كيف أثّرت الحرب على العلاقات بين الموظفين العرب واليهود في صناعة الهايتك؟
في ظل الحرب المستمرة في غزة، تواجه شركات الهايتك اشكاليات في تنظيم العلاقات الداخلية في الشركات بين النوظفين العرب واليهود، وتحاول إيجاد حل للحفاظ على العلاقات بين الموظفين اليهود والعرب.
منذ عام 2008، وحتى أكثر من ذلك، تم استثمار العديد من الجهود في دمج المجتمع العربي في صناعة الهايتك الإسرائيلية المتقدمة . واثمرت هذه الجهود، في دمج أكثر من 10.000 مهندس ومهندسة من المجتمع العربي في مختلف شركات الهايتك المختلفة ، هذا كان بمثابة عملية طويلة و وشاملة لمنظمة “تسوفن” إلى جانب منظمات المجتمع المدني الأخرى. وتم ذلك بدعم حكومي وبالطبع ببمساعدة شركات ناشئة.
وحسب الدراسة التي أجرتها “تسوفن” مع شركة “ناس” للاستشارات والأبحاث في صيف عام 2023، والتي قامت ببحث اراء العاملين العرب في مجال الهايتك، فيما يتعلق بمكانتهم واندماجهم في صناعة الهايتك، ابدى معظم الذين شملهم الاستطلاع، أنهم مندمجون بشكل صحيح، ويتلقون معاملة جيدة ويتقدمون بشكل جيد . ولكن وفي الوقت نفسه، يخشى الكثير منهم من الحديث عن امور تتعلق بهم ، كونهم من المجتمع العربي في إسرائيل.
وكان لاحداث السابع من اكتوبر تأثيرا على كافة مجالات الحياة والنسيج الاجتماعي بين المجتمع العربي واليهودي، وخاصة في أماكن العمل وكان ت هناك مطالبة من قبل شركات الهايتك ، مثل العديد من أماكن العمل الاخرى ، بالحفاظ على العلاقات بين موظفيها اليهود والعرب.
منذ اندلاع الحرب، يشعر العديد من المهندسين والمهندسات من المجتمع العربي بأن الموقف تجاههم قد تغير،حتى أنه يتم يطرح عليهم أسئلة تحدي من أجل افشالهم. العديد منهم يمتنعون عن المشاركة في المحادثات حول وضع الحرب، حول المأساة التي حدثت في المستوطنات المحيطة، وفي هذه الأثناء، وبما يتعلق بالحرب في غزة يقول احد المهندسين في إحدى شركات الهايتك: “أفضل الامتناع عن الحديث حتى لا اصاب بأي ضرر، أشعر احيانا بانني مستهدف ولذلك ينتابني احيانا الخوف “. وقال مهندس آخر وهو كبير في السن، إنه في ظل بلاغات عن موظفين في الشركة العربية فقدوا وظائفهم بسبب بيان كتبوه قبل عدة سنوات، قمت بمحي كل الكتابات التي يستشف منها رائحة سياسية على صفحتي في الفيسبوك، حتى لو كانت مسموحة
“إذا قلت شيئًا وقال زميلي اليهودي نفس الشيء – قد أدفع ثمن ذلك، وهذا لانني مجرد عربي”، هذا ما قاله مهندس مخضرم في شركة هايتك متقدمة ،. وأضاف: “في هذا الوقت لا يمكن سماع صوتنا لأننا مواطنون إسرائيليون وأيضًا فلسطينيون ، وفي مثل هذا الوقت هنالك الكثير الذين لا يستطيعون ان يفرقوا بين المجتمع العربي وبين ما فعلته حماس في السابع من اكتوبر
من وجهة نظر الكثير من الناس في إسرائيل، أشعر أنه لم يتم إجراء التشخيص اللازم بين حماس وبقية الفلسطينيين الذين يريدون العيش بسلام”.