الأخبار الرئيسيةباقة وجتمدارس وأكاديميّات

مدراء ومربون: “المسؤول الأوّل عن تغيّب الطلاب في رمضان هم الأهل”

تقرير: أحمد وتد | القبس

تتسعُ ظاهرة تغيّب طلاب وطالبات المدارس، من المرحلتين الابتدائية والإعدادية، عن مقاعد الدراسة بحجّة الصوم في شهر رمضان المبارك، ما يسبّب بلبلة وعدم انتظام في الدراسة والتعليم لا سيّما وتعتبر هذه المرحلة من السنة مرحلة امتحانات فصلية لنهاية العام الدراسي. ودعت الجهات المسؤولة للنظر إلى هذه الظاهرة بالخطرة والمقلقة.

وإزاء هذه الظاهرة الخطرة تُطرح العديد من الأسئلة: من المسؤول الأول عن تغيب الطلاب: الأهل أم إدارة المدرسة أم كلاهما؟ ماذا فعلت البلديات والمجالس من أجل الحد من هذه الظاهرة؟

من خلال فحص وجمع معلومات قامت به “القبس” من مصادر خاصّة، تبيّن أن نسبة الغياب في المدارس الابتدائية في جت مثلا، هي نسبة عادية، بل وبالعكس فهي أفضل من سنوات سابقة، إلا أن الوضع في الاعدادية يختلف كليا عنهت في الابتدائية فنسبة الغياب كبيرة جدا.

وحول هذه الظاهرة وللحدّ منها قامت صحيفة وموقع القبس بكشف عام عن آليات ووسائل بعض المدارس في باقة وجت للحدّ من هذه الظاهرة.

وفي حديث لصحيفة وموقع القبس مع مدير مدرسة الشافعي الإبتدائية في مدينة باقة الغربية، المربي جمال أشقر قال:
“حسب تعليمات الوزارة فإن الامتحانات تتوزع على مدار العام، ولا تقوم مدرستنا بتعيين إمتحانات في شهر رمضان لإجبار الطلاب الحضور للمدرسة، كبعض المدارس الأخرى التي تقوم بتعيين امتحانات خاصة في شهر رمضان لإجبار الطلاب الحضور للمدرسة، ولكن لا سيما أن في مدرستنا أيضا هنالك امتحانات تم تعيينها من قبل وهي تصادف شهر رمضان وليس الغرض منها اجبار الطلاب للحضور.

 

لا شك أن قدوم رمضان في العامين الأخيرين صادف ووقع خلال الفترة التعليمية في السنة الدراسية، حيث أن نصف الشهر كان يتزامن مع فترة المدرسة والنصف الآخر تزامن مع العطلة، وذلك بعكس ما كان قبل سنوات فقد كان يأتي رمضان خلال العطلة الصيفية، فهذا الأمر خلق وضع وواقع جديد حيث أن الطالب عليه الحضور للمدرسة لكي يتعلم وفي نفس الوقت يكون الطالب صائم، فهذا وضع جديد لم يمر في الطلاب من قبل كونه رمضان كان دائما في العطلة.

فهذا الواقع الذي سيستمر لسنوات قادمة، بحيث أن الطالب سيصوم خلال السنة الدراسية يعتبر مشكلة بحد ذاتها.
فمن هنا تقع المسؤولية على أهمية توعية المدرسة للطالب وخاصة أهمية توعية الأهل لأبنائهم بأنه علينا الحضور للمدرسة لنتعلم وبنفس الوقت علينا ان نصوم، فرمضان هو جزء لا يتجزأ من العمل المدرسي.
فكيف لأهالي الطلاب أن يعملوا في ظروف صعبة تحت أشعة الشمس أو أعمال شاقة وبإمكانهم الصوم بالإضافة إلى أن الرسول صلى الله عليه وسلم قام بعدة غزوات في رمضان.
فإذا كان الرسول قد حارب في رمضان فكيف لنا أن لا نرسل أبنائنا ألى المدارس؟!

وتابع بقوله: “فأنا ألوم وأوجه كلمة للأهل بأن يحثوا أبناءهم على الحضور إلى المدرسة بانتظام كما وألوم الأهالي الذين يخلقون من الصيام حجة بأنه صعب. فهذا يمهد للطلاب بأن يخلق واقع جديد بأن رمضان هو شهر عطلة! فاذا تأخر الطالب أو غاب هو مسؤولية الاهل وفقط.

