورة تجمعه مع الشيخ في الحافلة.
العشرات ينتظرون استقبال الشيخ رائد
هذا، ويشار الى أن العشرات من أهالي مدينة أم الفحم والمنطقة تواجدوا عند مدخل مدينة أم الفحم وذلك لاستقبال الشيخ رائد صلاح الذي كان من المتوقع أن يصل في ساعات الظهر، هذا وقد أعلن أن مؤتمرا صحفيا سيعقد في منتجع الواحة في المدينة عند الساعة الثالثة بعد العصر.
هذا ويذكر أن الشيخ قضى هناك 9 أشهر بعد ادانته بالتحريض على العنف والعنصرية في أعقاب خطبة له شرقي القدس عام 2007.
وقالت والدة الشيخ رائد صلاح معبرة عن هذا التصرف الاسرائيلي الهمجي، “الله ينتقم منهم وريته اللي صار بشارون يصير بنتنياهو”.
وتضاربت الأنباء منذ صباح اليوم حول مكان تواجد الشيخ رائد صلاح، حيث كان العشرات في انتظاره أمام سجن “رامون” في النقب، وابلغوا هناك انه تم اطلاق سراحه وانه لا يتواجد لديهم، ثم اتجه العشرات إلى سجن “ايشل” وابلغوا ايضا بعدم وجود الشيخ لديهم، إلا أن عرف عبر صفحة أحد الشبان ممن التقوا الشيخ في احدى الحافلات، بوجود الشيخ في حافلة تابعة لشبكة المواصلات الإسرائيلية “ايجيد” دون مرافقة، ما كان يهدد حياته نظرا لاكتظاظ شبكة المواصلات بقطعان المتطرفين اليهود.
فقد تواجد الشيخ رائد صلاح، داخل مسجد حسن بيك في يافا، وقد هرع العشرات من الأهالي والقيادات اليافوية لاستقباله هناك.