مقالة: أمّة ربُّها نور ورسولها نور وقرآنها نور ستبدّد الظلام وتخلع الظُلّام
الشيخ كمال خطيب
ونحن نرى الظلم والظلام من حولنا يلفنا بل ويلف الإنسانية الغارقة في ظلمات بعضها فوق بعض، ظلمة الكفر وظلمة الجهل وظلمة الانحراف الأخلاقي والفساد الإجتماعي، وظلمة قهر واستكبار الأقوياء والأغنياء على الضعفاء وعلى الفقراء، وظلمة استبداد وتسلط وقهر شعب لشعب آخر يسلبه أرضه وينتهك عرضه ويدوس كرامته ويقتل أطفاله ويشرّد شيوخه ونساءه.
ونحن نرى ونعيش هذه الظلمات كلها فنتساءل جميعًا، أما لهذا الليل من آخر، أما لهذه الظلمة أن تنجلي، أما لهذا الظالم أن يتأدب، ليأتي الجواب من كتاب الله تعالى من القرآن الكريم يدلنا على كيفية الخلاص من هذه الظلمات: {كِتَٰبٌ أَنزَلْنَٰهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ ٱلنَّاسَ مِنَ ٱلظُّلُمَٰتِ إِلَى ٱلنُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَىٰ صِرَٰطِ ٱلْعَزِيزِ ٱلْحَمِيدِ} آية 1 سورة إبراهيم.
فليس أن رسول الله ﷺ كانت مهمته ووظيفته إخراج الناس من الظلمات إلى النور، بل إنها مهمة كل الأنبياء والمرسلين، وقد قال الله تعالى عن موسى عليه السلام: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَىٰ بِآيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ} آية 5 سورة إبراهيم. لا بل إن الآيات التي تلت هذه الآية قد فصّلت ما هي الظلمات التي كان يعيشها بنو إسرائيل قوم موسى، إنها ظلمات وظلم القهر والاستبداد من فرعون، إنها قتل أطفالهم واغتصاب نسائهم وتعذيب وإذلال وإهانة رجالهم، {وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ أَنجَاكُم مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ وَيُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ ۚ وَفِي ذَٰلِكُم بَلَاءٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ} آية 6 سورة إبراهيم. {فَلَمَّا جَآءَهُم بِٱلْحَقِّ مِنْ عِندِنَا قَالُواْ ٱقْتُلُوٓاْ أَبْنَآءَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مَعَهُۥ وَٱسْتَحْيُواْ نِسَآءَهُمْ ۚ وَمَا كَيْدُ ٱلْكَٰفِرِينَ إِلَّا فِى ضَلَٰالٍۢ} آية 3 سورة الزخرف.
وإذا كان نبي الله موسى عليه السلام قد أرسل إلى قومه خاصة ليخرجهم من الظلمات إلى النور، فإن رسول الله محمد ﷺ قد أرسل ليخرج البشرية كلها من الظلمات إلى النور {كتاب أَنزَلْنَٰهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ ٱلنَّاسَ} آية 1 سورة إبراهيم، الناس كل الناس ليس قريش ولا العرب وإنما كل الناس. وهذا ما كان يقوله أصحابه رضي الله عنهم: “نحن قوم ابتعثنا الله لنخرج من شاء من العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ومن ضيق الدنيا إلى سعتها ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام”. وهل ظلام أشد من عبادة العباد ومن جور الأديان؟!
