الأخبار الرئيسيةنفحات

سلسلة يومية: “على أبواب شهر الخير سأتغير”

305ab285f16de5f61aad9283e5097920

عامر عسال | القبس

من حكمة الله تعالى التي خص بها دينه الحنيف، أن جعل عبادات سنوية، بحيث أنه مهما ابتعد الناس عن هذا الدين تأتي هذه العبادات بمفهومها الإنساني الرائع و الجميل لتذكر الناس بغاية خلقهم مرة أخرى و لتذكرهم أيضاً بدينهم الحنيف الذي ارتضاه الله لهم، و من أبرز هذه العبادات صوم رمضان وحج البيت العتيق، حيث يأتي موسم الحج في الشهر الثاني عشر من السنة الهجرية، في حين يأتي شهر رمضان المبارك في الشهر التاسع من كل سنة هجرية، و في كل مرة يأتي شهر رمضان قبل عشرة أيام تقريباً من انقضاء سنة كاملة عن رمضان الذي سبقه، مما يجعله يتغير في كافة أوقات السنة فياتي في جميع الفصول، و بالتالي لن يكون هناك رتابة ولا ملل من أداء هذه الشعيرة العظيمة.

  14291470761

ينتظر المسلمون شهر رمضان المبارك بفارغ الصبر من السنة إلى السنة نظراً لما يحمله من معانٍ جميله و أوقات رائعة يقضونها، فهذا الشهر فيه تخفيف عن الإنسان من تعب سنة كاملة، هو بمثابة إجازة لنفس الإنسان يغسل فيها همومه و يتوجه إلى الله تعالى في التضرع و الدعاء و العبادة، حتى يوفقه الله إلى صالح الاعمال طوال السنة، كما أنه في رمضان يكون هناك التواصل و الالتقاء بين الأفراد و بين الناس، و تزداد العبادات الجماعية فما أجمل صلاة التروايح في ليل رمضان، و ما أجمل جلسة العائلة أثناء الإفطار و بعد اداء الطاعات و العبادات ليلاً !!!

لهذا يستعد الناس والمسلمون جميعاً لاستقبال هذا الشهر العظيم، شهر الخير والبركة، عن طريق التخطيط لكل ثانية في رمضان كيف سيقضونها، و ما هو جدولهم اليومي، وكيف سينوعون بين العبادات سواء الصلاة أو الزكاة أو صلة الرحم أو صلاة التراويح أو قراءة كتابة الله عز وجل في هذا الشهر العظيم، حيث يعد هذ الشهر العظيم كنزاً من الكنوز لما فيه من بركة و خير و حشر للشياطين، كما أنه فرصة ليتغلب فيها الإنسان على نفسه و على شهواته، و يسمو بروحه إلى الأعالي، كما يجب الاستعداد له عن طريق تهذيب النفس و الابتعاد عما من شانه أن يقلل من قيمة الإنسان، لهذا فرمضان ليس شهرا عادياً بل هو شهر استثنائي لهذا يجب أن تكون التجهيزات له استثنائية، و أن لا تقتصر على تخزين البيت بما لذّ وطاب من الأطعمة المختلفة.
5772a05154262274114a3455cf43ea7c

نحن بعد أسبوع وأكثر أمام فرصة كي يغفر لنا كل ذنب، لقول النبي عليه الصلاة والسلام : عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (( مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ )).    [ أخرجه البخاري ]

 ألا تحب أن الماضي كله أن تسامح به، أن تغفر لك كل ذنوب الماضي، فالحج فرصة والصيام فرصة، ونحن مع هذه الفرصة، بإمكانك أن تفتح مع الله صفحة جديدة في رمضان، أو بإمكانك أن تفتح مع الله صفحة جديدة في شوال، إذا صمت رمضان إيماناً واحتساباً غفر الله لك ما تقدم من ذنبك.

 ونحن على أبواب شهر عبادة من أفضل الشهور، إذاً هناك فرصتان:
 فرصة أن يغفر لك كل ذنب سابق، أن تفتح مع الله صفحة جديدة، أن تسقط كل الديون، أن تسوى كل الحسابات، أن تغفر لك كل الذنوب.
 ومع فرصة أخرى أنك إذا عبدت الله وحده العبادة التي أرادها الله عز وجل فلن يعذبك الله، وهذه أكبر أمنية للإنسان، أن يعيش سليماً معافى في بدنه، آمناً في سربه، عنده قوت يومه، أن يكون له مأوىً يأوي إليه، وزوجة ترضيه، وأولاد أبرار هم قرة عينه، فلذلك نحن أمام فرصة، فرصة أن تطوى كل أعمالنا السابقة وأن تغفر، وأن نفتح مع الله صفحة جديدة، ومع فرصة أن يضمن الله لنا أن لا يعذبنا لأننا نقبل على عبادته في هذا الشهر.

لذلك من خلال هذه السلسلة سنعرض فيها أموراً على المسلم الحريص أن يتغير فيها للأفضل وسنعرض كل يوم موضوعاً جديداً غير سابقه وذلك على مدار الأسبوع الأخير من شهر شعبان وندعو ونقول: اللهم بلغنا رمضان، اللهم بلغنا رمضان…

ومع لقاء الغد بإذن الله تعالى…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى