مواطن من جت عبر موقع القبس: أوقفوا مهزلة ما تدعونه بـ”عيد الأم” !
يصادف غدا الثلاثاء تاريخ 21.3 (مارس) من السنة الحالية 2017، وفي هذا اليوم، هنالك من يحتفلون بما يسمى “عيد الأم” في مجتمعنا العربي، ونخص بالذكر المؤسسات التربوية والتعليمية في بلداتنا، منها رياض الأطفال والمدارس الإبتدائية ولا يخفى علينا ايضا بعض المدارس الإعدادية أيضا التي تحتفل في هذا اليوم بتلك المناسبة.
ومع حلول هذا اليوم، خرجت دعوات من قبل عدد من الأهالي في جت، إلى إلغاء الاحتفال بما يدعى “عيد الأم” وخاصة في المدارس، لعدة أسباب: منها تكاليف إضافية تثقل كاهل الأهل، وأيضا مراعاة للطلاب الذين فقدوا أمهاتهم.
فقد توجه مواطن من جت (الإسم محفوظ في ملف التحرير) عبر موقع وصحيفة القبس، الى معلمات المدارس ومربيات الروضات والبساتين والصفوف الدنيا في بلدنا جت، برسالة يطالب فيها بإلغاء إحتفالات ما يسمى”عيد الأم”.
أطالب المجلس المحلي في بلدنا الحبيب، ومعها لجنة أولياء أمور الطلاب المحلية في القرية، التدخل لإلغاء الإحتفالات بهذا “العيد – اليوم”.
وقد جاء في رسالته ما يلي:
يتكرر المشهد في هذا الموعد من كل عام لدى الإحتفال بـ”عيد الأم”، دون أن تحرص المعلمات والمربيات لإتخاذ جانب الحيطة والحذر قبيل حلول موعد هذا “العيد”، ويسمحن مرة اخرى لطلابهن بالمبالغة في الإحتفالات الطنانة الرنانة، والمكلفة جداً جداً !!
وفي إعتقادي لو جمعت المبالغ التي يدفعها الطلاب الأطفال للإحتفال بهذه المناسبة السنوية في صندوق واحد لأطعمت قطاعاً واسعاً من مجتمعنا العربي، فلماذا كل هذا الإسراف المالي الذي لا ضرورة له، خاصة في ظل ظروفنا الاقتصادية والسياسية والامنية الراهنة ؟!
فبعض الأهالي في جت يعيشون ظروفا مادية صعبة، ومع ذلك فإنهم لا يمنعون أبنائهم من ان يكونوا كالاخرين من ناحية الملابس والحاجات اليومية، بالإضافة الى المصروف اليومي حتى في المدارس، وذلك كله لعدم إشعار الإبن بالإحراج في بعض الأحيان مقارنة مع الطلاب الاخرين الذين يملكون القدرة على التصرف الحر في الأموال، لذلك لدي عدة أسئلة أوجهها عبر موقعكم الكريم، وهي:
– كيف يهدي طالب هدية لأمه في حفل “عيد الأم” بقيمة 150 ش.ج أمام زملائه، مقابل طالب لا يملك 5 شواقل لإهداء أمه وردة بسيطة؟!
– الم تسأل المربيات انفسهن: كيف سيحتفل طالب في “عيد الأم” وهو يسكن في بيت أبيه وأمه منفصلة عنه ؟!
– كيف سيقدم طالب لأمه هدية “عيد الأم” وكيف سيرقص طالب مع أمه في حفل “عيد الأم” ويحضنها ويقبّلها بفرح وسرور أمام زملائه، لربما قد فقد أحدهم أمه ؟!
إرحموا الأطفال الصغار الذين فقدوا أمهاتهم في العام الماضى وما قبله !
وكفى استهتاراً بمشاعر الناس، خاصة من لا يقدر مالياً على توفير المبالغ الباهظة اسوة بغيره من زملائه الميسرين، او من فقد والدته او من يعاني معها من مرض شديد الّم بها، وما أكثر هذه الحالات في مجتمعنا اليوم.
أضف إلى ذلك، فنحن في مجتمع مسلم محافظ، فهذا اليوم أو العيد، سمّوه كما تشاءون، مُحّرَم! فهذه أعياد ابتدعها الغرب ونحن العرب نقوم بتقليدهم حتى يومنا هذا. فتقليد الكافرين والتشبه بهم وذلك لأنّ تقليد غير المسلمين لا يجوز فيما يكون من خصوصياتهم ولا أصل له في شرعنا، ولا شك أنّ تكريم الأم له أصل شرعي معروف وبالتالي فإن هذا الأمر لا يعتبر من التقليد الذي نُهينا عنه.
كفاكم تلاعبا في عُقول أبنائنا! أوقفوا هذه المهزلة والحفلات التي لا تغني ولا تسمن من جوع! كفانا تقليدا للغرب!
