بعد معاناة واستياء وحراك جماهيري: إصدار أمر يقضي بإغلاق “حظيرة الأبقار” غربي جت
تصوير القبس
تقرير: أحمد محمد وتد | القبس
حظيرة البقر، روائح كريهة وباعوض في القرية، هذا هو حديث الساعة في الشارع الجتّي خلال الشهر المنصرم والسبب؟
أفاد مراسل صحيفة القبس أن في الاونة الاخيرة تنتشر في أرجاء القرية رائحة كريهة وباعوض وذلك إثر إقامة حظيرة أبقار كبيرة غربي جت وتحديدا بعد منطقة الزعارير باتجاه شارع 6، حيث تضم هذه الحظيرة حوالي 1500 رأس من الأبقار، فلا بد لهذه الحظيرة ان تُصدر روائح كريهة بسبب عدم المُحافظة على نظافتها وفقا للشروط والقوانين التابعة لوزارة البيئة.
ولهذا السبب تذمر عدد كبير من المواطنين في القرية بعد أن طفح الكيل على حد قول البعض منهم، إذ أنه أثناء تواجدك في منزلك تشم تلك الرائحة الكريهة فهذا أمر مزعج، واخر قال: ان تستيقظ صباحا وتشم هذه الرائحة الكريهة وان تمنع نفسك من الجلوس في ساحة بيتك في الليل وخلال النهار وان تغلق النوافذ بسبب رائحة الأبقار الكريهة والباعوض المُنتشر فإنه فعلا أمر لا يطاق وعلى الجهات المسؤولة التحرك وأولها المجلس المحلي في قريتنا جت.
فعلاً، فهناك كبار وصغار وأناس مرضى لا يستطيعون تحمل هذه الرائحة والتي تسبب لهم أزمات صحية وعدم شعور بالراحة ناهيك عن الباعوض الذي يسبب التقرحات الجلدية ولربما ينقل العدوى.
وفي تاريخ 10.04.2019 أي قبل نحو شهر من اليوم عُقدت جلسة إستماع في المجلس المحلي لإدعاءات صاحب الحظيرة وقد تم الاتفاق على تنفيذ ثلاثة بنود:
1- صاحب الحظيرة ومديرها والبيطري تعاهدوا على حل إشكالية الرائحة المنتشرة إبتداءا من اليوم (10.4).
2- صاحب الحظيرة ومديرها يتعاهدان للمحافظة على النظافة وفق قوانين دائرة البيئة وسائر الدوائر الرسمية.
3 – مدير المشروع والطبيب البيطري يتعاهدان من اليوم (10.4) للبدء بترخيص المشروع وفق الدوائر الرسمية.
فإذا تم تنفيذ تلك البنود فإن المجلس المحلي سيقوم بمساعدة صاحب الحظيرة بإصدار الرخص والسماح له باستعمالها دون التسبب بأذى لأهل القرية، ولكن يبدوا أنه لم يحصل أي تغيير بل ازداد انتشار الروائح الكريهة والباعوض كذلك، ليقوم المجلس المحلي بتقديم شكوى لوزراة البيئة بخصوص حظيرة الأبقار.
حراك شبابي جماهيري عبر صفحات التواصل الإجتماعية لإغلاق الحظيرة
وبدورهم قام مجموعة من الشباب المواطنون بالتحرك وإثارة الموضوع عبر صفحات التواصل الإجتماعي كمحاولة للضغط على صاحب الحظيرة لإغلاقها بسبب المعاناة والتذمر من قبل الأهالي في القرية، فقد قاموا بنشر عريضة عبر الإنترنت للتوقيع عليها من قبل المواطنين الّذين يعانون من الوضع السيئ حتى وقّع عليها أكثر من 850 مواطن مستاء من الروائح الكريهة ليتم تقديمها لوازرة البيئة أيضا للتعامل مع الموضوع بأسرع وقت وتنفيذ المطلوب.
