يديعوت: خطف “شاليط” تسبب بحرب لبنان الثانية
سلط تقرير أمني إسرائيلي، اليوم الجمعة، الضوء على تداعيات وإخفاقات عملية أسر الجندي في وحدة المدرعات الإسرائيلية جلعاد شاليط بقطاع غزة على اندلاع حرب لبنان الثانية، بذكراها العاشرة.
وبين تقرير نشره محلل الشؤون العسكرية بصحيفة “يديعوت احرونوت” العبرية “رون بن يشاي” أن اختطاف شاليط في 25حزيران عام 2006 وتداعياته والصدمة التي أحدثها تسبب باتخاذ رئيس الوزراء ايهود اولمرت آنذاك، ووزير جيشه عمير بيرتس قرارًا بشن حرب على لبنان بعد أسبوعين، وذلك في 12 تموز من نفس العام.
وقال “بن يشاي” إنه “كان من الواضح أنه ولولا تداعيات خطف شاليط لما تسرع أولمرت لخوض حرب لبنان”، مشيرًا إلى أن اتخاذهم هكذا قرار كان تحت تأثير الغضب والإهانة التي شعروا بها عقب خطف شاليط وقتل طاقم دبابته.
وأشار إلى أن “ذلك يثبت أن اتخاذ القرارات الاستراتيجية لا يمكن أن يأتي من البطن” على حد تعبيره.
وعدد الإخفاقات الخطيرة التي توجت بخطف شاليط التي بدأت بعجز الجيش عن اكتشاف النفق الذي استخدم بالعملية، فيما انتقد عدم استخلاص الجيش العبر منذ ذلك الحين وحتى حرب العام 2014 على قطاع غزة، والتي استخدمت خلالها الأنفاق بشكل كبير لمهاجمة أهداف خلف الحدود.
كما لفت “بن يشاي” إلى أن عجز أذرع الأمن الإسرائيلية من جهاز الأمن العام “الشاباك” إلى الموساد إلى “أمان” عن العثور على جندي إسرائيلي يبعد مئات الأمتار عن الحدود يعد إخفاقًا خطيراً آخر.
واعتبر أن الخلل الأخطر تمثل في إجراء مفاوضات مع حركة حماس على مدار سنوات توجهت باستسلام مطلق لمطالب الحركة والإفراج عن 1000 أسير فلسطيني كثيرون منهم حكموا بالمؤبدات، وعاد بعضهم للعمل العسكري فيما بعد.
وذكر المحلل الإسرائيلي أن “هذا الاستسلام خلق حالة من العظمة داخل القيادة العسكرية لحماس ما دفعها لمحاولة تكرار خطف شاليط عبر الأنفاق أو أثناء دخول الجيش لغزة”، مبينًا أن خطف جثث الجنديين “شاؤول اروون وهدار غولدين” بالحرب الأخيرة جاء نتيجة مباشرة لصفقة شاليط.
ويعتقد بن يشاي أن “حماس لم تكن تنوي الدخول للكيبوتسات الحدودية للقيام بعملية قتل جماعي بل هدفت إلى اختطاف الجنود لمبادلتهم بالأسرى”. على حد تعبيره.
وقال “من خلال ما نعرفه عن حماس ومن خلال ما تقوله بنفسها فهم لا ينوون الدخول للمستوطنات الإسرائيلية عبر الأنفاق، لكن الهدف يتمثل بخطف جنود من داخل مناطق إسرائيل أو من القطاع إذا ما دخل الجيش إلى هناك”.
ولفت إلى أن “العدوان الأخير على غزة اثبت عدم تعلم القيادة الإسرائيلية الدرس جيدًا من حرب لبنان الثانية فقد اتسمت الحرب بشجار مستمر وتسريبات مستمرة من داخل جلسات أعلى هيئة أمنية –سياسية إسرائيلية وهي الكابينت”.
وقال “بن يشاي” إنه “لم تُخفى معلومات استراتيجية عن أعضاء الكابينت لكن المشكلة كانت في طريقة فهمهم لهذه المعلومات وقلة خبرتهم في المجالات العسكرية وعجزهم عن رؤية الصورة كاملة”.
وأسرت المقاومة “شاليط” في عملية معقدة التخطيط والتنفيذ، صباح يوم الأحد 25 يونيو 2006 من دبابته المدفعية بموقع كرم أبو سالم العسكري شرق مدينة رفح جنوب قطاع غزة.
وانتهت عملية أسر شاليط بالاتفاق على صفقة تبادل في 11 أكتوبر 2011 ونفذت بعدها بأسبوع في 18 أكتوبر، وأفرج بموجبها عن 1047 أسيرا وأسيرة.