ففي أول يوم في رمضان كانت نسبة الحضور في مدرستنا عالية جدا! بحيث بلغت نسبة الغياب 5% فقط (غاب 30 طالب من أصل 620 طالب)، فهذه تعتبر نسبة ممتازة مقارنة بباقي المدارس، فإذا غاب الطالب نقوم بمتابعة غياب الطالب، ونقوم بالاتصال والتواصل مع أهله حتى نحصل على سبب أو عذر مقنع للغياب.
وبدوري كمدير مدرسة فأنا أيضا أقوم بالحديث مع الطلاب عن الموضوع، كما أن مربي الصف يراقب بشكل يومي خاصة في رمضان غياب الطلاب، كما ونقوم بارسال مناشير توعوية حول عدم غياب الطلاب في رمضان في محاولة للإقناع الأهالي أيضا والذين هم العامل الرئيسي في غياب أبنائهم.

فبسبب هذه الالية التي نقوم باتباعها، نسبة الغياب في مدرستنا في رمضان قليلة جدا، وذلك بسبب المتابعة والمراقبة الدائمة والمتواصلة على مدى الشهر مع الأهالي من خلال الإدارة سواء من المدير أو السكرتارية أو مربي الصف أو الطلاب أو من الأهل.

وختم بقوله: “أوجه كلمة للأهالي علّهم يأخذونها بعين الإعتبار، فرمضان هو شهر كباقي الشهور، مع أننا نصوم فيه ونتعب ولكن حكمه كباقي الشهور نتعلم خلاله فهو جزء لا يتجزأ من السنة الدراسية، ولذلك أطلب من الأهل عدم السماح لأبنائهم بالغياب.
فنحن نريد من أبنائنا أن يتحملوا مسؤولية كما كنا في السابق أصحاب مسؤولية، فهذا يعود أولا للاهالي ويقع على مسؤوليتهم”.

وفي حديث لصحيفة وموقع القبس مع مدير مدرسة الرازي الإبتدائية في مدينة باقة الغربية، المربي منير عنبوسي قال:
“حقيقة نحن عانينا من هذه الظاهرة سابقا، لأن رمضان صادف حلوله في الفترة الأخيرة في نهاية العام الدراسي، إلا أننا نلحظ هذا العام أن هذه النسبة قلّت، ففي اليوم الأول كان الغياب في مدرستنا قليل جدا، ونحن نأمل أن تكون نسبة الغياب حتى فترة العيد قليلة، ولضمان عدم غياب الطلاب قمنا ببناء برنامج امتحانات يقع أيضا في رمضان بسبب نهاية الفصل الدراسي وذلك لضمان عدم منع غياب الطلاب وأن يكون الغياب قليلا جدا، فالمسوحات الصفية أيضا تقع بعد رمضان وليس فقط في رمضان.

ولكن الخوف أن يكون غياب وتسرب للطلاب بعد فترة الامتحانات في نهاية الفصل الدراسي ومع قرب العطلة الصيفية، وهذا يقع على عاتق الأهالي الذي يسمحون لأبنائهم الغياب بحجة التعب.
فنحن في مدرستنا نقوم باستعمال آلية في محاولة للحدّ من ظاهرة الغياب، بحيث أن الطالب الذي يتغيب عن الامتحان لن تكون له علامة حتى نحصل على عذر شرعي من الأهل، فهذا رادع قوي جدا لمنع غياب الطلاب.

وتابع بقوله: “إن المسؤول الأساسي لغياب الطلاب هم الأهل، فشهر رمضان هو 30 يوم فلا يمكن أن نُعوِد أبناءنا على الكسل، فهذه فرصة بأن يشعر الطلاب بالفقراء والمساكين وبنفس الوقت أن يزاولوا التعليم، مثل الأهالي الذين يعملون في رمضان أيضا.
والجدير ذكره بأن ساعات الدوام الدراسي في رمضان تم تقليصها وذلك لمراعاة ظروف صيام الطلاب، فعلينا أن نحث أبناءنا على عدم الغياب فإذا تغيب الطلاب فانهم بالطبع سيخسرون مواد تعليمية فهذا الشهر يعتبر كباقي أشهر السنة الدراسية.

وفي حديث لصحيفة وموقع القبس مع المفتش أحمد كبها، قال:
“لا يمكن ان تُعطى موافقة للطالب بأن يغيب عن المدرسة، رمضان صادف حلوله من قبل في العطلة واليوم يصادف حلوله في المدرسة، فالتغيب يجب ان يكون بشكل طبيعي كما في باقي السنة وليس بالأخص في رمضان، فوزارة المعارف قامت بتقليل عدد ساعات الدروس التعليمية لتصبح 30 دقيقة بدلا من 45 دقيقة فهذا يعود لمصلحة الطالب.
كما انه يتم منح الطالب فترة أطول في الإمتحان وإضافة الى ذلك فان الفترة بين كل امتحان وامتحان تكون متباعدة، فرمضان ليس شهر للنوم فهو شهر طاعة وعبادة مع الاخذ بعين الاعتبار صعوبة الصوم لتزامنه مع فترة المدرسة.

