“بلومبرغ”: السعودية تستعين بوجوه جديدة لتلميع صورتها بواشنطن
نشرت وكالة “بلوبمبرغ” تقريرًا حول تغيير السعودية لسياساتها التي فشلت في تجميل صورتها لدى واشنطن، والتي تطلبت تبديل وجوه كانت فعّالة في هذا المضمار.
وأشارت الوكالة إلى أن الأمير بندر بن سلطان قد اكتسب صداقة الأميركيين وكان رجل السعودية الأول في الولايات المتحدة لمدّة فاقت العقدين من الزمن، تحت إدارة بوش الإبن، حتى استقالته عام 2005 وشغله لمناصب عدّة في الرياض قبل أن يختفي عن المشهد السياسي.
وأضافت الوكالة أيضًا أنه تدور إشاعات حول أن بن سلطان يُعتبر خارج أو معزول عن دائرة ولي العهد السعودي الحالي، محمد بن سلمان، مما أثار استغراب كثيرين من الساسة الأميركيين عندما قاموا باستدعائه لحفل أقامه السعوديون في واشنطن خلا زيارة بن سلمان، بل وتكريمه.
وقال بن سلطان في كلمة ألقاها، مشيدًا بالأيام التي عمل فيها بواشنطن أن ” ولي العهد يمثل الروح الشبابية التي أفتقر إليها”.
وذكرت الوكالة، أنه كان يجلس على مقربة منه السفير الجديد للسعودية، شقيق ولي العهد الأصغر، خالد بن سلمان البالغ من العمر 30 عاما، الذي يُعتبر من ساسة “العهد الجديد” الذي انتقل إلى واشنطن ليعمل على إعادة السمعة الحسنة لبلده وتحسين علاقاتها مع الولايات المتحدة.
وقال المصرفي السابق الذي أنشئ، عام 2017، مؤسسة فكرية مؤيدة للسعودية تُدعى “المؤسسة العربية السعودية”، إنه ” بعد 11 سبتمبر، ضاق الخناق على السعودية. بعد علاقة وثيقة ومعقدة مع إدارة بوش، شعر السعوديون بأنهم مهمشون، وفي بعض الحالات مستهدفون بالسياسات في عهد الرئيس باراك أوباما. وضغطوا ضد الاتفاق النووي الإيراني ومشروع قانون أقره الكونغرس في عام 2016، والذي يسمح لأفراد عائلات ضحايا 11 سبتمبر بمقاضاة المملكة العربية السعودية”.
وشددت الوكالة على أن السعودية قد دفعت لجماعات الضغط والعلاقات العامة ما يزيد عن 7.5 ملايين دولار، للعمل على وقف قانون 9/11 الذي لم يستطيع وزير خارجيتها، عادل الجبير وقفه.
وبعثت السعودية أيضًا بمجموعة من المحاربين القدماء للعمل على وقف القانون، وإقناع أعضاء الكونغرس الأميركي أن عدم وقف القانون سيعرّض الجنود الأميركيين في المنطقة للخطر.
ولفتت الوكالة إلى أنه من بين تكاليف هذه العملية، قامت السعودية بدفع ما قيمته 270 ألف دولار للنزلاء ومصاريفهم أثناء إقامتهم بفندق “ترامب” الدولي.
وعلّق شهابي لـ”بولمبرغ” عن فشل كل هذه المحاولات التي قامت بها السعودية لإلغاء القانون، قائلا إنها ” كانت صفعة في وجه السعودية، أن جماعات الضغط كانت غير فعالة”.
وأضافت الوكالة أنّه منذ استقالة بن سلطان من منصبه عام 2005، قامت السعودية بتبديل 3 سفراء لها في الولايات المتحدة رغم أنّهم لم يساعدوها في أعمالها كما فعل السفير الإماراتي، يوسف العتيبة، وولي عهد أبو ظبي، محمد بن زايد، ولم تبدأ السعودية في أخذ زمام أمورها في الضغط على القرار الأميركي حتى عيّنت خالد بن سلمان عام 2017.
وكانت أقوى أفعاله كسفير حين أعلن عن أن السعودية في طريقها إلى إنهاء قانون منع النساء من قيادة السيارات، ولفتت الوكالة إلى أنه قد أعلن ذلك بينما كانت بلاده في ساعات منتصف الليل، وفي ساعات الظهيرة في الولايات المتحدة، وأنه بالإضافة إلى ذلك قد قاله بلهجة أميركية متقنة إنه “نحن (بهذا الفعل) لا نتحول للغرب أو للشرق، نحن نتعصرن”.
وأضافت الوكالة أيضًا إلى أن ولي العهد، قد وجد أصدقاء جدد في إدارة الرئيس الأميركي الحالي، دونالد ترامب، مثل صهره، جارد كوشنر.
ولففت “بلومبرغ” إلى أن صعود نجم بن سلمان، قد أثرّ سلبًا على السعودية دونًا عن المشاكل العالقة الأخرى، بسبب قوّته في قيادة الحرب على اليمن، واعتقاله لمئات المنتقدين المحليين وللأمراء واللاعبين في أعلى هيئات الدولة، وإجبارهم على الاستغناء جزئ من أموالهم مقابل حريّتهم.
وخلصت الوكالة إلى أن إرجاع بن سلطان، وبشكل خاص عن طريق ابنته، الأميرة ريما، هو دليل على ذلك حيث أنها قالت إن “وجود سعوديون يتكلمون بالنيابة عن شعبهم سيكون لديه تأثير أكبر بكثير من أن يفعل ذلك مستشارون أميركيون”.