كانت مهمة رسول الله ﷺ في إخراج الناس من الظلمات إلى النور بواسطة ومن خلال القرآن الذي أنزله الله إليه عبر تحويل عقيدة التوحيد من فكرة نظرية إلى سلوك عملي محسوس وممارسة في الحياة اليومية، وليس مجرد الإيمان بها في القلب والصدر، وذلك بتصحيح مفاهيم منحرفة وخاطئة ومغلوطة من حياة الناس ومنها:
الإيمان بين القول والعمل
الرسول ﷺ أراد وسعى ألا تبقى قضية الإيمان قضية داخلية وبين جوانح من يدّعيها. فتارك الصلاة يضرب على صدره ويقول: أنا مؤمن، واللص يقول: أنا مؤمن، والحشاش يقول: أنا مؤمن، والكذاب يقول: أنا مؤمن، والخائن والسمسار يقول: أنا مؤمن. ومثل هؤلاء فقد قالت الأعراب يومًا: آمنا، فقال الله لرسوله ﷺ: {قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا ۖ قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَٰكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ} آية 14 سورة الحجرات. وها هو القرآن الكريم يوضح حقيقة الإيمان وأنها تتجاوز اللسان لتكون سلوكًا وممارسة ونهج حياة {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ*الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ*أُولَٰئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا} آية 2+4 سورة الأنفال. وقوله سبحانه: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ} آية 15 سورة الحجرات.
إنه الإيمان الذي إذا لامس شغاف القلوب فإنه ينظفها وينقيها من ظلمات الشك والكفر فتعود إلى فطرتها وأصالتها قبل إذ تلوثها الذنوب والآثام. وكذلك كان فهم الإمام الحسن البصري رحمه الله يوم قال: “ليس الإيمان بالتمني ولا بالتحلي ولكن ما وقر في القلب وصدّقه العمل، وإن قومًا خرجوا من الدنيا ولا عمل لهم وقالوا: نحسن الظن بالله وكذبوا، لو أحسنوا الظن لأحسنوا العمل”.
وعليه فإن الإيمان الصادق هو الذي يضيء قلب الإنسان وينوّره فإذا نوّر القلب بنور الإيمان فإنه سيُخرج صاحبه من كل الظلمات، ولعلّ أخطرها ظلمة اليأس التي تجعل صاحبها لا يرى الدنيا إلا سوادًا في سواد، واليائس عندها يصبح عرضة لكل فعل وممارسة غريبة ومستهجنة قد توصله إلى ظلمة العمالة والكفر.
المال بين النعمة والنقمة
إن حب المال حالة تلازم الإنسان أي إنسان، وإن تملّكه والحصول عليه هو سوق منافسة معروفة كما قال الله سبحانه: {وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا} آية 20 سورة الفجر. وعليه فإن القرآن الكريم كذلك قد وصف المال بأنه زينة {الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} آية 46 سورة الكهف، لأنه بها يحقق الإنسان أمنياته ويعيش في دنياه عيش الهناء والرغد بما يتوفر بين يديه ويملكه بالمال الذي يحوزه.
ورغم الحب الجم للمال، إلا أن من الناس من يتنازل عنه وينفقه لأنه يريد بهذا الإنفاق أن ينال وأن يحقق شيئًا آخر، إنه حب ثناء الناس عليه ونيل الشهرة حتى يقال بين الناس فلان كريم، وهذا ما كان يعتقد به ويقوله حاتم الطائي الجواد العربي المشهور لامرأته ماوّية التي كانت تلومه على كثير إنفاقه وكرمه لضيوفه:
أَماوِيُّ إِنَّ المالَ غادٍ وَرائحٌ وَيَبقى مِنَ المالِ الأَحاديثُ وَالذِكرُ
أَماوِيُّ ما يُغني الثَراءُ عَنِ الفتى إِذا حَشرَجَت نَفسٌ وَضاقَ بِها الصَدرُ
فجاء الإسلام ليعلم الناس أن الإنفاق وبذل المال صفة حميدة في الإنسان، ولكن قهر النفس ومقاومة الغريزة البشرية بحب المال وتملّكه يجب أن يتجاوز حديث وثناء الناس وإشارتهم إليه بالبنان، وإنما ليكون هذا المال وسيلة أن يرتفع مقام صاحبه في عين الله وليس في عين الناس، فقال سبحانه: {وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا*إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا} 8-9 سورة الإنسان. {لَّيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ ۗ وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلِأَنفُسِكُمْ ۚ وَمَا تُنفِقُونَ إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ} آية 272 سورة البقرة. وقوله سبحانه: {وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى*الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّىٰ*وَمَا لِأَحَدٍ عِندَهُ مِن نِّعْمَةٍ تُجْزَىٰ*إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَىٰ*وَلَسَوْفَ يَرْضَىٰ} آية 17-21 سورة الليل. هذه الآيات من سورة الليل نزلت في حق أبي بكر رضي الله عنه الذي كان ينفق ماله ليشتري به مسلمين كانوا رقيقًا عند الكفار فيعتقهم لوجه الله تعالى، وكان منهم بلال بن رباح رضي الله عنه، فكان جزاؤه من ذلك أن يقول الله تعالى: {وَلَسَوْفَ يَرْضَىٰ} أي سوف نعطيه في الجنة حتى نرضيه جزاء ومقابل ما أنفق في سبيل الله.