ومن يود الإحتفال بعيد أمه فليحتفل خارج إطار المدارس والروضات والحضانات والبساتين، في بيته او في أي مكان آخر غير هذه المؤسسات العامة !!
ما حُكم الإحتفال بما يُسمى “عيد الأم” ؟
الحمد لله رب العالمين والصّلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
إنّ الاحتفال بعيد الأم من المناسبات التي ابتدعها الغرب، فالمفكرون الأوروبيون وجدوا الأبناء ينسون أمهاتهم، ولا يؤدون الرعاية الكاملة لهن، فأرادوا أن يجعلوا يوماً في السنة ليذكّروا الأبناء بأمهاتهم بينما عندنا نحن المسلمين عيد الأم في كل يوم ، فتكريم الأم مطلوب على مدار السنة كلها، واحترامها وطلب مرضاتها وخدمتها وسائر أعمال البر مطلوب طلباً مؤكداً في كتاب الله وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
ولكن لا مانع من تخصيص يوم عالميّ نعبّر فيه عن حبّ الأم ومكانتها على ألاّ يعتبر هذا اليوم عيداً من أعياد المسلمين بالمعنى الشّرعي لأنه لم يشرع لنا إلا عيدان: عيد الفطر وعيد الأضحى، وأن لا يتخلل هذا اليوم بدعاً ومحدثات وأمور محرمة .
ولا يعترض علينا في هذا المقام بحرمة تقليد الكافرين والتشبه بهم وذلك لأنّ تقليد غير المسلمين لا يجوز فيما يكون من خصوصياتهم ولا أصل له في شرعنا، ولا شك أنّ تكريم الأم له أصل شرعي معروف وبالتالي فإن هذا الأمر لا يعتبر من التقليد الذي نُهينا عنه.
يقول الدكتور عبد الفتاح عاشور ( من علماء الأزهر ): الاحتفال بأيام فيها تكريم للناس، أو إحياء ذكرى طيبة لم يقل أحد بأن هذا احتفال ديني، أو عيد من أعياد المسلمين، ولكنه فرصة لإبداء المشاعر الطيبة نحو من أسدوا لنا معروفاً، ومن ذلك ما يعرف بالاحتفال بيوم الأم، أو بعيد الأم، فإن الأم لها منزلة خاصة في دين الله، بل في كل دين، ولذلك يجب أن تكرم وأن تحترم وأن يحتفل بها، فلو اخترنا يوماً من أيام السنة يظهر الأبناء مشاعرهم الطيبة نحو أمهاتم وآبائهم لما كان في ذلك مانع شرعي، وليس في هذا تقليد للغرب أو للشرق، فنحن نحتفل بهذا اليوم بما لا يخالف شرع الله، بل بالعكس نحن ننفذ ما أمر الله به من بر الوالدين والأم على وجه الخصوص، فليس في هذا مشابهة ولا تقليد لأحد ” .
ويقول الدكتور محمد إسماعيل بكر: ” إنّ عيد الأم هو من بدع العادات لا من بدع العبادات، وبدع العادات لا يأمر بها الإسلام ولا ينهى عنها إلا إذا كانت تتصل بالدين من قريب أو من بعيد، فإذا كانت هذه العادات تُعبّر عن الوفاء والاعتراف بالجميل وتدعو إلى البر والإحسان إلى من يستحق البر والإحسان كالأم والأب ومن في حكمهما كالجدة والجد، فإن الإسلام يبارك هذه العادات ويقرها، أما إذا كانت هذه العادات تعبر عن الضد من ذلك أو يترتب على فعلها ما يعيبه الإسلام ونهى عنه كالإسراف والتبذير والعبث واللهو واللعب والتفاخر، فإن الإسلام ينهى عنه , ويُحذر منه، وقد كان للعرب عادات بعضها أقرها الإسلام على ما هو عليه وبعضها نهى عنها وحذر منها، وبعضها أقره مع التعديل ” .
وبناءً على ما سبق لا مانع من الاحتفاء بيوم الأم أو ما يسمّى بعيد الأم بشروط:
1- ألا يعتبر عيداً.
2- ألا يُراد منه التشبه بالكافرين الذين يقصرون تكريم الأم على هذا اليوم.
3- لا بد من التحذير من المخالفات الشرعية كالموسيقى والاختلاط في الحفلات التي تقيمها المدارس والروضات ونحوها .
في المقابل أن لا ننسى تكريم الأب كذلك والإحسان إليه، فالبر والإحسان في النصوص الشرعية لهما – وإن كان حق الأم أعظم –.
ملاحظة : ننصح المربين والمربيات أنّه إذا كان في الصف أحد الطلبة قد ماتت أمه ألاّ يقيموا حفلاً في الصف كي لا يكسروا قلبه ويثيروا عواطفه ويشعروه بالنقص أمام الطلبة .
والله تعالى أعلم
المجلس الإسلامي للإفتاء