الفحماوي “محمد جبارين” يتبرع بنخاع عظمي لإنقاذ طفل، ويقول: “سأحتمل الالام لعامين لأعيد البسمة لذويه”
تبرع الشاب الفحماوي محمد توفيق جبارين، من مدينة أم الفحم، بنخاع عظمي للطفل أنس مالك محاجنة (4 أشهر) من أم الفحم، وخضع جبارين الثلاثاء الفائت لعملية نقل النخاع، في مستشفى هداسا عين كارم بالقدس.
وأبلغ الأطباء جبارين بأن عملية نقل النخاع سهلة لكنه سيعاني بعدها من أوجاع ربما تستمر لنحو أسبوعين فأجابهم: “سأقوم بالعملية حتى لو كنت سأعاني من أوجاع لمدة عامين”.
وفي تصريح للشاب المتبرع محمد توفيق جبارين، قال إنه خضع قبل سنوات لفحص روتيني باللعاب في إطار حملة قطرية في البلاد، لرصد وتوفير متبرعين محتملين بالنخاع العظمي، وأنه تلقى قبل نحو شهر اتصالا من الطبيبة أمال بشارة، أبلغته أن فحص لعابه أظهر قابليته للتبرع بنخاع عظمي لطفل يبلغ 4 شهور، فوافق محمد على الفور واجرى بعدها فحوصات مكثفة من أجل العملية”.
وأضاف جبارين، “توجهت الاثنين الفائت (23/1/2017) مساء إلى المستشفى، واخبرت والداي أن الموضوع يتعلق بعملية تبرع بنخاع عظمي وأن العملية بسيطة وسأعود إلى البيت خلال ساعات، فلم يترددا طبعا بالموافقة، وآثرت أن لا أثير قلقهما في أن الأمر قد يستدعي مكوثي في المستشفى لأكثر من يوم، مع اخضاعي لعملية تخدير كلي، وأجريت العملية يوم الثلاثاء صباحا وشعرت ببعض الأوجاع والإرهاق، ما استدعى إلى إبقائي في المستشفى حتى الأربعاء”.
لم يعرف محمد حين وافق على التبرع، أن الطفل من مدينته أم الفحم، لأن التعليمات الخاصة بمثل هذه العمليات لا تسمح بكشف هوية المتبرع والمتبرع له، لكن والد الطفل السيد مالك محاجنة، بادر إلى البحث عن هوية من انقذ حياة طفله فوجده فحماويا مثله.
يقول محاجنة: “حين علمت ان المتبرع هو الأخ محمد هاتفته وشكرته، فما فعله من عطاء وتضحية من أجل حياة طفلي لا ينسى وسيبقى محفورا في ذاكرتي، لقد تشرفنا بزيارة محمد لنا أمس السبت في مستشفى “شنايدر” للأطفال، وكان اللقاء مؤثرا للغاية، ورأيت مدى تأثره حين وقعت عيناه على طفلي، أسال الله تعالى أن يحفظه ويجزيه عنا خير الجزاء”.
وحول معافاته بعد عملية التبرع، أكد محمد جبارين أن صحته جيدة مضيفا: “قيل لي انك ستشعر بأوجاع لمدة أسبوعين، ورددت في أن اوجاع عامين حتى من اجل إنقاذ حياة طفل يمكن احتمالها، انا لم اشعر انني فعلت شيئا، واعتقد ان التضحية من أجل حياة طفل تهون معها كل الأوجاع، وأنا ادعو كل من هو قادر على التبرع والمرور بفحوصات من اجل انقاذ حياة الناس عليه أن لا يتردد بذلك”.
في المقابل قال الزميل الإعلامي توفيق جبارين، والد محمد: “كانت المبادرة من محمد وهذا شيء يدعو إلى الاعتزاز والحمد لله، انا ووالدته لم نعترض على ذلك، بل بالعكس شجعناه، أخبرنا انه مسافر لإجراء فحص بسيط، ولذلك لم يسافر أي منا معه، تفاجأنا بعد ساعات انه اجرى عملية مع تخدير كلي، وقد كنت حينها اشارك في جنازة الشهيد يعقوب أبو القيعان، ومع ذلك تواصلنا مع الطبيبة أمال بشارة التي تشرف على مشروع التبرع بالنخاع العظمي، وقد طمأنتنا على صحته “.