وما أكثرها قصص المسلمين الذين كانوا ينفقون كل أموالهم في سبيل الله، ومنهم من كان ينخلع من ماله مرة ومرة كعثمان رضي الله عنه الذي أخذ على نفسه عهدًا أن يعتق رقبة لوجه الله كل يوم جمعة، فبلغ عدد من اشتراهم وأعتقهم لوجه الله 2400 رقبة.
عثمان الذي وصلت قافلته محملة بالطعام والثياب من الشام في سنة قحط، فتسابق التجار ليشتروها وكلّ يعرض نسبة ربح عالية، فكان جواب عثمان: “إن الله أعطاني عليها سبعمائة ضعف وتلا قول الله تعالى: {مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّائَةُ حَبَّةٍ ۗ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ ۗ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} آية 261 سورة البقرة، ثم قال: إنها صدقة في سبيل الله على فقراء المسلمين”.
إنه المال إذن بين من يسعى إليه لمجد شخصي أو ذكر من الناس وشهرة بينهم، وبين من يجعله في سبيل الله وخدمة لدعوته ودينه حيث بالدين ونشره وقوته مساهمة في تبديد ظلمات الواقع الذي تحيا به الأمة.
بين الشجاعة والعصبية
الشجاعة صفة محببة عند الإنسان أي إنسان، المسلم وغير المسلم، العربي العجمي. وكان الافتخار والإكبار بالشجاع مشهورًا عند العرب في جاهليتهم وارتضاها لهم الإسلام بعد أن دخلوا فيه، ولكن الاسلام هذبها بأن تكون في سبيل الله ونصرة دينه لا أن تكون حمية وعصبية كما قال سبحانه: {إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ} آية 26 سورة الفتح.
لقد سمع ذلك الأعرابي يومًا أن أبرهة قائد الأحباش قد احتل أرض العرب في اليمن وبنى فيها كنيسة عظيمة وضخمة أسماها القليس، لعلّ بضخامتها وجمال عمرانها أن تشد أبصار العرب إليها على حساب تعظيمهم للبيت الحرام بيت العرب قبلتهم.
غضب ذلك الأعرابي وكان غضبه حمية وعصبية وانتصارًا للعرب ولقبلتهم، فذهب إلى القليس وبال فيها الأمر الذي جعل أبرهة يقسم أن يأتي إلى مكة لهدم المسجد الحرام انتقامًا مما فعله الأعرابي، وكان ذلك في عام الفيل العام الذي ولد فيه النبي محمد ﷺ.
وكذلك غضب أبو جهل يومًا ورفض الخطة التي أعدت لقتل النبي ﷺ حيث في تفاصيلها أن يعتلي بعض الرجال سطح بيت رسول الله ﷺ ومن السطح يلقون عليه حجرًا عظيمًا فيقتلونه. إنه أبو جهل ألدّ أعداء رسول الله ﷺ ورأس الكفر، لكنه في لحظة حمية وعصبية رفض الخطة وأنكر على من كان سيفعلها قائلًا: “لعلنا بذلك نطلّع على عورات بنات العم”. إن حميته وهو كافر، ترفض أن يسمح بانتهاك حرمة بيت عدوه ﷺ.
