الأردن: رئيس الحكومة هاني المقي يستقيل بأعقاب الاحتجاجات
استقال رئيس الوزراء الأردني هاني الملقي، وكان العاهل الأردني، الملك عبدالله الثاني، قد استقبل رئيس الوزراء، هاني الملقي، الاثنين، وسط الاحتجاجات الشعبية.
وتتواصل الاحتجاجات في الأردن منذ يوم الأربعاء الماضي على مشروع قانون ضريبة الدخل، لا سيما في محيط مقر رئاسة الوزراء في عمّان ومختلف محافظات المملكة، وتشهد منطقة “الدوار الرابع” حيث مقر الرئاسة تطويقاً أمنياً كثيفاً.
واستدعى العاهل الأردني المقلي للمثول أمامه اليوم. ويرى مراقبون في الاستدعاء تمهيداً لقرارات حاسمة.
ويتضاعف أعداد المحتجين ساعة بعد أخرى، وتتعالى الهتافات المطالبة بسحب قانون الضريبة وإسقاط حكومة الملقي وحل مجلس النواب، فيما لا تزال الحكومة الأردنية ترفض سحب هذا القانون رغم غضب الشارع الأردني وخيارات التصعيد المطروحة من النقابات المهنية.
ودعا مجلس النقابات المهنية الأردنية للمرة الثانية، إلى إضراب عام عن العمل على مستوى الأردن الأربعاء المقبل، بعد رفض الحكومة سحب مشروع قانون ضريبة الدخل خلال اجتماعها مع النقابات السبت.
محتجون يشيدون بتعامل ‘‘الدرك والشرطة‘‘ مع الاحتجاجات
هذا وأظهرت أيام الاحتجاجات الماضية، بحسب مشاهدات ومراقبين لوسائل التواصل الاجتماعي (فيسبوك)، أن الجهاز الأمني يحمل رسالة إنسانية لا تقل أهمية عن رسالته الأمنية، يعمل من خلالها على ترسيخ وبث الطمأنينة بين المواطنين، والتواصل الإيجابي معهم، وهو بعد إنساني لا يقل أهمية عن البعد الأمني التقليدي الذي يعتمد على عناصر القوة والحزم على الأرض.
وأثبت رجال الدرك والامن العام أنهم مثلما يمتلكون الأدوات الأمنية، والعناصر البشرية المدربة والقادرة على إنفاذ سيادة القانون على الأرض، فإنهم باتوا يمتلكون الأسلوب الحضاري في الأوقات الصعبة.
وتداول نشطاء ومواطنون على مواقع التواصل الاجتماعي تعليقات وصورا تشيد بسلوك قوات الدرك في التعامل مع المتظاهرين خلال الأيام القليلة الماضية التي شهدت احتجاجات واعتصامات متواصلة في عمان وباقي المحافظات، مؤكدة حرص الطرفين؛ رجال الدرك والمحتجين، على الأمن والممتلكات بالتوازي مع احترام المحتجين لطبيعة الواجب الوظيفي لرجال الدرك والشرطة، كونهم يمارسون واجبهم في حماية الأمن والقانون.
كما لمس مراقبون وكذلك المحتجون في مختلف مواقع الاحتجاجات الأخلاق الرفيعة وحسن تعامل قوات الدرك في الميدان، وهو ما يترجم رسالة قوات الدرك، التي تضع نصب عينيها احترام كرامة المواطن طالما ان الاحتجاج يتم بالطرق السلمية.
وبحسب محتجين، فإنهم لم يلمسوا وعلى مدار يومين أي انحياز من قبل قوات الدرك لصالح الحكومة، وإنما كان همها حماية المحتجين أنفسهم والحفاظ على سلمية الفعالية، وهو ترجمة للتطور الكبير على مفهوم العمل الأمني، ودور المؤسسة الأمنية غير التقليدي.