حيث تمكّنوا بأن يستدعوا طاقم من ثلاثة أشخاص من قبل وزارة البيئة ليحضر الى القرية ويتجول لمدة 40 دقيقة في المنطقة الغربية ولمعاينة منطقة الحظيرة للتأكد فعلا من وجود الرائحة وانتشارها.
وقد أطلق أيضا هاشتاج عبر صفحات التواصل #كيف_الريحة_اليوم؟ كجزء من محاولة الضغط على المسؤولين لإنهاء وحل هذا الموضوع.
أحد القائمين على هذا الحراك قال: نحن لا نقف ضد الحظيرة، بل نقف ضد الأذى ولسنا ضد أي مصلحة تجارية بل نشجع المصالح التجارية في القرية وحولها ولكن بشرط دون التسبب باضرار تؤذي المواطنين في القرية خلال الحياة اليومية.
وبدوره قمنا بصحيفة القبس بالتواصل مع رئيس المجلس المحلي، السيد محمد وتد لسؤاله حول هذا الموضوع وقال:
كما تعلمون نحن في المجلس المحلي نعمل وفق اليات معينة محددة حسب القانون فعندما علمنا في المجلس المحلي ان هنالك شخص يدير حظيرة أبقار غربي شارع اسرائيل في جت، ونحن على علم بان هذا الشخص لم يقدم طلب الترخيص للمكان فقمنا بدعوته للمجلس لجلسة استماع فطلب ان نعطيه فرصة زمنية ليقوم بترتيب الاوراق والامور ليحصل على التراخيص الملائمة وبالمقابل قمنا بتقديم شكوى رسمية لدى وزارة البيئة في لواء حيفا والشرطة الخضراء ومسؤولي وزارة الصحة، ولمكاتب اتحاد مدن الشارون في الخضيرة.
وزارة البيئة تُسلّم صاحب الحظيرة إنذارا ومهلة حتى ثلاثين يوما
في 19.04.2019 حضر مدير لواء حيفا في وزارة البيئة السيد “شلومو كاتس” مع طاقم خبراء متخصص بعد استلامهم شكوى المجلس المحلي لفحص ومعاينة الحظيرة وأقروا أن هذه الحظيرة لا تفي بالشروط المطلوبة كحظيرة، كما وسلّموا صاحبه الحظيرة إنذار وطالبوه بالعمل الفوري لتنظيف الحظيره وتقديم جميع المستندات لترخيصها خلال مهلة زمنية قدرها 30 يوما والا ستغلق من قبلهم.
وأضاف السيد وتد: لواء حيفا هو من يعمل وهو المسؤول لمتابعة الامر امام صاحب الحظيره ونحن من جهتنا نضغط على اللواء بهذا الصدد كما وقمنا باصدار أمر لإغلاق الحظيرة كونها لا تحظى برخصة وبالمقابل نضغط على إتحاد البلديات لاخراج امر اغلاق هذه الحظيرة عن طريق وزارة الزراعة فنحن في المجلس المحلي لدينا اليات نعمل وفقها وتحتاج لبعض من الوقت والترتيبات، كما واننا نبارك خطوة الحراك الشبابي الجماهيري الذي لاحظناه في الفترة الاخيرة الذي يقوم ايضا بالضغط على صاحب الحظيرة لاغلاق واخراج كل الابقار من سهول جت فنحن لا نعترض على الحراك الموجود بل نعمل بخط متوازي وبالدوائر الرسمية لاغلاقها فلا سيما ان الضغط الجماهيري يساعد بإغلاق الحظيرة.
غدا السبت 4.5.2019 ستعقد جلسة أخرى لبحث التطورات والمستجدات في موضوع الحظيرة.
قمنا بصحيفة القبس بالتواصل مع صاحب الحظيرة (الإسم محفوظ بملف التحرير) ولم نستطع الحصول على رد منه، ويشار الى ان صاحب الحظيرة هو شخص من شمالي البلاد قد افتتح الحظيرة مؤخرا في سهول جت.