مكتب نتنياهو لوزراء الكابينيت: مفاوضات الصفقة تشهد تقدما وفي مراحلها النهائية
ذكرت هيئة البث العام الإسرائيلية (كان 11)، مساء اليوم، الخميس، أن مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، أخطر الوزراء الأعضاء في المجلس الوزاري للشؤون السياسية والأمنية (الكابينيت) بأن المفاوضات الرامية للتوصل إلى صفقة تبادل أسرى مع حماس تشهد تقدما وباتت في مراحلها النهائية.
وفي حين يتواجد نتنياهو في واشنطن، حيث ألقى أمس، الأربعاء، خطابا في الكونغرس دافع من خلاله عن الحرب التي تشنها إسرائيل منذ 293 يوما على قطاع غزة، أفادت “كان 11” بأن مكتب نتنياهو أوضح لأعضاء الكابينيت أنه “لا يزال يتعين الاتفاق على التفاصيل النهائية” للصفقة.
وأوضحت القناة الرسمية الإسرائيلية أنه منذ يوم الأحد الماضي، لم تعقد أي مداولات مع فريق التفاوض حول المفاوضات الرامية للتوصل إلى صفقة تبادل أسرى على خلفية مكوث نتنياهو في واشنطن، في زيارة خارجية هي الأولى له منذ بدء الحرب في 7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصادر مطلعة على المفاوضات، أنه من المتوقع حدوث تطور في المحادثات بعد زيارة نتنياهو لواشنطن، والذي سيسمح بعد ذلك بمغادرة الوفد المفاوض لاستئناف المحادثات مع الوسطاء؛ وبحسب المصادر، فإن استمرار المحادثات لا يزال يعتمد على “ضوء أخضر” منتظر من نتنياهو.
ويصر نتنياهو وضع “آلية لمنع مرور المسلحين إلى شمال قطاع غزة”، واستمرار التواجد الإسرائيلي في محور فيلادلفيا خلال المرحلة الأولى من الصفقة، وصياغة بنود الانتقال إلى المرحلة الثانية بطريقة تسمح لإسرائيل استئناف حربها على غزة دون أن يشكل ذلك خرقًا للاتفاق، على غرار: “ما دامت المفاوضات مستمرة، فإن وقف إطلاق النار مستمر”.
ومن المتوقع أن يقود مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه)، وليام بيرنز، في محادثات مع الوسطاء وكبار المفاوضين الإسرائيليين في اجتماع قد يعقد الأسبوع المقبل في دولة أوروبية، بعد أن تقرر تأجيل زيارة الوفد الإسرائيلي المفاوض التي كانت مقرر اليوم إلى الدوحة، لانتظار مخرجات اجتماع نتنياهو مع الرئيس الأميركي، جو بايدن.
“قائمة إسرائيلية بأسماء 30 رهينة على قيد الحياة للمرحلة الأولى”
بدورها، ذكرت القناة 13 أن الجانب الإسرائيل بات يطالب بالحصول على قائمة بأسماء الرهائن الأحياء سلفا وليس بعد بدء سريان الاتفاق؛ ونقلت القناة عن مسؤول رفيع المستوى أن إسرائيل أرسلت قائمة بأسماء الأسرى الذين تنطبق عليهم شروط “المرحلة الإنسانية” الذين تعتبر أنه يجب شملهم في المرحلة الأولى من الصفقة، ومن بينهم “30 رهينة على الأقل على قيد الحياة”.
ومساء الخميس، اجتمع نتنياهو والرئيس الأميركي الذي يسعى لممارسة المزيد من الضغط على نتنياهو على أمل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة، في حين يسعى نتنياهو للحصول على ضمانات من بايدن بأن إسرائيل ستكون قادرة على مواصلة الحرب.
وصرح نتنياهو، خلال مراسم استقباله من قبل الرئيس الأميركي في البيت الأبيض، مساء اليوم، أنه سيعمل مع بايدن في الأشهر المتبقية له في منصبه، وذلك بعد قرار الأخير الانسحاب من السباق الرئاسي؛ واستمر اجتماع نتنياهو وبايدن بعد نحو ساعة ونصف بمشاركة طواقم مهنية من الجانبين.
والتقى الاثنان لاحقا عائلات أسرى أميركيين – إسرائيليين محتجزين في غزة، على أن يلتقي نتنياهو بعدها نائبة الرئيس الأميركي، كامالا هاريس، المرشحة الديمقراطية الجديدة للرئاسة التي ستجرى انتخاباتها في تشرين الثاني/ نوفمبر.
وبعد الاجتماع مع نتنياهو وبايدن، قال أفراد من عائلات الأسرى إن “الرئيس الأميركي منحهم أملا بأن شيئا ما سيحدث قريبا”، في حين نقلوا عن نتنياهو قولهم إنه “لا يعطل الصفقة”، وإن “إسرائيل ستقدم لحماس مقترحا معدلا خلال الأيام المقبلة”.
“آن الأوان لإنهاء الحرب”
وقال نتنياهو لدى استقباله من قبل بايدن للمرة الأولى في البيت الابيض، قبل عقد الاجتماع: “أود ان اشكرك على خمسين عاما في الخدمة العامة وخمسين عاما من دعم دولة اسرائيل، وإنني أتطلع إلى إجراء محادثات معك اليوم والعمل معك في الأشهر المقبلة”.
وخلال الاجتماع بين نتنياهو وبايدن، قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي، جون كيربي، في مؤتمره الصحافي: “نحتاج للتوصل إلى اتفاق قريبا بشأن غزة. نريد استعادة كل الرهائن ولهذا التوصل لاتفاق مهم للغاية. نعتقد أننا نقترب من التوصل لاتفاق حول وقف إطلاق النار”.
وأضاف “نعتقد أن التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في غزة قابل للتحقيق، ولا تزال هناك تنازلات ينبغي على إسرائيل وحماس تقديمها من أجل التوصل لاتفاق. بايدن سوف يتحدث مع نتنياهو بشأن سبل إنهاء الحرب في غزة؛ سقط كثير من المدنيين في حرب غزة ولا يزال ذلك مستمرا”.
وتابع كيربي “نعتقد أنه آن الأوان لإنهاء الحرب في غزة، ما زلنا نعتقد أنه يجب إلحاق الهزيمة بحماس ووضع حد لتهديداتها ضد إسرائيل؛ الرئيس بايدن سيؤكد لعائلات الرهائن أنه لن يرتاح حتى يعود كل الرهائن من غزة”، واعتبر أن “إعلان بايدن عدم الترشح لولاية ثانية لن يؤثر على فرص التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار”.