وتابع بقوله: “أوجه نداء للأهالي بأن لا يسمحوا لأبنائهم أن يناموا ويسهروا حتى ساعات متأخرة، فعليهم وضع حد لهذه الظاهرة المنتشرة في رمضان خاصة فهذا يقع على عاتق الأهالي، فالنوم هو شيء مهم في حياة الطالب كونه يؤثر على تركيز الطالب في المدرسة لذلك على الأهل أن يعلموا أنه يجب وضع حد لأبنائهم لكي لا يغيبوا عن المدرسة”.

وفي حديث لمراسل صحيفة وموقع القبس مع مديرة مدرسة الفاروق في جت المربية أنيت عثامنة قالت حول هذه الموضوع: “بالنسبة لنا، فإن رمضان هو شهر عادي نتعامل معه بشكل طبيعي كباقي الشهور الدراسية في السنة، حيث يتم تعليم المادة الدراسية بشكل عادي حسب المنهاج، مع أخذ بالاعتبار قصر الحصص وفترة العيد، كما أن الامتحانات الفصلية تقع مصادفة مع رمضان حيث تبدأ من العاشر من أيار وتنتهي في العاشر من حزيران.

لذا، فالطالب المتغيب سيخسر المادة التعليمية ولا مجال لإعادة أو تعويض لضيق الوقت، فالطلاب المداومون سيتم إضافة علامات لهم، لحثهم على الحضور، كما ستكون هناك فعاليات عديدة بعد العيد حتى نهاية العام من ضمنها حفل التخريج، فالمشاركة فيها منوط بالحضور إلى المدرسة والمداومة على ذلك”.
وتابعت بقولها: “أنا شخصيا أتابع الطلاب المتغيبين كل يوم، ويتم التواصل معهم بشكل شخصي من قبلي ومن قبل مربي الصف”.
وتابعت بقولها: “كنا قد عقدنا جلسة مع لجنة أولياء أمور الطلاب في المدرسة من أجل التعاون والمشاركة والجزم من أجل حث الطلاب وأهاليهم الحضور للمدرسة وعدم الغياب”.
وختمت بقولها: “أناشد الأهالي المداومة على الاجتهاد والعبادة وعمل الخير، وأن يتحلى أبناؤهم بالجدية فرمضان شهر الجد لا شهر الكسل”.

أما المربي صالح غرة مدير مدرسة جت الثانوية، فقد أشار إلى أن نظام الثانوية يختلف عن باقي المدارسة خصوصا فيما يتعلق بطلاب الصفوف الحادية عشرة والثانية عشرة كونهم يتحضرون لأيام تركيز وتحضير لامتحانات البجروت وامتحانات العلامة الواقية.

أما فيما يخص طلاب الصفوف العاشرة، فيقول المربي غرة: “الحضور إلزامي لدى طلاب العواشر، فأنا أتابع هذا الموضوع كمدير مدرسة بشكل شخصي، بالتعاون مع مربي الصف ومسؤول الانضباط. حيث يتم التواصل مع الأهل يوميا لإلزام الطلاب للحضور إلى المدرسة علما أن هذه الفترة هي فترة امتحانات فصلية، والمتغيب عن المدرسة يحصل على علامة راسب حتى لو تقدم للامتحان إذا لم يقدم عذرا شرعيا من ذوي الاختصاصات”.

وتابع بقوله: “علما أن اليوم الدراسي في الثانوية في رمضان، يبدأ الساعة التاسعة، بالإضافة إلى تقصير الحصص، فيمنع منعا باتا إعطاء ذريعة للطلاب بأن رمضان صعب، فنحن لا نثقل على الطلاب.
وبكلمة وجهها للأهل قال: “على الأهل ألا يتساهلوا مع أبنائهم، فليس فقط حثهم، بل العمل على إيقاظهم صباحا من نومهم بالوقت المحدد من أجل الذهاب إلى المدرسة.
فالصيام، يعلمنا الصبر والانضباط كالسحور والفطور في موعدهما المحدد، كما الصدق والأمانة في قضية الحضور وعدم الحضور”.

