بوتين رئيسا لروسيا حتى 2024 بأكثر من 76% من الأصوات
أعيد انتخاب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأحد رئيسا لروسيا لولاية رابعة في انتخابات أشبه باستفتاء، نددت بها المعارضة ووصفتها بالمزورة.
وأظهرت النتائج أن الرئيس الروسي الذي يبلغ من العمر 65 عاما أمضى منها أكثر من 18 عاما في السلطة، قد حصل على أكثر من 76 في المئة من الأصوات، ليبقى بذلك بوتين رئيسا لولاية رابعة لروسيا التي أعادها في السنوات الأخيرة إلى واجهة الساحة الدولية، في وقت يخوض اختبار قوة مع الغرب منذ تسميم العميل الروسي المزدوج السابق سيرغي سكريبال في المملكة المتحدة.
وتقدّم بوتين على منافسه الأبرز مرشح الحزب الشيوعي المليونير بافيل غرودينين، الذي لم يحصد سوى 12,1 بالمئة من الأصوات، وحل أمام القومي المتشدد فلاديمير جيرينوفسكي (5,8 بالمئة)، والصحفية القريبة من المعارضة الليبرالية كسينيا سوبتشاك (1,5 بالمئة).
وشكر بوتين مئات من أنصاره الذين تجمعوا في وسط موسكو للاحتفال بفوزه الكبير في الانتخابات الرئاسية، معتبرا أن هذا الأمر يظهر “الثقة والأمل” لدى الشعب الروسي. وقال مساء الأحد أمام أنصاره قرب الكرملين: “أرى في هذا الأمر (النتيجة) الثقة والأمل لدى شعبنا. سنقوم بعمل كبير في شكل مسؤول وفاعل”.
وكان الكرملين جعل من نسبة المشاركة في الانتخابات معركته الرئيسية، بهدف إضفاء شرعية على الانتخابات المحسومة النتائج. واتهمت المعارضة الروسية وعلى رأسها أليكسي نافالي، أبرز المعارضين الروس، الكرملين بتضخيم المشاركة بعمليات تزوير عبر حشو الصناديق أو عبر تنظيم نقل الناخبين بأعداد كبيرة إلى مراكز الاقتراع.
وقال نافالني في مؤتمر صحفي، “إنهم بحاجة إلى إقبال. النتيجة معروفة سلفا وهي فوز بوتين بأكثر من 70 بالمئة (من الأصوات)”، مؤكدا أن نسبة المشاركة الحقيقية أدنى من تلك المسجلة في انتخابات 2012. وشدد على أن “السبيل الوحيد للنضال السياسي في روسيا هو بالتظاهر. سنستمر في القيام بذلك”.
وعرضت منظمة “غولوس” غير الحكومية والمتخصصة في مراقبة الانتخابات حالات التزوير على موقعها الإلكتروني، مشيرة قرابة الساعة 17:45 ت غ إلى 2629 تجاوزا مثل حشو صناديق والتصويت أكثر من مرة وإعاقة عمل المراقبين.
في المقابل اعتبرت رئيسة اللجنة الانتخابية إيلا بامفيلوفا أنه “لم يحصل هذا الكم من التجاوزات”.
استفزازات
ونظمت السلطات حملة إعلامية مكثفة لحث الناخبين على التصويت، وسهلت عمليات التصويت خارج مناطق إقامة الناخبين. وأوردت وسائل إعلام حتى إنها مارست ضغوطا على موظفي الدولة والطلاب من أجل الإدلاء بأصواتهم.
وأفاد ناشطون من المعارضة الأحد عن قيام الشرطة بجلب ناخبين في حافلات إلى مراكز الاقتراع، وتوزيع قسائم شراء مواد غذائية بأسعار مخفضة على الروس الذين يذهبون للإدلاء بأصواتهم.
وبوتين الذي يمتدحه البعض ناسبين إليه عودة الاستقرار بعد فترة التسعينيات، يحمل عليه منتقدوه باعتبار أن الثمن كان تراجع الحريات.
ودعا نافالني، الذي رفضت المفوضية العليا للانتخابات ترشحه للانتخابات الرئاسية؛ بسبب إدانته قضائيا في قضية اختلاس أموال يتهم الكرملين بالوقوف وراءها، إلى مقاطعة الانتخابات وأرسل أكثر من 33 ألف مراقب إلى مراكز الاقتراع.
من جهته قال مرشح الحزب الشيوعي غرودينين بحسب ما نقلت عنه وكالة إنترفاكس: “بات الآن واضحا أن الانتخابات لم تكن عادلة”.