ترامب: القدس خارج المفاوضات وإسرائيل ستدفع المقابل
قال الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، خلال حديثه عن خطته لتسوية القضيّة الفلسطينيّة، فجر اليوم، الأربعاء، إنه خلال المفاوضات “ستدفع إسرائيل ثمنًا أكبر بكثير، لأنها أخذت هديّة قيّمة جدًا” في إشارة إلى الاعتراف بالقدس عاصمةً لإسرائيل.
وأضاف ترامب في خطابه: “أزلنا قضيّة القدس عن طاولة المفاوضات”.
وبالعودة إلى أسبوع الاعتراف بالقدس، نهاية العام الماضي، قال ترامب إنه تلقى سيلا من المكالمات من زعماء دول أجنبيّة طلبوا خلالها ألا يعترف بالقدس، فما كان منه قبل خطابه بخمسة أيام إلا أن توقف عن استقبال المكالمات، واكتفى بالرد عليهم بالقول: “سأتصل بكم الأسبوع المقبل، لأنني أعرف ما الذي سيطلبونه منّي”.
وعن قراره، قال ترامب: هذا الأمر كان يجب أن يحدث قبل سنوات عديدة، وإن حدث سلام مرّة مع الفلسطينيين، تذكروا ما أقوله: قراري كان صحيحًا، لقد أزلنا القدس عن طاولة المفاوضات. في كل مرّة كانت هنالك مفاوضات سلام لم نغادر إشكاليّة الاعتراف بالقدس، لذلك قررت أن نزيلها من المفاوضات”.
وأردف ترامب أن كثيرين قالوا له إنه هذه “الصفقة” هي الأصعب من كل الصفقات.
وليست هذه المرّة التي تتحدّث فيها الإدارة الأميركية عن تنازلات إسرائيليّة ضمن “صفقة القرن”، إلا أنها المرّة الأولى التي تصدر عن ترامب وبهذه الحدّة، فقد ذكرت صحيفة “يسرائيل هيوم”، الشهر الماضي، نقلا عن مصدر مقرّب من البيت الأبيض أنّ الإعلان عن الصفقة سيتم تأجيله إلى ما بعد انتخابات التجديد النصفي الأميركيّة، المقرّرة في السادس من تشرين ثانٍ/نوفمبر المقبل، بسبب الخشية من احتمال تأثير بنود الصفقة “التي تتطلّب تنازلا إسرائيليًا” على ترشيح نوّاب الحزب الجمهوري.
وتشير تصريحات ترامب بخصوص “إنزال القدس عن طاولة المفاوضات” إلى أن التسريبات الصحافيّة التي نقلتها الصحف الأميركية بخصوص الاعتراف بأبو ديس عاصمةً لفلسطين تبدو صحيحة، إذ يصرّ ترامب على أن القدس خارج المفاوضات تماما.
وانتقلت الإدارة الأميركية، الشهر الماضي، من بلورة الصفقة إلى العمل على تنفيذها، إذ كشف وكالة “أسوشييتد برس” أن الإدارة توسّع طاقمها المكلّف بالشرق الأوسط، استعدادًا للإعلان عن الصفقة.
ووفقًا للوكالة، فإن وكالة الأمن القومي الأميركيّة، التي يرأسها، مستشار الأمن القومي، جون بولتون، توجّهت إلى وكالات أميركيّة أخرى، منها وزارة الدفاع (البنتاغون) والمخابرات، من أجل تجنيد متطوعين للانضمام للطاقم، الذي سيعمل تحت إدارة الثنائي المكلّف “صفقة القرن”، كوشنر وغرينبلات.
ومن ضمن مهام الطاقم تنظيم والتنسيق حول الإعلان عن “صفقة القرن” وكافة المفاوضات المتعلّقة بها.
ويشتمل الطاقم على ٣ وحدات عمل، الأولى مهمتها متابعة التفاصيل السياسيّة والأمنية للصفقة، والثانية للجوانب الاقتصاديّة، فيما ستتخصص الثالثة في التسويق لها إستراتيجيًا في وسائل الإعلام.
وستستمر مدّة عمل الطواقم من ستّة أشهر إلى عام، وفقًا لـ”أسوشييتد برس”.
يأتي ذلك وسط أجواء عامّة تفيد بتبدّد الحماسة لدى الولايات المتحدة بخصوص الصفقة، إذ بدأت تطفو على السطح أنباء أنّ السعودية سحبت ملف “صفقة القرن” من وليّ العهد، محمد بن سلمان، بسبب الصورة السلبية للسعوديّة، التي رسمتها تصريحاته بخصوص القدس المحتلة، والقطيعة مع الأردن بسبب سعيه للالتفاف “على دوره التاريخي في القدس”.
وفي تموز/يوليو الماضي، نقلت الصحيفة ذاتها، عن مسؤولين أميركيين أنّ سبب “الإحباط” الأميركيّ هو الإصرار الفلسطينيّ على مقاطعة جولة المبعوثين الأميركيين للمنطقة، وهما كبير مستشاري الرئيس الأميركيّ وصهره، جاريد كوشنر، ومبعوث الرئيس الأميركي الخاص لعملية التسوية في الشرق الأوسط، جيسون غرينبلات.