الأخبار الرئيسيةفلسطينيّات

5 شهداء صحافيين بينهم أنس الشريف ومحمد قريقع بقصف استهدف خيمة مخصّصة لهم بمدينة غزة

استشهد 7 أشخاص بينهم 5 صحافيين، بقصف إسرائيليّ، استهدف بشكل مباشر، خيمة للصحافيين، أمام مجمّع الشفاء الطبيّ في مدينة غزة، قبيل انتصاف ليل الأحد، ليرتفع بذلك عدد الشهداء الصحافيين خلال الإبادة الجماعية إلى 237، وفق ما أكّد المكتب الإعلامي الحكومي بغزة.

وأفادت مصادر محلية، باستشهاد أعضاء طاقم قناة “الجزيرة”، وهم: أنس الشريف، ومحمد قريقع، والمصورين إبراهيم ظاهر، ومؤمن عليوة، ومحمد نوفل.

وأكّد مدير مجمع الشفاء الطبي في غزة، “ارتفاع عدد الشهداء إلى 7، جراء قصف الاحتلال خيمة للصحافيين في محيط المجمع”.

وأكّدت وسائل إعلام فلسطينية، أن القصف الإسرائيلي “استهدف خيمة للصحافيين، أمام البوابة الرئيسية لمجمع الشفاء الطبي”.

الاحتلال يقرّ بجريمته ويبرّرها

وأقرّ جيش الاحتلال الإسرائيلي، باستهداف الصحافيين بشكل مباشر، وذكر في بيان، أنه “هاجم قبل قليل، أنس الشريف في منطقة مدينة غزة”، زاعما أن الشهيد الصحافيّ “كان متنكرًا في زي صحافي لقناة الجزيرة”.

ووفق بين الجيش الإسرائيليّ، فإنّ “الوثائق تتضمّن جداول الموظفين، وقوائم الدورات التدريبية ’الإرهابية’، ودليل الهاتف، ووثائق رواتب، مما يثبت بشكل قاطع أنه عمل لصالح حركة حماس في قطاع غزة”.

ولم يتوقف المراسلان منذ بدء الحرب عن نقل الصورة في قطاع غزة جراء القصف الإسرائيلي المتواصل للقطاع، منذ 22 شهر.

وكان الشريف من أول المراسلين الذين ينتقلون إلى مناطق القصف لنقل الصورة وتجسيد الواقع لحظة بلحظة، وخاصة من المناطق الشمالية، والأمر ذاته بالنسبة لقريقع.

شبكة الجزيرة: ندين الاغتيال المدبر لمراسلينا أنس الشريف ومحمد قريقع والمصورين إبراهيم ظاهر ومحمد نوفل

قالت شبكة الجزيرة إننا “ندين الاغتيال المدبر لمراسلينا أنس الشريف ومحمد قريقع والمصورين إبراهيم ظاهر ومحمد نوفل”.

وذكرت القناة أن “اغتيال مراسلينا على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي هجوم جديد سافر ومتعمد على حرية الصحافة”. وأشارت إلى أن “قتلة الصحافيين استهدفوا بإقرار منهم عبر بيان الجيش الإسرائيلي خيمة صحافيي الجزيرة عند مجمع الشفاء”.

ونوّهت الشبكة إلى أن “الهجوم على صحافيي الجزيرة جاء وسط كارثة إنسانية مروعة خلفها العدوان الإسرائيلي والذي يشهد مجازر”. وأضافت أن “الأمر بقتل أنس الشريف أحد أشجع صحافيي غزة وزملائه محاولة يائسة لإسكات الأصوات استباقًا لاحتلال غزة”.

وحمّلت “شبكة الجزيرة وهي تودع ثلة جديدة من خيرة فرقها الصحافية جيش الاحتلال وحكومته مسؤولية استهداف واغتيال فريقها”. كما أوضحت أن “العديد من مسؤولي الجيش الإسرائيلي كرروا تحريضهم ودعواتهم لاستهداف أنس الشريف ورفاقه”.

واختتمت بقولها: “أنس الشريف وزملاؤه كانوا من آخر الأصوات الباقية في غزة الذين ينقلون للعالم الواقع المأساوي”.