أما مديرة مدرسة القدس الابتدائية في باقة المربية ريم خواجة فقالت لمراسلنا حول ذات الموضوع:
“نحن نؤمن في مدرستنا أن استمرارية العملية التعليمية وديمومتها بشكل متواصل وعدم غياب الطلاب أو المعلمين هو من أساسات نجاح الطلاب وتألقهم في أعلى المراتب.
ومن هذا المنطلق ولعدم ازدياد ظاهرة الغيابات في شهر رمضان الكريم قررنا نحن في مدرسة القدس الابتدائية العمل على عدة نقاط تساعد من التخفيف من حدة الغياب منها:

– زيادة الفعاليات اللا منهجية حيث تساعد على تشويق الطالب، من خلال بعض المسابقات الرمضانية.
– إجراء يوم الطالب خلال الشهر الكريم.
-افتتاح معرض الرسومات الفن اليدوي خلال الشهر الكريم.
– العمل على تكثيف المهمات البديلة للامتحانات واعطائها نصيبا هاما في العلامة النهائية للشهادة
– تقصير الدروس كما هو معروف من الوزارة ب 10 دقائق. والتخفيف قدر الإمكان من الوظائف البيتية دون المس بنجاعة أي موضوع.
وتابعت بقولها: “لم ننسى طبعا التوعية المباشرة مع الطلاب أنفسهم وتوعية أولياء الأمور لخطورة هذه الظاهرة من خلال المناشير والرسائل المباشرة اليهم والابلاغ اليومي المباشر عن طريق ملف الطالب المحوسب ومجموعات الاهل لكل حالة تأخر أو غياب من كل مربي الصفوف.
كل هذه الأمور بالتالي تصب في مصلحة الطالب وتعليمه وتقلل من الغيابات في شهر رمضان ونحن نجحنا في ذلك في السنة السابقة وذلك بالحضور شبه الكامل في رمضان 2017 لبراعم قدسنا الأحباء”.

مكافحة ظاهرة تغيب الطلاب: إقرار بلديّ بالالتزام بمواعيد الدّراسة في باقة

عمّم النّاطق الرّسميّ لدار البلديّة في مدينة باقة الغربيّة، الطّيّب غنايم، خبرًا بشأن انضباط طلّابنا في دوامهم المدرسيّ، جاءَ فيه:
مكافحة ظاهرة تغيّب الطّلّاب:
إقرار بلديّ بالالتزام بمواعيد الدّراسة دون تأخيرات وغيابات
لطالما حثّت ثقافتنا الإسلاميّة وحضارتنا العربيّة، على أهميّة العمل والإنتاج، وعلى قدسيّة الالتزام بالعهود والمواعيد المختلفة، فما بالك حينما يدور الحديث عن السّياق التّربويّ؟
بدايَةً، نتقدّم بجزيل شكرنا لشريحة الأهالي الحريصين على إرسال أبنائهم إلى دوامهم المدرسيّ خلال شهر رمضان الفضيل، قبيل ساعة الدّوام الرّسميّ، وهو ما يمنحنا نموذجًا ومثالًا يُحْتَذى به من انضباط والتزام بقيم العمل والتّعليم العالية.
ونظرًا لحجم الضّرر الذي يلمّ بطالباتنا وطلّابنا ممّن يتغيّبون ويتأخّرون عن دوامهم المدرسيّ، خلال شهر رمضان الفضيل، وفي أعقاب جلسة جمعت مديرات ومديري مدارسنا في باقة الغربيّة، مَعَ رئيس البلديّة كلّ من مسؤول ملفّ التّربية والتّعليم، مدير القسم، نوّاب الرّئيس، القائم بأعماله، وأعضاء البلديّ، تقرّر بالإجماع، الالتزام بالنّقاط الجوهريّة التّالية:
– مسؤوليّة تغيّب وتأخّر الطّالبات والطّلّاب عن دوامهم المدرسيّ، تقعُ بالكامل على عاتق الأهالي، الذين يتوجّب عليهم حثّ أبنائهم على الانضباط في ساعات الدّوام بشكل كامل.
– يجب أن يتبنّى جميعنا، طواقم إداريّة، دار البلديّة، الأهالي والطّلّاب، نهجَ الالتزام الكامل بالانضباط المدرسيّ في ساعاته المحدّدة، دون أيّ تأخير يذكر.
– ستقوم مدارسنا بمكافأة أكثر الطّلّاب انتظامًا والتزامًا بمواعيد الدّوام، في الوقت الذي سيُعاقَبُ كلّ طالب/ة يتغيّب عن دوامه، دون عذرٍ.
– تنشئة جيل ملتزم، واعٍ، مسؤول ومُنْتِج، يُحتِّمُ علينا التّعامل بصرامة وحزم معَ غير المنضبطين، من الطّلّاب والأهالي.
– لا تستهتروا بتاتًا بعواقب التّغيّب عن الدّوام المدرسيّ، الذي من شأنه أن يشكّل الخطوة الأولى نحو الانحراف، لا سمحَ الله.

– لا بدّ لمجتمع يحاربُ مثل هذه الآفة الاجتماعيّة، أن ينهض ويتقدّم، لأنّه يحافظُ على نسيج اجتماعيّ سليم وصحيّ وفعّال.

صومًا مقبولًا وإفطارًا هنيئًا وكلّ عام وأنتم بخير.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى