الأسد يحذّر من التدخلات العسكرية في الأجواء السورية
قال الرئيس السوري بشار الأسد اليوم الخميس إن الأمل في إنهاء الحرب على سوريا بات أكبر مما كان في السنوات الماضية، مشيراً إلى أن هناك تقدم كبير في محوري مكافحة الإرهاب والمصالحات في سوريا، وهو ما ساهم في تزايد احتمالية تحويل الأمل في إنهاء الحرب على سوريا إلى واقع.
وأوضح الأسد في حوار مع صحيفة “فيسرنجي لست” الكرواتية إلى أنه يمكن تحويل الأمل إلى واقع من خلال محورين، الأول يعتمد على مكافحة الإرهاب والثاني بإجراء المصالحات مع كل من يريد أن يلقي السلاح والعودة إلى حصن الوطن.
وتابع قائلاً “أغلبية السوريين لا يقبلون موضوع الفيدرالية لأنها مقدمة للتقسيم، ولا يوجد مبرر بوجود الفيدرالية وهو موضوع مفتعل الهدف منه الوصول لحالة مشابهة لحالة العراق”.
وأكّد أن كلّ تدخل لأي جندي، ولو كان فرداً دون إذن الحكومة السورية هو “غزو”، مضيفاً أن “أيّ تدخّل في الجو أو بغيره هو أيضاً تدخل غير قانوني واعتداء على سوريا”.
ورد الأسد على سؤال حول احتمالية وجود معارضة سورية معتدلة، فأشار إلى أن “على لسان المسؤولين الغربيين.. وفي مقدمتهم الرئيس السابق أوباما قال بأن المعارضة المعتدلة هي عبارة عن خيال أو وهم.. هذا باعترافهم”.
وأضاف بقوله “هم من دعموا تلك المعارضة وهم من أعطوها غطاء الاعتدال غير الحقيقي.. فإذن هذه المعارضة المعتدلة غير موجودة.. الموجودة معارضة جهادية بالمعنى المنحرف للجهاد طبعاً.. العقائدية أيضاً بالمعنى المنحرف التي لا تقبل حواراً ولا حلاً إلا بطريقة الإرهاب”.
وعن سرّ التفاوض مع تلك المعارضة اعتبر الأسد أننا “نتفاوض معهم لأن الكثير في البداية لم يكن يصدق بأن هذه المجموعات لا ترغب بإلقاء السلاح، وبالذهاب باتجاه العمل السياسي.. وبالتالي ذهبنا لكي نثبت لكل من يشكك بحقيقة هذا الأمر.. بأن هذه المجموعات لا يمكن أن تمارس العمل السياسي.. لأنها مجموعات إرهابية بالعمق حتى النهاية”.
وتحدث الرئيس السوري عن الحرب على الإرهاب قائلاً “العالم الذي أعلن عن حربه ضد الإرهاب عملياً هي الدول الغربية نفسها التي تدعم الإرهاب.. معظم دول العالم تقف ضد الإرهاب.. هي لا تعلن ذلك ولكن عملياً تتعاون معنا بشكل أو بآخر خلال الحرب وقبل الحرب.. لأن الإرهاب لم يبدأ فقط مع الحرب على سوري.. بل هو موجود في العالم بشكل أو بآخر”.
وأكّد خلال المقابلة على أن لا هناك تعاون أمني بين الحكومة السورية والحكومات الغربية، وبالأخص فرنسا “الجانب الفرنسي كان يتحدث عن التعاون قبل الحرب.. لأنه بعد بدء الحرب وبعد الموقف الفرنسي المؤيد للإرهابيين.. توقفت سوريا عن التعاون الأمني مع كل تلك الدول.. لأنه لا يمكن أن يكون هناك تعاون أمني وعداء سياسي”.