تقديرات إسرائيلية متباينة إزاء التصعيد المتوقع مع حماس في غزة
سيطر التوتر الأمني في قطاع غزة على تغطية وسائل الإعلام الإسرائيلية، خشية أن تتجه الأمور نحو تصعيد عسكري بين حماس وإسرائيل عقب عرقلة دخول المنحة القطرية.
أليئور ليفي الكاتب بصحيفة يديعوت أحرونوت قال إن “التحول المركزي في توتر غزة يعود إلى رغبة حماس بتحدي رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، مما يطرح أسئلة عليه: هل سيؤدي هذا التوتر إلى منحه أصواتا إضافية بين الناخبين الإسرائيليين، أم إسقاطه في الانتخابات؟”.
وأضاف في تقرير أن “قيادة حماس التي وقفت على الجانب الغزي من الحدود خلال تظاهرات الساعات الأخيرة وقف مقابلها قيادة الجيش الإسرائيلي في الجانب الآخر من الحدود، عقب أسبوع من التوتر على خلفية عرقلة دخول الدفعة الثالثة من المنحة القطرية لقطاع غزة”.
وأوضح أن “التوتر الأخير في غزة يعتبر الاختبار الأول للقائد الجديد للجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي الذي وصل إلى حدود غزة برفقة قائد المنطقة الجنوبية هآرتسي هاليفي وقادة آخرون، حيث استنفرت قوات الجيش خلال ساعات الليل بصورة مكثفة على طول الحدود، في حين نشر الجيش منظومات القبة الحديدية لحماية الأجواء الجنوبية من مغبة إطلاق رشقات صاروخية من غزة”.
يانيف كوفوفيتش الكاتب الإسرائيلي في صحيفة هآرتس قال إن “أجهزة الأمن الإسرائيلية تقدر أن الخلاف الدائر بين حماس وإسرائيل حول المنحة القطرية يزيد من مستوى التوتر في غزة، ولذلك يترقب الجيش المزيد من محاولات التحرش بالجنود، وزيادة مستوى الخشونة في الفترة القادمة من المظاهرات الفلسطينية في ظل محاولات بعض التنظيمات الفلسطينية إشعال الوضع الميداني في غزة”.
وأضاف في مقال أن “التقدير بإمكانية تنفيذ عملية عسكرية إسرائيلية في غزة ما زالت منخفضة، بسبب الفرضية الإسرائيلية السائدة أن حماس لا زالت غير معنية بالانجرار نحو جولة قتالية طويلة قد تمس بقدراتها العسكرية”.
تسيفي يحزكيلي محلل الشئون العربية للقناة 13 ذكر لصحيفة معاريف أن “رفض حماس استلام الدفعة الثالثة من المنحة القطرية محاولة منها لشد الحبل مع إسرائيل، ويبدو أن الحركة معنية بمستوى محدود من المواجهة العسكرية في الوقت الذي تخوض فيه إسرائيل موسما انتخابيا حاسما”.
وأضاف في مقابلة أن “هدف حماس هو تحسين شروط إدخال الأموال القطرية إلى غزة، لكن إسرائيل معنية بتوفير الهدوء كشرط لذلك، في حين أن حماس لن تكون حريصة على توفير هذه البضاعة لإسرائيل”.
وأكد أن “حماس تشعر بأنها قوية بما فيه الكفاية، وليس لديها مشكلة بالخروج لجولة جديدة قصيرة من المواجهة العسكرية، ولذلك هناك خشية داخل المؤسسة الأمنية والعسكرية بالدخول في معركة خاطفة، في ظل جبهات عسكرية متزاحمة، مما يشجع نشوب تطورات ميدانية عنيفة”.
وختم بالقول أن “حماس تعلم أن إسرائيل تعيش أجواء عملية انتخابية، ولن يكون من مصلحتها الدخول في مواجهة عسكرية مع غزة، ولذلك قد لا يكون لديها مشكلة بتصعيد المظاهرات، وربما إطلاق القذائف على الحدود الإسرائيلية، لأن حماس باتت تعلم طريقة عمل إسرائيل جيدا، وتدرك أنها لن تسارع بالخروج لمواجهة عسكرية قبيل ذهاب الإسرائيليين لصناديق الاقتراع”.