الأخبار الرئيسيةمحطات فكرية

مقالة الشيخ كمال خطيب: “بلاد الحرمين بين وميض النار وبين الغليان وعمّا قريب سترون”

علماء يُعلفون وعلماء في السجون

إنه الإسلام يعلّم أبناءه العزّة ويربيهم على الشموخ وينشئهم على أن اليد العليا خير من اليد السفلى، وأن المؤمن القويّ خير من المؤمن الضعيف، وأن المسلم لا يحني قامته ولا يطأطئ رأسه إلا للذي خلقه فسوّاه فعدله، الله رب العالمين.

وإنه الإسلام يعلّمنا وينقش في قلوبنا ويحفظ في وجداننا أن الساكت عن الحق شيطان أخرس، وأن المتكلم بالباطل شيطان ناطق، والمسلم لا يكون شيطانًا أبدًا، بل يعادي كل الشياطين {إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا} آية 6 سورة فاطر.

 وإنه الإسلام يعلّمنا أن “أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر” وأن “سيّد الشهداء حمزة، ورجل قام إلى إمام جائر فنهاه فقتله”.

وإنه الإسلام يعلّمنا أن “طائفتان إن صلحتا صلحت الأمة وإن فسدتا فسدت الأمة، الأمراء والعلماء”. ويعلّمنا “إن خير الأمراء من تجدهم عند أبواب العلماء، وإن شرّ العلماء من تجدهم عند أبواب الأمراء”.

 ولأن قيمة العلماء كبيرة ولأن دورهم مهم على مدار تاريخ الأمة، فهم الذين كانوا يحفظون بوصلتها من الزيغ والانحراف والضياع، لذلك فلا عجب أن أعداء الأمة من داخلها ومن خارجها، فإنهم سعوا لتشويه دور العلماء ورسالتهم عبر شراء ذممهم بإسكات صوتهم، فيكون أحدهم شيطانًا أخرس، أو جعلهم يتكلّمون بالباطل فيكون أحدهم شيطانًا ناطقًا.

إنهم بذلوا المال وسخّروا الإعلام لتصوير أن علماء مصر هم على شاكلة علي جمعة وياسر برهامي وعمرو خالد وخالد الجندي وسعد الدين الهلالي. وأن علماء فلسطين هم عدنان إبراهيم ومحمود الهباش، ومن يذهبون إلى ديوان ويقتاتون على فتات مائدة رئيس إسرائيل زاعمين أن رفع الأذان هناك هي كلمة حق في وجه سلطان جائر، ناسين ومتجاهلين صورته وهو يوقّع اسمه على قذيفة دبابة قبل أن تُطلق على غزة ويقينًا أنها قتلت نساء وأطفالًا. وأن علماء سوريا هم أحمد حسون ومحمد شحرور وبسام الضفدع. وأن علماء الخليج هم عبد الرحمن السديس ومحمد عبد الكريم العيسى وعائض القرني وسالم الطويل وعثمان الخميس والحبيب الجفري ووسيم يوسف وغيرهم من الذين امتلأت كروشهم وجيوبهم من عطايا الملوك والأمراء.

 إنهم بذلك أرادوا أن يحجبوا الحقيقة عن شباب الأمة وأجيالها، فهؤلاء ليس هم رموز العلم ولا هم خيرة العلماء، وإنما خيرة العلماء والنجوم الساطعة والكواكب المتلألئة سواء في بلاد الحرمين أو في مصر أو في بلاد الشام من أصحاب كلمة الحق في وجه السلطان الجائر، هم الذين دفعوا بسبب ذلك الأثمان الباهظة إما بفصلهم من مواقعهم وطردهم من وظائفهم بل وسجنهم، كما فعلوا بإمام وخطيب الحرم المكي الشيخ صالح آل طالب، وخطيب الحرم النبوي الشيخ أحمد بن طالب، وأولئك الذين زجّوا بهم في زنازين السجون وأقبيتها المظلمة كالشيخ عبد الله بصفر والشيخ خالد الراشد والشيخ سلمان العودة والشيخ صالح المنجد والشيخ سفر الحوالي والشيخ محمد موسى الشريف والشيخ ناصر العمر والشيخ عوض القرني ومئات الآلاف غيرهم. وعليه فإننا نقف ونستحضر بعض مواقف مشرفة لبعض هؤلاء الذين رفعوا أصواتهم وقالوا كلمة حق في وجه ملك وأمير ظالم وفاسد، ورفضوا أن يُعلفوا كما تعلف الطيور، وسعوا لرضى الله حتى لو أغضبوا الطاغية الظالم.