أنس الشريف: هذه وصيّتي… بذلت كل ما أملك لأكون سندًا وصوتًا لأبناء شعبي

وكان الصحافي الشهيد أنس الشريف، قد بعث بمقربين له بوصية، أوصاهم بنشرها حال استشهاده، وجاء في نصّها كما كتبها أنس:

“هذه وصيّتي، ورسالتي الأخيرة.
إن وصلَتكم كلماتي هذه، فاعلموا أن إسرائيل قد نجحت في قتلي وإسكات صوتي.
بداية السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يعلم الله أنني بذلت كل ما أملك من جهدٍ وقوة، لأكون سندًا وصوتًا لأبناء شعبي، مذ فتحت عيني على الحياة في أزقّة وحارات مخيّم جباليا للاجئين، وكان أملي أن يمدّ الله في عمري حتى أعود مع أهلي وأحبّتي إلى بلدتنا الأصلية عسقلان المحتلة “المجدل” لكن مشيئة الله كانت أسبق، وحكمه نافذ.
عشتُ الألم بكل تفاصيله، وذُقت الوجع والفقد مرارًا، ورغم ذلك لم أتوانَ يومًا عن نقل الحقيقة كما هي، بلا تزوير أو تحريف، عسى أن يكون الله شاهدًا على من سكتوا ومن قبلوا بقتلنا، ومن حاصروا أنفاسنا ولم تُحرّك أشلاء أطفالنا ونسائنا في قلوبهم ساكنًا ولم يُوقِفوا المذبحة التي يتعرّض لها شعبنا منذ أكثر من عام ونصف.

أوصيكم بفلسطين، درةَ تاجِ المسلمين، ونبضَ قلبِ كلِّ حرٍّ في هذا العالم.
أوصيكم بأهلها، وبأطفالها المظلومين الصغار، الذين لم يُمهلهم العُمرُ ليحلموا ويعيشوا في أمانٍ وسلام، فقد سُحِقَت أجسادهم الطاهرة بآلاف الأطنان من القنابل والصواريخ الإسرائيلية، فتمزّقت، وتبعثرت أشلاؤهم على الجدران.

أوصيكم ألّا تُسكتكم القيود، ولا تُقعِدكم الحدود، وكونوا جسورًا نحو تحرير البلاد والعباد، حتى تشرق شمسُ الكرامة والحرية على بلادنا السليبة.
أُوصيكم بأهلي خيرًا،
أوصيكم بقُرّة عيني، ابنتي الحبيبة شام، التي لم تسعفني الأيّام لأراها تكبر كما كنتُ أحلم.

وأوصيكم بابني الغالي صلاح، الذي تمنيت أن أكون له عونًا ورفيق دربٍ حتى يشتدّ عوده، فيحمل عني الهمّ، ويُكمل الرسالة.

أوصيكم بوالدتي الحبيبة، التي ببركة دعائها وصلتُ لما وصلت إليه، وكانت دعواتها حصني، ونورها طريقي.
أدعو الله أن يُربط على قلبها، ويجزيها عنّي خير الجزاء.

وأوصيكم كذلك برفيقة العمر، زوجتي الحبيبة أم صلاح بيان، التي فرّقتنا الحرب لأيامٍ وشهورٍ طويلة، لكنها بقيت على العهد، ثابتة كجذع زيتونة لا ينحني، صابرة محتسبة، حملت الأمانة في غيابي بكلّ قوّة وإيمان.

أوصيكم أن تلتفوا حولهم، وأن تكونوا لهم سندًا بعد الله عز وجل.
إن متُّ، فإنني أموت ثابتًا على المبدأ، وأُشهد الله أني راضٍ بقضائه، مؤمنٌ بلقائه، ومتيقّن أن ما عند الله خيرٌ وأبقى.

اللهم تقبّلني في الشهداء، واغفر لي ما تقدّم من ذنبي وما تأخّر، واجعل دمي نورًا يُضيء درب الحرية لشعبي وأهلي.

سامحوني إن قصّرت، وادعوا لي بالرحمة، فإني مضيتُ على العهد، ولم أُغيّر ولم أُبدّل.

لا تنسوا غزة…
ولا تنسوني من صالح دعائكم بالمغفرة والقبول.
أنس جمال الشريف
06.04.2025″.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى