بحث أجرته “كلاليت” يظهر: المشاركة في ورشات مرضى السكري قبل شهر رمضان، يؤدي لتحسن في المؤشرات الصحية لدى المشاركين
انخفاض بنسبة 9.5% على نسبة السكري خلال الصوم؛ 4.4% على قيم هيموجلوبين السكري؛ 5.4% على الكولسترول “السيء”؛ وانخفاض بنسبة 6% على زيارات طبيب العائلة
خلال السنوات الأربع الأخيرة، تبنت كلاليت أسلوبًا علاجيًّا وقائيًّا جديدًا لمرضى السكري خلال شهر رمضان، تمثل في إعداد ورشات رمضانية خاصة بهم تمرّر بطريقة تفاعلية وممتعة، علمًا أنّ الإرشادات الطبية توصي مرضى السكري بالامتناع عن الصيام من أجل تجنب التأثير على توازنهم الصحي. وقد عقدت في عيادات كلاليت مئات الورشات الرمضانية الخاصة لمرضى السكري. وتم تقديم هذه الورشات التي تم تطويرها بالتعاون مع شركة “ايلاي ليلي” بطريقة تفاعلية، حيث شارك المتعالجون خلالها في ألعاب، تناقشوا خلالها حول مسألة الصيام خلال رمضان، والتغيرات التي يمر بها الجسم خلال الصوم، والتغذية الملائمة، والنشاطات الجسمانية خلال الصوم، وطرق تناول الأدوية، وطرق علاج السكري.
وفي بحث واسع أجراه معهد أبحاث كلاليت بإدارة الباحثة د. عيناف سرولوفيتش، المحاضرة في قسم التمريض في جامعة حيفا، تم تقييم تأثير هذه الورشات على المتعالجين المشاركين. ويعتبر هذا البحث هو الأول من نوعه الذي يفحص تأثير هذا النوع من الورشات على مرضى السكري لدى عينة كبيرة زادت عن 780 شخصًا يعانون من نسبة هيموجلوبين سكري تفوق 7% ممن شاركوا في الورشات.
وتشير نتائج البحث إلى حدوث تحسّن ملموس في قيم السكري لدى المشاركين مقارنة بالسنة التي سبقت الورشات. فقبل الورشات، كان قد حصل تدهور على توازن السكري لدى المتعالجين بعد صيامهم شهر رمضان. لدى 18% من المتعالجين ارتفعت قيم هيموجلوبين السكري بنسبة 10% على الأقل، بعد مرور نصف سنة، وهذا يدل على اضطراب في توازن مرض السكري. في المقابل، ظهر هذا الارتفاع في السنة التي شارك فيها المتعالجون في الورشات الرمضانية لدى 11% فقط. أي طرأ في المجمل انخفاض بلغ 7.1% في قيم هيموجلوبين السكري (“الهيموجلوبين A1c”) لدى المشاركين في الورشات.
إضافة لذلك، تم تسجيل ارتفاع واضح بلغ 4.2% في معدل نسب السكري في دم المتعالجين لنصف سنة بعد شهر رمضان، مقارنة بانخفاض بلغ 5.3% على هذه القيم في السنة التي تم فيها تشغيل الورشات. وفي المجمل أظهر مشاركو الورشات الرمضانية انخفاضًا واضحًا بلغ 9.5% على قيم السكر عند الصيام بعد نصف سنة من شهر رمضان مقارنة بالسنة السابقة. كذلك انخفضت قيم الكولسترول السيء (“‘LDL'”) بشكل واضح بنسبة 5.1% بعد نصف سنة من شهر رمضان مقارنة بالقيم التي تم تسجيلها في السنة السابقة.
كما انخفضت وتيرة زيارة طبيب العائلة لدى المشاركين في الورشات في الستة أشهر التي تلت شهر رمضان بنسبة 6%، مقارنة بالنسبة التي سبقت المشاركة في الورشات الرمضانية.
تقول د. عيناف سرولوفيتش: “هذا البحث هو الأول من نوعه في العالم والذي يظهر تحسنًا في نتائج قيم السكر، وهيموجلوبين السكري، وLDL، وانخفاض عدد زيارات الطبيب لدى مرضى السكري من النوع 2 بعد مشاركتهم لمرة واحدة في الورشات الرمضانية الخاصة بمرضى السكري. ولم يتم قياس التحسن بعد المشاركة فقط، بل كذلك قبل وبعد شهر رمضان في السنة التي سبقت تفعيل هذه الورشات”.
يضيف بروفيسور ران بليتسر، مدير معهد كلاليت للأبحاث: “تشكل فترة رمضان تحديًا خاصًا لمرضى السكري، بوجود خطر حقيقي لفقدان التوازن والضرر الكبير على الصحة. يعتبر البحث الذي أجريناه أحد الأبحاث الأوسع التي أجريت، وهو يوضح التأثير الإيجابي للدعم الجماعي لمرضى السكري، بإشراف ممرضات تم تأهيلهن لهذا الغرض. يحتاج العلاج الفعال للمرض عملا جماعيًا وعلاجًا متعدد التخصصات، وقد كانت كلاليت السباقة منذ سنوات عديدة في هذا التوجه، وحققت انجازات هامة لخدمة مؤمنيها، ونتائج هذا البحث تؤكد ذلك”.
وتقول كلانيت كاي، رئيسة قسم التمريض الجماهيري في خدمات الصحة كلاليت: “للممرضة الجماهيرية دور مؤثر في تحسين علاج المصابين بالسكري. تثبت الأبحاث أن الورشات الجماعية تحت إشراف ممرضة، لها تأثير يفوق بمراحل أي ورشات أخرى. علينا أن نتذكر أن هؤلاء المشاركين عانوا من سكري غير متوازن، وقد تحسنت لديهم مؤشرات المرض بعد مشاركتهم في الورشات وحافظوا على هذا التحسن لفترة طويلة”.