 الشيخ الدكتور محمد موسى الشريف

 إنه العالم الجليل والداعية الفذّ محمد موسى الشريف والذي يصل نسبه إلى رسول الله ﷺ، وكان يكفيه لو أراد أن يعتز بهذا النسب ويقعد في بيته، بل أن يكون من أقرب بطانة وحاشية سموّ وليّ العهد المفدّى.

 وكان يكفيه بعد التقاعد من وظيفته المميزة طيارًا في الخطوط الجوية الملكية السعودية بأن يترفّه ويعيش عيش الأثرياء ورفاهيتهم، لكنه اختار منهج الدعوة إلى الله تعالى وأن يكون من رموز الصحوة المباركة في بلاد الحرمين يجوب بقاعها داعيًا إِلى الله بل يجوب دول الأرض معلمًا ومرشدًا، حتى كانت لحظة جنون العظمة، أو قل الخوف من كل صاحب موقف حين قام محمد بن سلمان باعتقاله وآلاف من أترابه من أهل العلم والفضل في العام 2017، وما يزال قابعًا في سجنه.

إنه صاحب تلك الكلمات والعبارات الخالدة لما قال: “إن الزمان لا ينتظر المترددين الخائفين الذين يقدمون رِجلًا ويؤخّرون أخرى، هؤلاء يقفون عقبة أمام أيّ مشروع متذرعين بالحذر والأخذ بالأسباب، ويضعون أمامك جبلًا من التيئيسات والتخويفات حتى أن العرب نهت أن يُستشار الجبان الخائف، فكيف سيكون لهم أثر أو عمل يُذكرون به” ولما قال: “إن الشجعان والأبطال ومن عاكسوا التيار وسبحوا بمعاكسة الموج، هم الذين يذكرهم التاريخ ومن يتركون بصماتهم، فالدنيا لم تخلق للجبان والخائن، أما المسلم فإنه يستمد قوته وشجاعته من إيمانه بالله، وأن الخلق لا يضرّون ولا ينفعون. إن البطل لقميصه زر واحد وإن الجبان لقميصه أزرار كثيرة”، ولما قال: “المسلم مقدام يترك بصمته، فحينما يناديه الإسلام ويستنهضه الواجب قال: لبيك لبيك” ولما قال: “الربيع العربي ليس إلا قطرة من بحر قادم وغيض من فيض آت” ولما قال: “هناك غليان في العالم الإسلامي كله، هناك حركة جليلة ستنتج شيئًا عظيمًا عمّا قريب وسترون”. ولعلّ من أعظم ما قاله فكّ الله أسره، في بيان مواقف أدعية نهج السلفية بينما هم مطايا الظالمين والطواغيت: “إن وقوف أدعية السلفية إلى جانب الطغاة أمثال السيسي سيكتبه التاريخ بمداد من سواد”.

 الشيخ الدكتور سلمان العودة

 إن العالم الجليل والداعي الموهوب والخطيب المحبوب والذي ما إن توفيت زوجته وولداه في حادث طرق في شهر 1/2017 حتى اتصل به الملك سلمان بن عبد العزيز يعزّيه بزوجته وولديه نظرًا لما كان يحظى به من شعبية واسعة واحترام كبير، ولم تنته تلك السنة حيث شهر 9/2017 إلا وتقوم السلطات السعودية وبأوامر من الملك سلمان نفسه باعتقاله مع مئات وآلاف من الدعاة والأئمة والمفكرين. أما هو فقد كان سبب اعتقاله المباشر أنه كتب بعد توتر العلاقات بين السعودية وقطر: “يدعو الله للتأليف بين قلوب ولاة الأمور لما فيه خير الشعوب”، ومن يومها إلى اليوم ما يزال الشيخ سلمان العودة قيد الاعتقال والسجن حيث أفادت تقارير كثيرة عن تدهور حالته الصحية وفقدانه البصر في إحدى عينيه.

 كان الشيخ سلمان العودة واضحًا في مواقفه المؤيدة لثورات الربيع العربي مناصرًا مساندًا لها، حتى أنه كتب كتابًا اسمه أسئلة في الثورة، ومما جاء في قوله: “إنه لا أحد يدعو للثورة ويشجعها لأنها محفوفة بالمخاطر، ولكنها الثورة تأتي فجأة وبلا مقدمات حين يتعذّر الإصلاح ويقع الظلم والقهر والفقر. إنه لا يوجد دعاة ومسببون للثورة، ولكن القمع والظلم والكبت والفقر هي أسباب الثورة ودعاتها”. ويقول: “إن الإصلاح الجادّ والعدالة وإطلاق الحريات ورفع الظلم هي أفضل الطرق لمكافحة الثورات”.

