آلاف المتظاهرين في النقب يرفضون مخططات الهدم والتهجير في “مسيرة العهد والوفاء”

شهدت مدينة بئر السبع، صباح اليوم الخميس، مظاهرة جماهيرية حاشدة تحت عنوان “العهد والوفاء”، شارك فيها الآلاف من أبناء النقب والمجتمع العربي، تعبيرًا عن رفضهم لمخططات الاقتلاع والتهجير، وسياسة هدم المنازل المتواصلة التي تنتهجها السلطات الإسرائيلية.
وانطلقت المظاهرة في تمام الساعة الحادية عشرة صباحًا أمام مجمع المحاكم والمكاتب الحكومية في قلب مدينة بئر السبع، وسط حضور شعبي واسع ورفع لافتات وأعلام سوداء تعبّر عن الغضب والرفض، إلى جانب شعارات تطالب بوقف الهدم وتهويد الأرض، وتدعو إلى الحفاظ على الوجود العربي في النقب.
ورفع المشاركون لافتات كُتب عليها: “باقون في أرضنا”، و “لن نرحل”، و”أوقفوا مخطط شيكلي”، و”النقب لنا”، و”نريد العيش بكرامة”، في إشارة مباشرة إلى رفضهم للمخطط الحكومي الإسرائيلي المعروف باسم “شيكلي”، والذي يهدف إلى اقتلاع السكان العرب من أراضيهم في النقب.
وردد المتظاهرون هتافات تؤكد التمسك بالحق في السكن والبقاء، وتندد بالسياسات العنصرية الممنهجة، مؤكدين أن النضال سيستمر حتى إسقاط كافة المخططات التي تهدد وجودهم ومستقبل أبنائهم.
وتأتي هذه المظاهرة بعد سلسلة من الهجمات على منازل المواطنين في النقب، حيث هدمت السلطات الإسرائيلية خلال الأسابيع الأخيرة عشرات المنازل، وسط تهديدات بهدم المئات الأخرى، ما يعرّض آلاف العائلات لخطر التشريد القسري.
وتُعد مظاهرة اليوم استكمالًا لمظاهرة “الكرامة” التي نُظمت في أواخر أيار/مايو الماضي في بئر السبع أيضًا، في إطار سلسلة خطوات احتجاجية تقودها لجنة التوجيه العليا لعرب النقب، والمجلس الإقليمي للقرى غير المعترف بها، ومنتدى السلطات المحلية العربية.
وكانت لجنة التوجيه قد دعت في وقت سابق إلى تكثيف المشاركة في الفعاليات النضالية، وتعزيز وحدة الصف في مواجهة مخططات الاقتلاع، مؤكدة أن “سياسة الهدم التي تنفذها حكومة نتنياهو – بن غفير، ممثلة بما يسمى ‘سلطة تهجير عرب النقب‘، لن تمر أمام وحدة وإرادة الجماهير العربية”.
وفي سياق متصل، واصل أهالي النقب مقاطعة المجمعات التجارية الإسرائيلية في مدينة بئر السبع، ضمن خطوات اقتصادية احتجاجية على سياسات الهدم والتهجير، ما تسبب بخسائر مادية لتلك المحال وفقًا لشهادات أصحابها.
وتعكس هذه الاحتجاجات الشعبية تصعيدًا في وتيرة الحراك الميداني في النقب، وإصرارًا متزايدًا على مواجهة السياسات الإسرائيلية الساعية إلى تفريغ الأرض من سكانها الأصليين، وسط تدهور الأوضاع المعيشية والإنسانية جراء الهدم والنزوح القسري.