بلديّة باقة: “هجمة مسعورة لهدم البيوت في وادي عارة ولقاء يجمع رؤساء السلطات المحليّة بمدير لواء الشمال في الوحدة القطرية”
في هجمة شرسة ومسعورة وغير مسبوقة، تقوم الوحدة القطرية لمراقبة الأراضي، والمسؤولة عن مراقبة مخالفات البناء، بهدم عدد كبير من البيوت في المثلث والنقب والجليل. هذا وتركّز اللجنة نشاطها في الآونة الأخيرة في منطقة وادي عارة، آخرها في مدينة كفر قرع بهدم بيتين رغم تداول مصيرهما في السلك القضائي، إلّا أنّ اللجنة باغتت الأهالي معزّزة بعشرات رجال الشرطة وهدمت البيوت.
على إثر ذلك، عُقدت صباح اليوم الخميس جلسة صاخبة لرؤساء السلطات المحليّة في وادي عارة، جمعتهم بمدير وحدة المراقبة في لواء حيفا، والذي يعتبر المسؤول عن تنفيذ أوامر الهدم في المنطقة. شارك في اللقاء ممثّلًا عن بلديّة باقة الغربيّة، المربي رائد دقّة- رئيس البلديّة، والسيّد باسل بيادسة- القائم بأعمال رئيس البلديّة. هدف اللقاء للجم هذه الهجمة ووقف هدم البيوت، خاصّة في ظل عمل السلطات المحليّة على تسوية الأمر القانوني لهذه البيوت.
دار نقاش قاسٍ خلال اللقاء حول الأحداث الأخيرة وتكثيف عمليّات الهدم في منطقة وادي عارة وكيفيّة تنفيذ أوامر الهدم وحيثيّاتها. وأبدى رؤساء السلطات المحليّة امتعاضهم من ذلك خاصّة في ظل العمل على خرائط تفصيليّة لتشمل كافة مناطق السلطات، وأنّ هذه الخرائط تحتاج لوقت طويل في ظل الضغط الكبير الذي تشهده اللجنة اللوائيّة للتخطيط والبناء.
رئيس بلديّة باقة الغربيّة، المربّي رائد دقّة، أكدّ خلال اللقاء أنّ بلديّة باقة الغربيّة تستثمر جهود وموارد كبيرة في التخطيط التفصيلي، وتعتبر بلديّة باقة الغربيّة البلديّة الأولى في صدارة التخطيط التفصيلي من حيث عدد الخرائط التي يتم العمل بها في المجتمع العربي واليهودي، ذلك لتوسيع مسطّح البناء والأراضي المصادقة وتطوير البلد بشكل عصري، ولتدخل كافّة بيوت باقة مسطح البناء وتكون قانونيّة وبذلك نبعد شبح الهدم عن مدينتنا. وأضاف أنّ التخطيط يتمّ بشراكة تامّة بين البلديّة وأصحاب الأراضي، ويتجاوب السكّان مع تخطيط البلديّة ويتفهّمون مراحل التخطيط وأهدافه. من هنا فإنّ بلديّة باقة اتخذت خطوات فعلية على أرض الواقع لحماية المسكن وحفظ الأرض، وعلى الوحدة تفهّم ذلك والتعامل معه بواقعيّة ومهنيّة، بعيدًا عن الهرطقات وتحريض السياسيّين.
مدير اللواء في وحدة الرقابة أكدّ أن الوحدة ستستمرّ في مراقبة البناء غير القانوني في المناطق الزراعيّة، وكذلك في الأراضي التي تقوم السلطات المحليّة على التخطيط فيها لتحويلها من زراعيّة لمصادقة وتستثمر ملايين الشواقل في سبيل إتمام هذا التخطيط والمصادقة على الخرائط لبناء أحياء جديدة عصريّة، إذ أنّ كلّ بناء غير قانوني من شأنه أن يخرّب التخطيط، ولن تسمح الوحدة بذلك ولا بفرض أمر واقع يعيق تجهيز الخرائط والمصادقة عليها بشكل مهني مدروس. كما أثنى على عمل بلديّة باقة الغربيّة الرياديّة في الخرائط التفصيليّة والعمل الدؤوب بالمصادقة على كافّة مسطّح المدينة.
من هنا، وكي لا تصل معاول الهدم مدينتنا، فإنّ بلديّة باقة الغربيّة تناشد الناس أخذ الأمر على محمل الجدّ بمسؤوليّة وعدم البناء بشكل غير قانوني في المناطق الزراعيّة أو في المناطق الموجودة قيد التخطيط، لأنّ ذلك يعرّضهم للملاحقة القانونيّة ويشكل خطرًا فعليًا عليهم لهدم البيوت، ناهيك عن تخريب كلّ التخطيط الذي تقوم به البلديّة، أمر ترفضه بلديّة باقة الغربيّة جملة وتفصيلًا في ظل الجهود الكبيرة التي تبذلها البلديّة والميزانيّات الضخمة التي جنّدتها لأجل هذا التخطيط. إنّ كل من يقرّر مخالقة القانون والبناء في المناطق الغير معدّة لذلك يتحمّل وحدة مسؤوليّة وعقبات قراره هذا.
حقّقت البلديّة مصادقة على 3 خرائط في الفترة الأخيرة فيها بدأ الناس بإصدار تراخيص بناء وتعمير بيوتهم في الأراضي التي صودقت ضمن الخارطة للبناء. وخرائط كثيرة تتواجد في مراحل نهائية من المصادقات، حيث تتيح للناس البناء بشكل قانوني وإصدار تراخيص بناء، لتكون الأحياء الجديدة موفّرة لكافّة مركّبات الحياة وضروريّاتها بشكل عصري.