ليس فقط جنود الاحتياط: 7% من الطلاب العرب لن يعودوا الى الجامعات
بالنسبة للكثيرين، الأكاديمية هي نقطة الالتقاء الأولى للمجتمع اليهودي مع العربي، ولكن بعد الحرب أصبح هذا اللقاء مشحونًا ومتوترًا بشكل خاص، ويجب على رؤساء المؤسسات الأكاديمية إعادة الأمن لجميع الطلاب، والتأكد من أن حرية التعبير داخل الحرم الجامعي هي ملك للجميع.
افتتح العام الدراسي في الجامعات أخيرًا اليوم، وسيعود الطلاب اليهود والعرب إلى دراستهم في الجامعات المختلفة. هذه المرة فقط، بالإضافة إلى المخاوف المعتادة من الاختبارات والدرجات، سيصل العديد من الطلاب إلى الحرم الجامعي مع مخاوف أخرى.
إن الضرر الجسيم الذي أصاب العلاقات بين اليهود والعرب منذ 7 أكتوبر كان محسوسًا بشكل أقوى في الأكاديميا، وفي ضوء أحداث الأشهر القليلة الماضية، فإن التحدي الكبير الذي ينتظر إدارة الجامعات هو كيفية الحفاظ على العلاقات بين اليهود والعرب ونسيج الحياة المشتركة.
في الشهر والنصف الأول بعد الحرب، اتصل 113 طالبًا عربيًا من 33 مؤسسة أكاديمية مختلفة في إسرائيل بمركز “عدالة”، حيث بدأت ضدهم إجراءات تأديبية بعد نشر تعليقات على شبكات التواصل الاجتماعي. وتبين أن الغالبية العظمى من الشكاوى المقدمة هي شكاوى حول تصريحات لم تتجاوز حدود حرية التعبير أو تم تفسيرها بشكل خاطئ بسبب سوء فهم للغة والثقافة، وهي الظاهرة التي تحولت إلى اضطهاد سياسي ضد الطلاب وأعضاء هيئة التدريس العرب.
56% من الطلبة والطالبات العرب لا يشعرون بالأمان للعودة للدراسة
56% من الطلبة والطالبات العرب لا يشعرون بالأمان للعودة للدراسة في الحرم الجامعي. 7% اختاروا تجميد أو إيقاف دراستهم بعد الحرب، و4% من المسجلين للدراسة في إسرائيل يخططون لمواصلة دراستهم في الخارج
ويمتد هذا الاضطهاد أيضًا إلى الفضاء الإلكتروني، وكمثال على ذلك يمكننا أن نذكر ما حدث في مساكن الطلاب في كلية نتانيا، حيث أُجبر الطلاب العرب على مغادرة المساكن بسبب الخوف من التعرض للأذى على يد المتظاهرين اليهود. وهذا الوضع يعمق الخوف والغربة والاغتراب الذي يشعر به الطلاب العرب أيضاً.
وبحسب بيانات “كاف ميشفي” منذ تشرين الثاني/نوفمبر 2023، شهد 78% من الطلاب والطالبات العرب أنهم لا يشعرون بالأمان في التعبير عن آرائهم على شبكات التواصل الاجتماعي، ويشعر 66% أن المؤسسات الأكاديمية ميزت في معاملتها لصالح اليهود خلال الفترة فترة الحرب.
الأكاديميا في إسرائيل هي، من بين أمور أخرى، مساحة للتعارف والشراكة بين اليهود والعرب. بالنسبة للكثيرين، الأكاديميا هي نقطة الالتقاء الأولى مع المجتمع اليهودي أو العربي، على التوالي. وقد أصبحت نقطة الالتقاء هذه أكثر توتراً في الأشهر الأخيرة، مع زيادة الخوف من الآخر.
وبحسب معطيات مركز الوفاق، منذ اندلاع الحرب، كان هناك خوف بين المجموعتين (العرب واليهود) من بعضهما البعض، وخاصة الخوف من العنف من المجموعة الأخرى. وفي الوقت نفسه، تعارض كل مجموعة أيضًا استخدام العنف ضد المجموعة الأخرى.