ذُعر الأمهات.. حرارة طفلك وصلت إلى 38.5 درجة؟ كل العائلة مريضة!
ذعر، خوف، قلق، لا نوم في الليل وملازمة سرير الطفل، خوف من الإصابة بعدوى- كل هذه تجارب غير مريحة للأهالي. في حال وجود طفل في العائلة يعاني من حرارة مرتفعة تصل إلى 38.5 درجات أو أكثر، ماذا علينا أن نفعل؟ كيف نتصرف في هذه الحالة؟ متى نعطي الدواء للطفل؟
لا شك أنّ فترة الإنتقال الموسمي وتقلّبات الطقس، تعتبر واحدة من أكثر الفترات التي يصاب بها الأطفال والكبار بالأمراض، حيث نشهد أكثر فأكثر أطفالا وأولادًا يعانون من الحرارة المرتفعة التي تعتبر واحدة من المؤشّرات والدلائل لوجود مرض، وهو ما يقضّ مضاجع الأهل ولا سيما الأمهات. ومن منطلق ضرورة طرح موضوع ارتفاع درجة حرارة جسم الطفل، ولإعطاء الأمهات طرقًا ونصائح ضرورية للتكيّف مع ارتفاع الحرارة لدى الأطفال، ولأن إبتسامته هي هدوؤك، حاورنا الدكتور يوسف أرملي، أخصائي طب أطفال، في صندوق المرضى “مؤوحيدت”، في مدينة شفاعمرو، متزوج وأب لولدين (سهيل البالغ من العمر أربع سنوات، وريان إبن السنة وثلاثة شهور)، للحديث عن الموضوع.
ما هو تعريف ارتفاع درجة حرارة الجسم لدى الأطفال؟
يتمّ تعريف ارتفاع درجة حرارة الجسم على أنه ارتفاع في درجة الحرارة الطبيعية لدى الإنسان. تعتبر حرارة جسم الطفل مرتفعة في حال زادت عن 38 درجة مئوية بفحص دقيق يتم عن طريق إدخال جهاز قياس الحرارة إلى فتحة الشرج، علمًا أن الحرارة هي أحد أعراض المرض أو الإلتهاب في الجسم، وتحدث لعدة أسباب، وأبرزها التلوّث. بكلمات أخرى، الحرارة المرتفعة تصيب الشخص حين يحارب الجسم المرض. عندما يصل ارتفاع حرارة الطفل إلى 38.5 درجات، من المهم فحص حالة الطفل وإمكانيّات العلاج.
كيف تبدو العائلة التي يعاني طفلها من الحرارة المرتفعة؟
قد ينتاب الأهل شعورٌ بالقلق الكبير وغير المبرّر أحيانًا، بالإضافة إلى شعور الطفل بالضعف والتعب، والمس بالوظائف اليوميّة والاعتياديّة، في حين يضطر الأهل للتغيّب عن أشغالهم للبقاء إلى جانب أطفالهم، الذين يتغيّبون هم أيضًا عن الحضانة. خلال الإصابة بالحرارة المرتفعة قد تظهر عوارض عديدة، ليس بالضرورة أن تظهر كلّها لدى كل طفل، مثل: فقدان الشّهيّة، النّعاس، الشّعور بالبرد والقشعريرة، مزاج سيء، حساسية للأوجاع، التعرّق، الطفح، القيء، ضيق في التنفّس وحتّى تشنجات ناجمة عن الحرارة المرتفعة.
ماذا بشأن أبرز سبل الوقاية وتفادي مثل هذه الحالات؟
يفضّل الإمتناع عن مخالطة أشخاص مرضى والإهتمام بالنظافة، كتعقيم اليدين وغسلهما جيّدا بالماء والصابون. عندما يعاني الطفل من الحرارة المرتفعة يجب الحرص على ارتدائه ملابس خفيفة، وتهوية الغرفة التي يتواجد بها الطفل بشكل جيّد، ومغاطس ماء فاتر (يحظر تعريض الطفل إلى مغاطس باردة أو كمادات كحول التي تشكّل خطرًا على الأطفال).
في حال بدا الطفل بشكل غير جيّد ويعاني، من المحبّذ فحص إمكانية إعطائه دواء لخفض الحرارة. بالإمكان الحصول على أدوية خفض الحرارة وتسكين الآلام في شبكات الفارم والصيدليّات، مثل دواء نيوروفين للأطفال (الذي يرتكز على المادّة الفعّالة الإيبوبروفين) ونوڤيمول أو أكامولي (الذي يرتكز على المادة الفعالة ﭘاراسيتامول).
نيوروفين للأولاد معروف بتأثيره السّريع في خفض حرارة الجسم وتخفيف الآلام، وتبدأ فعّاليّته بعد 15 دقيقة من منح الطفل الدواء وحتى 8 ساعات. والمادة الفّعالة فيه هي الإيبوبروفين التابعة لعائلة الأدوية المضادة للإلتهابات.
كما يمكن إعطاء الطفل نوڤيمول أو أكامولي لخفض الحرارة وتسكين الأوجاع، وهو دواء فعّال لأربع ساعات فقط.
ما هي النصائح والتوصيات التي تقدّمها للأمهات؟
من المهم أن تعرف الأمهات أنّ خفض الحرارة المرتفعة يؤدي إلى تحسين حالة الطفل وشعوره العام بشكل جيد. خلال إصابة الطفل بالحرارة المرتفعة، يجب الحرص على شرب الكثير من السوائل وتناول دواء لخفض الحرارة المرتفعة وفقًا للحاجة. لا شك أن أحد الأدوية الجيّدة لخفض الحرارة لدى الأطفال وتسكين الآلام، هو دواء نيوروفين للأولاد وأكامولي.
نيوروفين للأولاد يأتي كسائل بمذاقات التوت والبرتقال التي يحبّها الأولاد أو عن طريق تحاميل يمكن تقديمها للأطفال الذين يجدون صعوبة في البلع أو يعانون من التقيّؤ.
يمكن تقديم السائل للأطفال بطريقة سهلة عن طريق استخدام إبرة نُدخلها إلى فوّهة الزجاجة، وهو ما يمنع دخول جراثيم ويحافظ على التعقيم، بشرط غسل الإبرة كما هو مطلوب، أو تحاميل في حال لم يستطع الطفل بلع السائل، والتي يتم إدخالها عن طريق فتحة الشّرج (في حال لا يعاني الطفل من الإسهال).
متى يجب التوجه لفحص طبّي؟
أنصح الأمّهات بالتوجّه إلى الفحص الطّبي في حال عانى الطفل من ارتفاع مستمر في درجة حرارة جسمه، وعدم انخفاضها رغم تناوله أدوية لهذا الغرض، أو في حال بدا مريضا، ضعيفا، غير متجاوب، غير هادىء، فاقدا للشهية، يعاني من ضيق في التنفّس، وجع في الرأس، ظهور طفح جلدي، وكذلك عندما يعاني الطفل من تشنجات ناجمة عن الحرارة، ويبدو شاحبًا وخاملًا، وعندما يدور الحديث عن طفل لم يكمل بعد شهره الثاني.