ومع الأسف فإن حمية ذلك الأعرابي وانتصاره للمسجد الحرام، وحمية وعصبية أبي جهل انتصارًا لحرمة بنات وزوجات رسول الله ﷺ أعظم من عرب ليس عندهم حمية حيال ما يتعرض له المسجد الأقصى من انتهاك حرمته وتدنيسه، ولا حمية وعصبية حيال نساء وبنات الشعب الفلسطيني يُشردن من بيوتهن بل ويُعتقلن وتُستباح حرماتهن حين دخل جنود الجيش الاسرائيلي لبيوتهم التي هربوا منها وراحوا يعبثون بحرمات البيوت ويخرجون ملابس النساء ويلوحون بها ويصورونها وهم يسخرون.
لقد تشوّهت معاني الشجاعة والرجولة وصلت إلى درجة أن قال ذلك العربي يومًا وهو جميل بن معمر، وكان قلبه قد تعلق في النساء ومجالسهن فراح يسخر ممن يدعوه للخروج إلى الجهاد فكان يقول:
يقولون جاهد يا جميل بغزوة وأي جهاد غيرهن أريد
فكل حديث بينهن بشاشة وكل قتيل بينهن شهيد
كنا نظن أن أمثال هؤلاء من أشباه الرجال حالة نادرة من الماضي، وإذا بنا نراه اليوم على الشاشات حين يتم اعتبار شيء تافه أنه إنجاز كبير لحكومة ونظام ودولة وأي دولة، إنها دولة بلاد الحرمين الممثلة بلجنة الترفيه يقوم عليها شخص برتبة وزير هو تركي آل الشيخ والذي يخصص مبعوثًـا له ليس للإصلاح بين طرفين مسلمين متخاصمين في دولة من دول المسلمين، وإنما للإصلاح بين رقّاصتين ومطربتين (أصالة وأنغام) بعد قطيعة وحملة تراشق وتلاسن بينهن بكلمات سوقية عبر وسائل الإعلام، حيث شوهد ذلك المبعوث بلباسه التقليدي وهو يكاد يطير من الفرح بذاك الانجاز ويطبع قبلة على رأس كل من أصالة وأنغام ثم يُرى جالسًا بين رقاصات ومغنيات، يتوسطهن وهن في كامل تبرجهن ليصدق فيه قول الشاعر:
مررت على المروءة وهي تبكي فقلت علام تنتحب الفتاة
قالت: كيف لا أبكي وأهلي جميعًا دون خلق الله ماتوا
وذلك في ذات الإله
إن التشوه الخطير الذي طرأ على فهمنا وسلوكنا وجعل في شخصيتنا الإسلامية بقعة سوداء داكنة لما ضاع منها: {إِلاَّ ابْتِغَاء وَجْهِ اللّهِ}، وضاع منها: “وذلك في ذات الإله”، وضاع منها: “الله غايتنا” وضاع منها:{وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَىٰ}.
إنه وبدلًا من أن نسخّر أنفسنا وذواتنا وأموالنا، في سبيل الله ولأجل ديننا، فإن البعض منا يسعون لتسخير دين الله خدمة لأنفسهم ومصالحهم وذواتهم.
وإن أكثر ما يزعج أعداء الأمة أن أبناءها قد عرفوا مواطن الخلل فأصلحوها، ومواطن الألم فعالجوها، ليتشكل بذلك جيل مبارك وطراز جديد من أبناء الإسلام لا يقبلون الدنية في دينهم ويرفضون أن يكونوا ريشة في مهب ريح أحد أيًا كان، وهم يرددون قول القائل: “نحن أمة ربّها نور وقرآنها نور، ورسولها نور”.
وأنا أقول: أمة ربّها نور {اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} آية 35 سورة النور، وقرآنها نور {فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنزَلْنَا} آية 8 سورة التغابن، ورسولها نور { قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ} آية 15 سورة المائدة، هي أمة ستبدد الظَلام وتخلع الظُلّام.
نحن إلى الفرج أقرب فأبشروا.
رحم الله قارئًا دعا لي ولوالدي ولوالديه بالمغفرة.
والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.