وصل صحيفة وموقع القبس بيان من رئيس المجلس المحلي المربي خالد غرة:
“اخواني واخواتي
ابنائي وبناتي
اهل بلدي الكرام
قبل بضع شهور من الان لم يكن يخطر ببال اي أحدٍ منا ما آلت اليه الأمور. فقد مرت بنا أحداث مؤلمة تركت جروحا عميقة أوجعتنا ولا زالت، ولم تلتئم بعد.
فقدنا من أهل قريتنا أعزاء كانوا بالأمس بيننا، وفقدنا من أبناء مجتمعنا داخل الخط الأخضر شيبا وشبانا، وفُجِعنا بفقد أطفال ونساء وشيوخ، كما شباب من أبناء أمتنا في أصقاع الارض. جميعهم فارقوا الحياة الدنيا ولجُلِّهم كانت هناك تطلعات وطموحات واهداف وأحلام تركوها ورحلوا. فسبحان من أدَّبنا بمصيبة الموت صغيرا وكبيرا، شابا، وكهلا ليتسنى لنا العَودُ ونتمكن من التوبة، فلنسأله تعالى الرحمة لموتانا، مغفرة ذنوبنا، هُدانا وثباتنا جميعا لما فيه الخير لديننا ودنيانا.
أهل بلدي الأعزاء
فرضت علينا الأحداث الأخيرة والظروف المحيطة واقعا جديدا كان في الحقيقة مُتَوَقَّعا ولكن ليس بهذه الوتيرة السريعة، مما باغَتَنا حدّ الصدمة.
نحن شعب نعيش واقعا سياسيا مُعقدا، في رقعة من الارض تحاول جهات كثيرة استغلالها لخوض لعبة سياسية واسعة المدى ضيقة الأُفُق. لم تعد التحديات التي تواجهنا تحديات اعتيادية ، ولم تعد الموارد والامكانات كما كانت. ولذا في ظل التحديات تتغير الأولويات. وتغيير الأولويات يأتي فقط حين يُفهم الواقع فهما صحيحا بالذات ممن يرى بنفسه القدرة على تغييره. الظرف يفرض الان برنامج عمل واقعي يمتاز بالأناة والحكمة، بوتيرة واقعية ووضع أهداف واقعية.
الأهل الافاضل
لذا وبواقعية أقول اننا وصلنا في جت المثلث وفي ميادين عدة الى وضع ممتاز قياسا بالبلدات الاخرى.
فقد تمت موازنة ميزانية المجلس وانعاشه اقتصاديا في وقت قياسي .وتم بناء على الادارة السليمة استعادة مكانتنا ومصداقيتنا في مجال التخطيط أمام اللجنة اللوائية ،مما وضع أرضا خصبة للمضي نحو مشاريع ذات أهمية واكمال ما بدأناه، وصرفنا عليه الجهد والوقت والمال الذي قد يذهب سدى اذا لم تكتمل المشاريع وتُنَفذ المخططات.
التحدي الأكبر لنا جميعا سيكون وُجوديّ ، يخص هويتنا كأفراد وكأُمّة. وعلى رأس التحديات وسلم الأولويات هناك مشروع الأرض والمسكن والبناء وهو ليس بمشروع سهل ولا هدف هلامي، بل هو عمل دؤوب صادق وواقعي، يحتاج الصبر والحكمة كما الادارة المالية السليمة ، وأهم ما يحتاجه هو الخبرة والمعرفة الحقيقية، فهي المقومات التي تسهل على المسؤول طرق الابواب. وبما ان بلدنا تحتاج منا الى شعور المسؤولية والى الأمانة والمصداقية في تقييم القدرات الذاتية والموارد الحقيقية فانني أحث جميع من يتنافسون على رئاسة المجلس المحلي على الاستمرار بالتنافس لتقديم الأفضل في أمانة ومصداقية من دافع الحرص والانتماء ، فمجتمعنا بحاجتنا جميعا أيها الأفاضل ، يجمعنا مصير مشترك ، وهمومنا واحده ووجعنا واحد. فحري بنا ادراك عمق جرحنا واولويات شفائه.
الأهل الكرام
أخذت على نفسي مهمة صعبة ويزيدها صعوبة واقعنا السياسي ، الاجتماعي والاقتصادي. ولكني رغم الصعوبات ارى بنفسي القدرة على الصمود في وجه تحديات المستقبل بناء على تحديات كان لي باع طويل في اجتيازها. وأرى بنفسي القدرة على ترتيب اولويات مجلس جت المحلي بالتعاون مع أعضائه وموظفيه بناءً على معرفة اكتسبتها وخبرة جمعتها من خلال تجربتي كرئيس للمجلس لدورتين.
يمنعني قلقي على بلدي وانتمائي لها من تركها دون محاولة أخذ مكاني الذي يناسبني من وجهة نظري ونظر شريحة واسعة من المؤيدين كي نمضي في اكمال العمل والبناء. ويمنعني فهمي لما يجري من حولنا توزيع وعود غير واقعية ولا تلائم المرحلة الحالية. وأُكرّر أن قراري لحمل هذه المسؤولية لم يأتِ من عبث بل من انجازات قد آتي على ذكرِها لاحقا بما يتناسب مع ما تفرضه الأحداث المؤلمة التي ترافقنا في الفترة الأخيرة.
وختاما كلمتي اوجهها للمرشحين الافاضل.
سوف تأتي الانتخابات بمردودها علينا من كيفية ادارتنا لها .فادارة الدعاية الانتخابية في ظروفنا هذه تحتاج مسؤولية وامانة وصدق مع الذات ولا تقل أهمية عن ادارة السلطة المحلية ذاتها.
فنتيجة الانتخابات تعكس ارادة المواطن، فلنحترم جميعنا فِطنة المواطن ولنثق بوعيه وقدرته على التمييز والاختيار . وبالتالي لا يبقى لنا سوى تقبّل واحترام اختيار من نتنافس من أجل خدمتهم.
اللهم اجعل هذا البلد آمناٍ مطمئنا وسائر بلاد المسلمين .
اخوكم, خالد غرة