 لكأني بالشيخ العودة يقول: “إن الناس لا يثورون لأجل الثورة ولكنهم يثورون لما يبلغ السيل الزبى من القهر والظلم. ولكأني به يقول موجهًا كلامه لآل سعود بشكل غير مباشر: تعلّموا من غيركم واتعظوا بما جرى حولكم، عجّلوا بالإصلاح وإياكم والقهر والظلم، وإلا فإن الثورة وخروج الناس عليكم ممكن أن يفاجئكم ويصبح مصيركم كمصير حسني مبارك والقذافي وزين العابدين وبشار الأسد.. ولكأني به يقول لهم: لا تقولوا إن الثورة يمكن أن تقع في كل البلاد إلا في بلادنا، وفي كل الدول إلا في دولتنا لأننا بلاد الحرمين ولأننا خدام الحرمين الشريفين وعندنا طاعة وليّ الأمر وعدم الخروج عليه مما تربى عليه الناس منذ نعومة أظفارهم. ثم لعلكم تقولون: وكيف ستكون الثورة وعندنا هيئة كبار العلماء فتاويهم نافذة، وعندنا المال به نشتري ذمم كل الناس، وعندنا المخابرات ما يلفظ أحدهم من قول إلا ورجال مباحثنا له بالمرصاد.. ولكأني به يقول لآل سعود: لا تتفاجأوا فقد تشتعل الثورة من تحت أرجلكم.. ولكأني به يذكرهم بما قاله نصر بن سيار والي الأمويين على خراسان في رسالته إلى محمد بن مروان ينذره ويحذّره من كارثة ستقع على بني أمية بسبب القهر والظلم، فقال:

أرى تحت الرماد وميض نار     ويوشك أن يكون له ضرام

 فإن النار بالعودين تذكى       وإن الحرب مبدؤها الكلام

 فإن لم يطفها عقلاء قوم       يكون وقودها جثث وهام

فقلت من التعجّب ليت شعري    أإيقاظ بنو أمية أم نيام

ولكأني بالشيخ العودة يقول لهم ناصحًا: أإيقاظ بنو سعود أم نيام.

 الشيخ الدكتور سفر الحوالي

 إنه الشيخ الجليل والمفكّر والكاتب سفر الحوالي من أشهر دعاة الصحوة الإسلامية في بلاد الحرمين وصاحب المواقف الشجاعة في مواجهة نظام آل سعود وذراعهم الدينية وهي هيئة كبار العلماء، حيث كانت له مواقف واضحة وجريئة ضد فتواهم بجواز الاستعانة بالقوات الأجنبية في حرب الخليج الثانية بعد احتلال العراق للكويت، وهو صاحب عبارة: “اعلموا أن قدر هذه البلاد هو الإسلام كما أنزله الله وليس الإسلام الأمريكاني الذي يسمونه اعتدالًا”.

 اعتقل الشيخ سفر الحوالي مع أبنائه الأربعة في العام 2018. ولأنه كان قد أصيب بجلطة دماغية ألزمته الفراش، فقد اعتقل ونقل إلى السجن بسيارة الإسعاف وكانت سرعة اعتقاله غضبًا على تسريب نسخة الكترونيه من كتابه الشهير -المسلمون والحضارة الغربية- والذي يتضمن فصولًا تتضمن نصائح صريحة للعائلة الحاكمة ولهيئة كبار العلماء حيث يطالب العائلة المالكة بسرعة الإصلاح قبل فوات الأوان.

وإن ما تضمنه كتابه كلامًا لاذعًا بعد زيارة ترامب للسعودية في العام 2017 والتي قام فيها بفرض جزية تدفعها السعودية هي مبلغ 450 مليار دولار، حيث قال يومها وهو ما أورده في كتابه: “لو أن المليارات من الأرقام الفلكية التي أعطيت لترامب أعطيت لفقراء المسلمين لكان خيرًا لكم في الدنيا والآخرة، هذا غير الهدايا لكن الله بحكمته جعل الناس يرزق بعضهم بعضًا كما يقول المثل (رزق الهبلان على المجانين)”.

 ترى فماذا يقوله الآن في سجنه لو علم بأن محمد بن سلمان قد دفع لترامب في زيارته الثانية للسعودية  ألف مليار دولار.

 ما أتفههم وهم يفاخرون بإعلامهم هذه الأيام لما يقولون إن  الملك سلمان وعلى نفقته الخاصة استضاف ألفًا من الحجاج الفلسطينيين لأداء الحج هذا العام. وماذا تساوي نفقات ألف حاج فلسطيني مقابل ألف مليار دولار بها سيتم تزويد إسرائيل بالسلاح والطائرات لقتل الفلسطينيين. محمد بن سلمان الذي قدم لأوكرانيا مساعدة بقيمة 450 مليون دولار، بينما قدّم للفلسطينيين كراتين تمر وقدّم لهم قناة العربية وقناة الحدث وقناة أم بي سي وسخّرها كلها ضد القضية الفلسطينية وطعنًا بها.

