خلاف أمني إسرائيلي حول السماح لآلاف العمال من غزة بدخول إسرائيل
يؤيد الجيش الاسرائيلي السماح لنحو 5 آلاف عامل فلسطيني من قطاع غزة، بالدخول إلى إسرائيل بغرض العمل.
ولكن جهاز الأمن العام الإسرائيلي “الشاباك”، ما زال مترددا في تأييد هذه الخطوة.
وقالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الاسرائيلية، الثلاثاء، إن المؤسسة الأمنية الاسرائيلية تدرس السماح لنحو 5 آلاف عامل، من سكان قطاع غزة، بالعمل في الزراعة والبناء في التجمعات السكانية الإسرائيلية في مناطق غلاف قطاع غزة.
ولفتت إلى أن بحث هذا الأمر، يجري في سياق عدة خطوات إسرائيلية، تهدف إلى الحفاظ على التهدئة في قطاع غزة.
واشارت في هذا الصدد إلى أن الفلسطينيين من الضفة الغربية الذين يحملون تصاريح عمل، يعملون بالفعل في البناء بمدينة سديروت، على بعد عدة كيلومترات من غزة، بينما يُمنع الفلسطينيون في غزة من العمل في إسرائيل منذ الانفصال عن القطاع عام 2005.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول أمني إسرائيلي يدعم خطوة السماح لعمال غزة، قوله إن “العمالة الغزية”، أرخص تكلفة من التايلانديين الذين تجلبهم إسرائيل، مضيفا:” لن يضطروا (العمال) للنوم في إسرائيل، والأهم من ذلك إنه في حال عملهم، فإنه سيكون لديهم شيء يخسرونه، وبالتالي فانهم لن يفجروا ويحرقوا الاماكن التي يعملون فيها (خشية فقدان تصاريح عملهم)”.
وقبل نحو السنة، بدأ فلسطينيون بإطلاق بالونات حارقة من قطاع غزة باتجاه التجمعات الاسرائيلية المحاذية، ما تسبب بحرائق دون أن تتمكن إسرائيل حتى الآن من إيجاد وسيلة لوقف البالونات التي تقض مضاجع الإسرائيليين.
ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن مسؤول في الجيش الاسرائيلي، مؤيد لخطوة السماح للعمال، لم تذكر اسمه، قوله:” في غزة سيختار الناس العمل في اسرائيل على حفر الانفاق، سيتم فحص كل واحد من الخمسة آلاف شخص في طريقه من والى قطاع غزة وسيكسب 3500 شيكل اسرائيلي (قرابة 1000 دولار أمريكي) بالشهر، مقابل 1000 شيكل (280 دولار امريكي) من الممكن ان يجنيها في قطاع غزة، في حال كان محظوظا ولديه عمل هناك”.
وأضاف:” نحن نتحدث عن 25 مليون شيكل شهريا (أكثر من 7 ملايين دولار) ستدخل إلى القطاع شهريا من خلال العمال مما سيتيح شراء المنتجات في غزة وتحسين الوضع الاقتصادي، هناك الأمر الذي سيؤدي بدوره الى هدوء”.
وتابع المسؤول الاسرائيلي:” إن أي اشتعال، سوف يعني بالطبع إغلاق الحدود، لكنهم اليوم في مكان لا يوجد لديهم ما يخسرونه فيه”.
غير أن الصحيفة أشارت إلى أن جهاز الأمن العام الإسرائيلي “الشاباك” يعارض هذه الخطوة، لأنه “على عكس الضفة الغربية، فإن إسرائيل ليس لها وجود داخل قطاع غزة، وهو ما لا يمكنها من تنفيذ اعتقالات فورية للمشتبهين إذا لزم الأمر”.
وقالت الصحيفة:” يخشى الشاباك من أن ترسل حماس العمال إلى داخل المجتمعات الإسرائيلية في غلاف قطاع غزة من أجل جمع المعلومات عن دوريات الجيش الإسرائيلي، والجداول الزمنية المدرسية والمعلومات الحساسة المماثلة”.
واضافت نقلا عن “الشاباك”، إنه علاوة على ذلك، تسيطر حماس على الجانب الغزي من المعابر الحدودية مع إسرائيل، بينما في الضفة الغربية تديرها قوات السلطة الفلسطينية بالتعاون مع الجيش الإسرائيلي، وهذا من شأنه أن يجعل عمليات التفتيش الأمني للعمال الذين يغادرون القطاع ويدخلونه “أكثر صعوبة”.
وكانت مؤسسات دولية قد حذرت في السنوات الماضية من خطورة تفاقم الأوضاع الانسانية في قطاع غزة، بسبب الحصار الاسرائيلي المفروض على القطاع.