خبير اسرائيلي: حماس تخوض حربًا إلكترونية ضدنا عبر شبكة الإنترنت
قال الخبير الإسرائيلي عومر دوستري، اليوم الأربعاء، إن حماس تخوض حربا إلكترونية ضد “إسرائيل” عبر شبكة الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، رغم أن قدراتها في هذا المجال متواضعة.
وأضاف الخبير في مقاله له في موقع “نيوز ون” الإخباري، أن “حماس استثمرت خلال العقد الأخير الكثير من المقدرات المالية والمعدات لإقامة هذه المنظومة التقنية، في محاولة منها لجمع معلومات استخبارية عن جنود الجيش الإسرائيلي”.
وأوضح أنه “في 2017 كشفت أجهزة الأمن الإسرائيلية عن مجالات الحرب التكنولوجية التي تشنها حماس ضد إسرائيل”، وتتركز في أربعة مجالات أساسية:
1-التشويه “Defacement” من خلال اختراق مواقع إنترنت إسرائيلية، وإنتاج دعاية مضادة، تشمل بث رسائل هجومية للمنظمة، وتتركز في توجيه حرب نفسية والضرر الذي تسببه متواضع.
2-تخريب منظومة الطرف الآخر “DNS“، وتتعلق بتنفيذ هجمات ضد الجهة المستهدفة، وفي هذه الحالة تستطيع حماس السطو على معلومات من الأجهزة المستهدفة.
3-هجوم لتعطيل الأجهزة المستهدفة “DDos“، وبذلك تنجح الهجمات في تعطيل الأجهزة المستهدفة، وتتسبب بتعطيل حياة المستخدمين، لكنها لا تسفر عن أضرار كبيرة، مثل مواقع البنوك وشركات التأمين ومواقع تجارية، وشركات الهواتف المحمولة والتلفزيونات.
4-الخداع “Phishing” بهدف الحصول على أموال من شخص معين، من خلال إرسال طلبات محددة عبر البريد الإلكتروني، ويكفي أن يستجيب عدد قليل من المخاطبين حتى يتم الحصول على مبالغ كبيرة، خاصة إن كان الهدف شخصية تجارية أو عسكرية أو سياسية.
وأوضح دوستري خبير السياسة الخارجية في معهد القدس للأبحاث الاستراتيجية، أنه “خلال حرب الرصاص المصبوب في 2008 أعلنت حماس مسؤوليتها عن مهاجمة عدد من المواقع الإلكترونية الإسرائيلية، بينها موقعا قيادة الجبهة الداخلية والناطق العسكري باسم الجيش الإسرائيلي، باعتبارها جزءا لا يتجزأ من الحرب ضد إسرائيل”.
وأضاف أنه “في نيسان/ أبريل 2013 قامت مجموعة من القراصنة باسم مقاتلي عز الدين القسام، بمهاجمة موقع الإنترنت لشركة أمريكان إكسبريس في إسرائيل، وخلال حرب غزة الأخيرة الجرف الصامد 2014 سجلت زيادة في محاولات مهاجمة المواقع الإلكترونية، لأهداف مدنية وعسكرية في إسرائيل”.
وأوضح أنه “في كانون الثاني/ يناير 2017 تم الكشف عن أن عشرات الهواتف المحمولة للجنود والضباط الإسرائيليين تم اختراقها على أيدي حماس، واقتحمت مئات المجموعات على فيسبوك، بعضها مغلقة، وتتناول قضايا عسكرية وتتحدث عن تدريبات عسكرية وتجنيد للجنود”.
وأشار إلى أنه “في حزيران/ يوليو 2018، كشف الجيش الإسرائيلي أن حماس شنت هجمة إلكترونية منظمة من خلال حسابات نسوية مزورة عبر شبكات التواصل، بهدف التحكم في هواتف الجنود، وحاولت حماس مهاجمة الجنود عبر خدمة واتساب، ونجحت في هذا الهجوم بصورة نسبية من خلال حصولها على كاميرات وسماعات الأجهزة المحمولة، دون أن يعرف أصحاب الهواتف المحمولة”.
وأشارت أنه “في آب/ أغسطس 2018 كشفت شبكة تأمين المعلومات (كليرسكي)، أن حماس حاولت زراعة برامج تجسس في الأجهزة المحمولة للإسرائيليين من خلال تنزيلها عبر حسابات مزيفة على موقعي فيسبوك وتويتر، بحيث ينجح الجهاز المهاجم في تعقب الجهاز الذي تعرض للهجوم، والتحكم به عن بعد”.
وأكد أن “حماس تعتبر هذه الهجمات الإلكترونية جزءا من هجمات مئات القذائف الصاروخية باتجاه إسرائيل، وحماس تستخدم الإنترنت لتجنيد نشطاء من خارج البلاد لتنفيذ عمليات مسلحة، والدافعية لدى الحركة لاستغلال هذه الواجهة التقنية آخذة بالزيادة، لكن القدرات التي تحوزها لم تصل مرحلة إحداث أضرار جوهرية بإسرائيل، وهناك شكوك أن تشكل تهديدات جدية عليها في السنوات القادمة”.
وأوضح أن “حماس تركز جهودها التقنية لجمع المعلومات على الجنود والضباط الإسرائيليين بغرض التجسس، ولذلك ستكون تبعاتها تكتيكية من خلال جمع أرقام الهواتف والبيانات والصور الشخصية، وإجراء تسجيلات عن بعد، وسحب مكالمات، وإرسال رسائل، وتشخيص الأماكن التي يتواجد فيها صاحب الهاتف”.
وختم بالقول إن “حماس معنية بتطوير قدراتها التقنية في هذا المجال انطلاقا من رغبتها بجسر الهوة بين قدراتها العسكرية مع إسرائيل، وقد تتسبب على المدى البعيد بالحصول على معلومات استراتيجية تعمل على استنزاف إسرائيل، دون أن تدفع الحركة أثمانا على هذه الهجمات، ومع ذلك فإن هذا الواقع قد يتغير بسرعة في ظل تسارع التطورات التكنولوجية على مستوى العالم”.