إن نفقات ألف حاج لا تساوي ولا تعدل أجرة ليلة واحدة للراقصة الأمريكية جنيفر لوبيز على مسارح الرياض والتي تقاضت مبلغ 7 مليون دولار، ولا لمصارع أمريكي أو عارضة أزياء تعرض لباس البحر على شواطئ البحر الأحمر، ولا للاعب البرتغالي رونالدو الذي يتقاضى 200 مليون يورو سنويًا بمقدار 16.8 مليون شهريًا وبمعدل 3.8 مليون يورو أسبوعيًا.

 كان سفر الحوالي جريئًا فرّج الله كربه وفكّ أسره إلى حدّ أنه قال: “كيف لعاقل أن يصدّق أن مغنية وممثلة كويتية تدعى حليمة بولند تفتخر بأن الملك سلمان أهداها زجاجة عطر ثمنها مليون ريال سعودي من شبكة عبد الصمد القرشي للعطور والبخور”. لا بل إنه صدمهم بصدمة من العيار الثقيل لما ذكّرهم بأن المال الذي بين أيديهم هو مال الله ولا يجوز التخوّض فيه أي استعماله في غير منافع المسلمين، فقال لهم: “وليس من التخوّض أن يطلب أحد الأمراء من زوج امرأة أن ينام معها ليلة واحدة مقابل 10 ملايين دولار”.

 لقد عاب عليهم سياستهم وصمتهم عما يجري في القدس والأقصى وتآمرهم عليه مع علمهم بمشاريع إسرائيل السوداء لهدمه وبناء هيكل مزعوم على أنقاضه وهو المسجد الأقصى شقيق المسجدين الحرام والنبوي الذي يدّعي حكام آل سعود أنهم خدامهما، فقال: “ماذا بقي إلا تكلفة بناء الهيكل، فهل ستبنيه الإمارات التي تشتري بيوت المقدسيين وتسرّبها للمستوطنين اليهود؟ أم تبنيه السعودية وهي تمول قناة تصل من خليج العقبة إلى البحر المتوسط وقد بدأ التطبيع مع إسرائيل شعاره أعطنا ما نريد نعطيك فوق ما تريد؟”. المقصود أعطونا حماية وأجهزة التجسس على شعوبنا نعطيكم تطبيعًا واعترافًا، بل إننا نعطيكم ما يجري اليوم بأن تعتبر السعودية غزة منطقه إرهاب يحكمها إرهابيون، وأن تدمّر غزة ويهجّر أهلها ويجوّعون، وحكام السعودية يتفرجون بل وإعلامهم الممول من أموال المسلمين أصبح منبرًا للسردية وللرواية الإسرائيلية في عرض الأحداث.

 إنها بلاد الحرمين الشريفين فيها يعتقل ويسجن ويهان أهل العلم وأهل القرآن والدعاة إلى الله، ويكرم وتشرع الأبواب للمفسدين والمنحرفين. إنها بلاد الحرمين الشريفين قد وصل الفساد والشذوذ والتهتك إلى جدة قريبًا من مكة المكرمة إلى العلا قريبًا من المدينة المنورة، لا بل إنه اقتحم أطرافهما حيث تبنى الآن في مكة أكبر دار سينما في الشرق الأوسط في جرأة ووقاحة وصلف لم يمارسه من قبل إلا القرامطة لما انتهكوا حرمة مكة وسرقوا الحجر الأسود. لقد قال نصر بن سيار محذرًا: “أرى تحت الرماد وميض نار”. وقال الدكتور محمد موسى الشريف: “هناك غليان في العالم الإسلامي كله، هناك حركة جليلة ستنتج شيئًا عظيمًا عمّا قريب سترون”. وبيقين أن بلاد الحرمين تغلي كالمرجل وأن هذا الانحراف الأخلاقي والسياسي والفساد المالي قد بلغ ذروته، وأن جميع الأخيار الصامتين حتمًا سيرتفع صوتهم ويقفون في وجه هذا السلطان الجائر والفاسد والظالم انتصارًا لله ولرسوله ولدموع المسلمين وجراحاتهم، وعمّا قريب سترون، وسيخرج العلماء والشرفاء من سجونهم ويعودون إلى مواقعهم ومنابرهم، وسيهرب المفسدون والأشرار إلى أوكارهم أو إلى بلاد أسيادهم في واشنطن وتل أبيب، وإن غدًا لناظره قريب.

 نحن إلى الفرج أقرب فأبشروا .

رحم الله قارئًا دعا لي ولوالدي ولوالديه بالمغفرة.

والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى