الأخبار الرئيسيةفلسطينيّات

منازل “نور شمس”.. هدم إسرائيلي يدمّر المأوى ويمحو الذكرى

يقول فلسطينيون من مخيم نور شمس للاجئين شرقي محافظة طولكرم شمالي الضفة الغربية المحتلة، إن الاحتلال الإسرائيلي يواصل العمل على تغيير جغرافيا وديمغرافيا المخيم، عبر عمليات هدم المنازل وتحويل المكان إلى كومة من الركام.

ومن فوق تلة مقابلة للمخيم، يبدو واضحا للعيان أعمال التدمير والتجريف وهدم المنازل، ويقول سكان بالمخيم وهم يتابعون منازلهم تهدم تحت أنظارهم: “وكأن المخيم ليس هو، لم يعد كما كان، بيوت تحولت إلى أثر بعد عين”.

وفي 21 يناير/ كانون الثاني الماضي، أطلق الجيش الإسرائيلي عدوانا موسعا شمالي الضفة بدأه بمخيم ومدينة جنين، ثم توسع لاحقا إلى مخيمي طولكرم ونور شمس.

وتأتي عمليات الهدم الحالية “ضمن مخطط أعلنته سلطات الاحتلال في مايو/ أيار الماضي يقضي بهدم 106 مبانٍ، منها 58 مبنى في مخيم طولكرم، تضم أكثر من 250 وحدة سكنية وعشرات المنشآت التجارية، و48 مبنى في مخيم نور شمس، بذريعة فتح طرق وتغيير المعالم الجغرافية للمنطقة”، وفق وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية “وفا”.

ووفقا لمعطيات فلسطينية رسمية، أدى التصعيد الإسرائيلي إلى تهجير أكثر من 5 آلاف عائلة من المخيمين، يصل تعداد أفرادها إلى 25 ألفا، وتدمير ما لا يقل عن 400 منزل تدميرا كليا، وتضرر 2573 منزلا جزئيا.

ويقول الفلسطينيون إن هذه الإجراءات الإسرائيلية، تهدف للاستيلاء على أراضيهم لصالح النشاط الاستيطاني وتهجير السكان الأصليين.

عائلات دون مأوى
الباحث والناشط في مخيم نور شمس للاجئين، سليمان الزهيري وبينما كان يقف على سطح بيت يراقب من بعيد عمليات الهدم، قال إن “الجيش الإسرائيلي ومنذ أيام شرع في عملية هدم لعشرات المنازل الفلسطينية بالمخيم، في خطوة لتغيير معالم المخيم الجغرافية والديمغرافية”.

وذكر الزهيري أن “الاحتلال هدم منذ بدء عدوانه على المخيم نحو 500 وحدة سكنية”.

وأشار إلى أن كل بناية يتم هدمها تضم نحو 5 شقق على الأقل “ما يعني أن مئات العائلات الفلسطينية باتت دون مأوى”.

وأضاف: “لن يعود مخيم نور شمس كما كان في السابق، الاحتلال يدعي أنه يعمل على فتح شوارع بدواعٍ أمنية، لكنه في الحقيقة يعمل على ضرب رمزية المخيم وحق العودة والشاهد على النكبة”.

ولفت إلى أن إسرائيل دمرت منازل ومراكز اجتماعية وقطاعات تجارية مهمة ورياض أطفال وغيرها.

وقال الزهيري وهو يراقب عمليات هدم منزل عائلته بالمخيم: “المنازل ذكريات وحياة وآمال وليست مجرد حجارة”.

أطلال وذكريات
“نياز الزنديق” فلسطيني كان واقفا على تلة مقابلة لعمليات الهدم برفقة عائلته، قال: “منذ بدء العدوان نزحنا من المخيم، تركنا خلفنا كل شيء، ذكرياتنا وحياتنا وكل ما نملك في عمارة سكنية مكونة من أربعة طوابق”.

وأضاف: “اليوم نرى كل شيء يهدم بواسطة جرافة عسكرية إسرائيلية دون وجه حق”.

وتابع: “أكثر ما يعز علي ذكريات نجلي الشهيد وأبناء عمي الشهداء في المخيم”.

وزاد: “اليوم نعيش مشتتين بلا بيت ولا شيء، نتحسر على حياة وعلى تعب يمتد لنحو 50 عاما بدأه والدنا في تأسيس المنزل”.

أما الفلسطيني محمد صبري، فقال: “هدم منزلنا منذ بدء العدوان على المخيم يناير الماضي، أقف هنا وأرى أكواما من الدمار في المخيم، كأنه ليس الذي المكان الذي نعرفه من طفولتنا، تغيرت معالمه ودمرت أحياء كاملة فيه”.

وأضاف صبري أن “العائلة مشتتة اليوم في مواقع مختلفة، كان البيت يضمنا، في كل زاوية لنا فيه ذكريات وروايات، لكن كل شيء بات الآن أثرا بعد عين”.

ومشيرا إلى أطلال منزل عائلته المهدم، قال صبري: “هناك كان منزلنا، اليوم لا يوجد منه شيء، ونعيش بعد نصف عام من العدوان الإسرائيلي مصيرا مجهولا”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى