السلطات الإسرائيلية تحرم 78 طفلًا من لقاء أمهاتهم الأسيرات بيوم الأم
قالت مؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان، إن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تستمر في حرمان أكثر من 78 طفلًا من لقاء أمهاتهم في يوم الأم، حيث لا تزال 21 أمًا فلسطينية معتقلة في السجون الاسرائيلية.
وأوضحت المؤسسة في بيان لها اليوم الثلاثاء، أن سلطات الاحتلال تحرم الأمهات وباقي الأسيرات والأسرى الفلسطينيين من حقهن في المحاكمة العادلة والزيارات العائلية، ويتعرضن لسوء المعاملة وأساليب تعذيب مختلفة.
وأضافت أن الأسيرات يتعرضن للعزل عن العالم الخارجي، تعصيب العينين، التكبيل، الحرمان من النوم، الحرمان من الطعام والمياه لفترات طويلة، الحرمان من العلاج الطبي المناسب، الحرمان من الوصول إلى المراحيض، الحرمان من للاستحمام أو تغيير الملابس لأيام أو أسابيع، الشبح، والصراخ والإهانات الشتم، بالإضافة إلى التحرش الجنسي.
ونقلت محامية المؤسسة عن “ج.م” أم لأربعة أبناء، اعتقلت من منزلها عام 2014، ولا تزال قابعة في سجون الاحتلال، تجربتها قائلة “فتشوني تفتيشًا عاريًا مرتين فور وصولي لمركز التحقيق، ثم عصبوا عيني، وأبقتني السجانة بلا ملابس لفترة من الزمن، ثم بدأت بإرجاع ملابسي قطعة بعد قطعة، كما وتعرضت طوال فترة التحقيق معي للتحرش الجنسي والاهانة من قبل المحققين”.
بدورها، وصفت “هـ.م” أم لثلاثة أبناء، اعتقلت من منزلها عام 2016، ولا تزال معتقلة هي وزوجها أيضًا، وصفت لمحامية المؤسسة أسوأ تجاربها خلال التحقيق قائلة “أكثر لحظة خفت فيها هو حين بدأ الجنود بتهديدي باعتقال ابني الأكبر، في حال لم أوقع على ورقة اعتراف وضعت أمامي، وكانت مكتوبة باللغة العبرية التي لا أفهمها”.
وأشارت مؤسسة الضمير إلى أنه يتم احتجاز النساء الفلسطينيات في سجن “هشارون وسجن الدامون”، مما يعني أنهن ينقلن قسريًا وبصورة غير قانونية من الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة.
واعتبرت أن النقل القسري للأسرى غير قانوني ويشكل انهاكًا لاتفاقية جنيف الرابعة، التي تنص على أنه يجب احتجاز الأشخاص المتهمين بجرائم في بلدهم المحتل، كما يرقى ترحيل الأشخاص المحميين، بموجب المادة 49 من نفس الاتفاقية، لأن يكون جريمة حرب.
وبينت أنه يترتب على ارتكاب هذه الجريمة أثار وصعوبات عديدة، أهمها صعوبة زيارة الاطفال لأمهاتهم، حيث يعاني الأطفال مثلهم مثل باقي الفلسطينيين من رحلة طويلة وشاقة عند زيارة أهاليهم وأقاربهم في سجون الاحتلال، بدايةً بتقديم طلبات تصاريح الزيارة، مرورًا بساعات طويلة من السفر والتفتيش، وانتهاءً برؤية أمهاتهم من وراء حاجز زجاجي.
وأفادت بأن حوالي 6119 اسيرًا وأسيرةً فلسطينية يقبعون حاليًا في سجون الاحتلال، من ضمنهم حوالي 350 طفلًا، يتم ترحيل معظم هؤلاء الأسرى بصورة غير شرعية من الأراضي المحتلة إلى أراضي المحتل.
ومؤخرا في كانون الأول 2017، هاجم عضو في كنيست الاحتلال حافلة تحمل أهالي أسرى فلسطينيين من قطاع غزة كانت متجهة إلى زيارتهم في سجن “نفحة”، بالإضافة إلى تهديد الأمهات بشكل خاص، وتهديدهن بأبنائهن وبناتهن المعتقلين.
وأكدت مؤسسة الضمير أن هذا يؤكد على الاستهداف الممنهج من قبل سلطات الاحتلال لعائلات الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين وخاصة أمهاتهم، بهدف إيقاع أكبر قدر من الايذاء النفسي على الأسرى والمعتقلين، محاولين ضرب المثال الأعلى للمجتمع الفلسطيني، وهي الأم الفلسطينية.