قرية عارة تلتحم مع “أم الحيران” وتوصل أول “بيت متنقل” وجاهز لأهلها المنكوبين
من قرية عارة في المثلث الشمالي، وصل اليوم السبت أول بيت متنقل وجاهز، إلى أهالي أم الحيران، التي تعرضت مؤخرا، لهجمة عنصرية إسرائيلية أطاحت بالعديد من منازلها كما قدّمت أم الحيران خلال هذه الهجمة شهيد الأرض والمسكن يعقوب أبو القيعان الذي اغتاله قوى الغدر الإسرائيلية بدم بارد، وتركت عائلته بلا مأوى.
وقد أطلق مبادرة الالتحام بأم الحيران، الشيخ نضال أبو شيخة، إمام مسجد الشافعي في عارة، وعدد من الأخوة والأخوات من القرية، حيث استهلت المبادرة مؤخرا، بزيارة إلى أم الحيران وتقديم المعونات العاجلة والطرود الغذائية والأغطية لأهلها في ظل البرد والاجواء العاصفة، وتوّجت اليوم السبت بإيصال أول بيت متنقل ينتصب شامخا على أرض البلدة المنكوبة.
وقال الشيخ نضال أبو شيخة، متحدثا من تركيا التي يتواجد فيها حاليا مع وفد إغاثة إلى اللاجئين السوريين: “لعلها مناسبة فيها الكثير من المعاني، حين اتحدث عن أم الحيران وأنا أتواجد بين الأهل السوريين، لإيصال تبرعات حملة “الجسد الواحد”، حيث يتعزز مفهوم الجسد الواحد والالتحام بين أبناء الأمة، فتجدنا هنا مع أهلنا في سوريا، وهناك مع أهلنا في أم الحيران من أجل ذات الهدف، هو تعزيز الصمود والتضامن والانتصار لقضاياهم”.
ونوه الشيخ نضال إلى أن عارة تقدمت اليوم بيت متنقل وجاهز لأهل أم الحيران، وهي بصدد إيصال البيت الثاني يوم الاثنين القادم، وذلك في إطار مبادرة يقوم بها الأهل في عارة.
وأضاف أن الفكرة انطلقت، “بعد زيارة وفد من الأخوات والأخوة في عارة إلى أم الحيران، وتوزيع معونات على الأهل هناك مثل الطرود الغذائية والأغطية، ثم تشاورنا مع الأخوات، وكان هناك توجه بالتبرع ببيت متنقل كأحد الحلول المؤقتة لمعاناة اهلنا في أم الحيران، وبالفعل بدأنا بالعمل على تنفيذ الفكرة، وقد وفقنا الله تعالى أن نجمع ثمن البيت المتنقل وزيادة بحيث سنعمل بعد إيصال البيت الأول على إيصال البيت الثاني خلال الأسبوع القادم ونسأل الله أن نقدم المزيد أيضا”، يقول الشيخ نضال.
ووصف الشيخ نضال المجموعة المبادرة لفكرة البيتين المتنقلين بـ “الشباب الأوفياء” لأبناء شعبهم المنتصرين لهمومهم وأكد: “هذه رسالة الجسد الواحد والأمة الواحد، وعندما يشتكي أي عضو أم الحيران أو أهلنا في حلب أو أهلنا في قلنسوة أو أي مصاب، فالأصل أن تترجم هذه المشاعر والعواطف إلى أفعال نصرة وتضامن”.
وفي حديث إلى “ديلي 48” مع السيد إيهاب أبو واصل من قرية عارة، وقد كان ضمن الوفد الذي أوصل المبنى المتنقل إلى أم الحيران قال: “قمنا اليوم والحمد لله بإيصال البيت، وهو يتكون من غرفتين وحمام، وتصل تكلفته إلى أكثر من 20 ألف شيقل، ويوم الاثنين القادم نحن بصدد إيصال البيت الثاني، وقد انطلقت الفكرة من الشيخ نضال أبو شيخه المتواجد الآن في تركيا ضمن وفد اغاثة للأهل السوريين، وكان يشرف طيلة الوقت عن طريق الهاتف، على ترجمة هذه المبادرة إلى فعل”.
وتكون وفد عارة إلى أم الحيران، اليوم، من 3 أشخاص هم الأخوة: سليمان أبو جامع، وعدي زحالقة وإيهاب أبو واصل، ونوه أبو واصل إلى أن استقبال أهالي أم الحيران لوصول البيت كان رائعا، بحيث شكّل رسالة صمود وتضامن مع أهل الداخل الفلسطيني إلى أم الحيران.
هذا وثمّن السيد رائد أبو القيعان، رئيس اللجنة المحلية في أم الحيران، ما قام به الأخوة في عارة، مؤكدا اعتزاز أهالي أم الحيران بهذه المبادرة التي تعزز الصمود والتحدي في مواجهة سياسات الاقتلاع التي تخطط لها المؤسسة الإسرائيلية.
وأكد أبو القيعان أن لسان حاله وأهالي بلدته، يعجز عن ترجمة الشعور بحجم التضامن الذي شعر به أهالي أم الحيران، من قبل أبناء الداخل الفلسطيني، خلال محنتهم منذ استشهاد يعقوب أبو القيعان.
وقال: “ما رأيناه من وفود لا زالت تتقاطر إلينا، عزز صمودنا وثقتنا بالانتصار على مخططات المؤسسة الإسرائيلية، لا زلنا رغم الألم والوجع والفقدان، نعجر عن وصف تأثرنا البالغ من حجم التضامن معنا من كل أطياف شعبنا، وأسأل الله أن يجعل أعمال اخواننا في عارة وكل من تضامن معنا في ميزان حسناتهم”.
وأشار أبو القيعان إلى أن البيت المتنقل الذي حط اليوم في أم الحيران، هو الأول الذي يصل البلدة من الأهل في عارة بالمثلث الشمالي، وقال إنهم على موعد من بيت آخر من عارة يوم الاثنين القادم، منوها إلى أن الأهل في عبلين سيقدمون اليوم هم أيضا بيتنا جاهزا.
ولفت إلى أهمية هذه اللفتات والمبادرات في تعزيز صمود أم الحيران، داعيا إلى الإبقاء على هذه الوتيرة المباركة من التضامن، لأنها تصنع مرحلة جديدة تركت ظلالها على كل النقب، ولم يشعر بها النقباويون منذ عشرات السنين.