نصر الله للإسرائيليين: يوم الحرب الكبرى قادم
قال أمين عام حزب الله حسن نصر الله إن أهمية إحياء يوم القدس العالمي تتأكد يوماً بعد يوم، لأنه يختصر جوهر الصراع القائم ورمزه، مشيراً إلى أن الحزب اختار إحياء هذه المناسبة هذا العام في بلدة مارون الراس على الحدود اللبنانية – الفلسطينية لرمزيّتين، هما القرب من فلسطين وروح التحدّي.
وفي كلمة له بمناسبة يوم القدس العالمي، رأى نصر الله أن مناسبة إحياء يوم القدس التي أطلقها الخميني تؤكد اليوم أنها حية بقوة في الضمائر، مضيفاً أن مدينة القدس اليوم هي أمام تحديات ثلاثة، أولها معركة ألا تعترف دول العالم بالقدس عاصمة لإسرائيل وألا يستسلموا للقرار الأميركي، وثانيها يتعلّق بالديمغرافيا وتغيير الهوية السكانية للمدينة المقدسة، أما ثالثها فهو يتعلّق بالمقدسات، مضيفاً أن الرّهان هنا على المسلمين والمسيحيين في المدينة.
ولفت نصر الله إلى أن المطلوب من الدول العربية والإسلامية أن لا تنساق إلى الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، مؤكداً أن حكومة الاحتلال عجزت عن تحقيق أي تغيير في البنية الديمغرافية للقدس برغم محاولاتها على مدى سنوات.
أمين عام حزب الله شدد على أن بقاء الفلسطينيين من المسلمين والمسيحيين في المدينة يمنع تغيير هويّتها، واصفاً إياهم بحرّاس المدينة المقدسة، وتابع “من يحمي هوية المدينة ومقدساتها هم المقدسيون بالدرجة الأولى برغم كل أوضاعهم القاسية”.
ودعا نصر الله المسلمين في العالم لمساعدة المقدسيين بالمال لكي يصمدوا في مدينتهم، معتبراً أن مساعدة المقدسيين بالمال للصمود هو خط الدفاع الأول عن القدس.
وكشف نصر الله وفقا لـ “قناة الميادين” أنه عُرض على مالك أحد المنازل في جوار الحرم في القدس مبلغ 20 مليون دولار مقابل بيع منزله، واصفاً الأمر بالمؤامرة على القدس، حيث أشار إلى أن رجال أعمال وبعض الخليجيين الذين يريدون شراء هذه المنازل سيبيعونها لاحقاً للإسرائيليين.
وتحدث نصر الله عن خطاب ديني بدأ يروّج بأن للإسرائيليين حق في القدس، قائلاً إن هذا الخطاب المستجدّ اليوم يشبه فتاوى “وعّاظ السلاطين” بشأن قضية قيادة المرأة للسيارة في السعودية، حيث بقيت قيادة المرأة للسيارة في السعودية حراماً لسنوات طويلة حتى قرّر حكام السعودية خلاف ذلك فبات حلالاً، وهو ما يرى نصر الله أنه يتكرّر اليوم بشأن حق الإسرائيليين في القدس الذي بدأت جهات دينية تعطيه شرعية اليوم.
وشدد أمين عام حزب الله على مسؤولية العلماء ووسائل الإعلام وكل صاحب قلم في مواجهة الفكر التحريفي لقضية القدس، لافتاً إلى أن الغالية الساحقة من المتظاهرين في غزة هم الشباب.
وأشار نصر الله إلى أن بلاداناً عدة، آسيوية وأوروبية، أحيا فيها متظاهرون يوم القدس العالمي، لافتاً إلى أنه في بعض دول العالم العربي يُمنع التضامن مع القدس وفلسطين بإرادة أميركية – إسرائيلية.
وعن مشاركة اليمنيين في إحياء يوم القدس العالمي، قال نصر الله “عندما يخونك العرب ويمزّق أولادك العرب، تخرج صنعاء وصعدة والحديدة لتقول من هم العرب الحقيقيين”، مشيداً بهذه المشاركة التي تتم في ظروف حرب وتحت القصف.
ورأى نصر الله أن إيران ما كانت لتواجه كل “العداء الأميركي – الإسرائيلي – الخليجي” لو سلّمت للمؤامرة ضد فلسطين، معتبراً أنه من الطبيعي لكل من يعادي إيران أن يجد نفسه قريباً من إسرائيل، بحسب تعبيره. وتابع “لمن يراهنون على إسقاط النظام في إيران نقول لهم رهاناتكم سراب”.
وقال نصر الله إن في محور المقاومة دولة إقليمية كبرى هي إيران، بالإضافة إلى التحول الحقيقي الذي شهده العراق، على حد قوله، مضيفاً “نعرف تماماً التموضع العراقي الرسمي إذا ما حصل أي تحول في المنطقة، وهذا نقطة قوّة لمحور المقاومة”.
وخاطب نصر الله الإسرائيليين قائلاً “اعترفوا أيها الصهاينة أنكم فشلتم في إسقاط عمود المقاومة في المنطقة وأحلامكم ذهبت أدراج الرياح”، مؤكداً أنه ليس لحزب الله أي مشروع خاص في سوريا.
وفي ختام الخطاب قال نصر الله “اقول للاسرائيليين والفلسطينيين وشعوب العالم في يوم القدس، كما اننا نؤمن ان القدس وفلسطين قضية محقة نؤمن من موقع قرآني وعقائدي ومن سنن التاريخ وقراءة المستقبل ان هذه القدس ستعود لاهلها وفلسطين ستتحرر ومغالطات نتنياهو لن تجدي نفعا ولا نريد ان نقتل ونرمي في البحر بل نقول لكم بل حضارية عودوا الى الدول التي جئتم منها، واضاف: اذا اصريتم على الاحتلال فان يوم الحرب الكبرى قادم وهو اليوم الذي سنصلي فيه جميعا في القدس.