مقتل الشابة الفلسطينية اسراء غريب لا زال يشغل مواقع التواصل!
تصدرت قضية الشابة الفلسطينية إسراء غريب ترند تويتر بعد ان توفيت منذ أيام أثر تعرضها لضرب مبرح حيث تصدر هاشتاج كلنا إسراء غريب مواقع التواصل.
وكانت إسراء غريب (21 عاما) من بلدة بيت ساحور قضاء بيت لحم توفيت يوم الخميس الماضي، وعقب الوفاة انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي تسجيلات تشير الى تعرضها لحالة عنف شديد من أسرتها.
وقالت عائلة المتوفاة إسراء ناصر غريِّب إن ابنتهم توفيت جراء تعرضها لنوبة قلبية أثر حادث سقوط بفناء المنزل وجراء معانتها من اضطرابات عقلية، بالمقابل طالبت مؤسسات نسوية بالتطبيق الفوري لقانون حماية الأسرة.
وكانت “نساء إف إم” نشرت تقرير حمل عنوان “اسراء غريب.. من أوقف قلبها عن الحياة”. وقالت العائلة في بيان نشر على مواقع التواصل الاجتماعي، الاثنين، في ذات الوقت نفسه وحالة الحزن التي تخيم على العائلة فوجئنا بما يتم تناقله على منصات التواصل الإجتماعي من تناقل الشائعات المغرضة وتضخيم الحدث كان لابد من توضيح عدة أمور للرأي العام:
واوضحت “ان ما حصل مع فقيدتنا انها كانت تعاني من حالة نفسية وإضرابات عقلية أدى الى سقوطها بفناء المنزل يوم الجمعة مساءا بتاريخ 9-8-2019 على اثره تم نقلها الى مستشفى الجمعية العربية في بيت لحم وتم معاينة الإصابة والكدمات وتبين بوجود كسر في العمود الفقري والذي بدوره استدعى نقلها الى مستشفى بيت جالا الحكومي من أجل الحصول على التحويلة الطبية الى مستشفى آخر لأجراء العملية إلا أنه وبالكشف عن الحالة الصحية من قبل أكثر من طبيب مختص تقرر أنها ليست بحاجة الى إجراء العملية في الوقت الحالي لصغر سنها والاكتفاء بتناول الأدوية وبالرغم من التصرفات الخارجة عن الإرادة من جراء الحالة المرضية التي كانت تعاني منها استدعى خروجها من المستشفى من قبل العائلة واستكمال العلاج بالمنزل الا أنه وبعد خروجها لم تمكث كثير حتى وافتها المنية اثر تعرضها لجلطة وصلت الى المستشفى متوفية وتم نقل جثمانها الى معهد الطب العدلي في أبو ديس لتشريح الجثة وبانتظار نتائج التقرير الطبي والذي سيصدر عن الجهات الرسمية المختصة .
وتابعت العائلة، “في ذات الوقت فأن عائلة غريب في الوطن والشتات تشجب وتستنكر بأشد عبارات الشجب والاستنكار ما يتم تداوله على منصات التواصل الاجتماعي وتناقل الاشاعات وتراشق الإعلامي وتهويل وتضخيم الحدث وضرب نسيج الاجتماعي في العائلة، وإننا كعائلة سنقوم بملاحقة القانونية والعشائرية لكل من ينشر ادعاءات كاذبة حول ظروف وفاة الفقيدة وبذات الوقت نطالب الشرطة الفلسطينية والقضاء الفلسطيني باتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة لكل من يثبت عليه تهمة التشهير وبث الشائعات”.
بالمقابل، قالت مديرة مركز الارشاد النفسي والاجتماعي للمرأة وعضو الامانة العامة للاتحاد العام للمرأة الفلسطينية، خولة الأزرق، في حديث مع “نساء FM”، “من خلال عملنا في المؤسسة جمعنا بعض المعلومات حول ما حدث، وتبين أن إسراء لا تعاني من أي اضطرابات عقلية، وهي كانت تعمل في صالون تجميل معروف في منطقتها وكانت ماهرة في مهنتها، بينما لم يذكر المحيط بها انها تعاني من اضطرابات نفسية”.
وأوضحت انه في الكثير من الأحيان يلجأ الأهل الى هذا النوع من التشويه للتغطية على جرائمهم بحق الفتيات.
وقالت ” وصلتنا معلومات بانها تعرضت الى عنف من أسرتها، حيث كانت مخطوبة لشاب وتم انهاء الخطوبة بذرائع غير صحيحة وعلى أثر ذلك تعرضت للعنف”. وتابعت هناك بعض التعقيدات الصحية التي واجهتها لكن ليس بصدد ذكرها لأنها بحاجة الى تحقيقات أوسع وبانتظار تقرير الطب الشرعي.
وحول بيان العائلة ” قالت ان حوادث وجرائم قتل سابقة تم تغطيتها في مثل هذه البيانات التي تدعي ان المغدورة كانت تعاني من اضطرابات عقلية وهو أمر بحاجة الى تقارير طبية موثقة من جهات الاختصاص”.
وشدد إن ما يجري يستدعي الإسراع بسن قانون حماية الأسرة خاصة ان السلطة الفلسطينية انضمت الى اتفاقية “سيداو”، ليكون هناك إجراءات رادعة بحق المعتدين.
ورفضت النيابة والأجهزة المختصة تقديم أي معلومات إضافية لـ “نساء اف ام” عن طبيعة الوفاة بدعوى عدم استكمال التحقيقات. لكن على مواقع التواصل الاجتماعي بدأت القصة بالتفاعل عقب نشر صديقة للفتاة تفاصيل الظروف الأخيرة التي عاشتها اسراء عقب تعرضها للعنف الشديد من والدها واشقائها عقب خروجها مع خطيبها.
وبحسب ما نشرته صديقتها فان القصة بدأت حين تقدم شابا لأسرتها لخطبتها، وثم خرجت برفقة شقيقتها وبعلم والدتها للتعرف عليه بشكل أوسع بإحدى مطاعم المدينة، وقاموا بالتقاط فيديو قصير ونشرته على حسابها على الانستغرام، وثم قامت أحدى قريباتها التي شاهدة الفيديو بإخبار والدها واشقائها عن الفيديو الذي رافقه تحريضا شديدا على سمعة العائلة والفتاة بخروجها مع الشاب دون اكمال عقد القرآن. واضافت عقب ذلك قام والدها واشقائها بضربها بشكل مبرح، ورفضوا خطبة الشاب، كما اخبرتها اسراء بذلك. وتضيف صديقتها ” قد تكون اسراء فارقت الحياة اثناء محاولتها الهرب من العنف الذي تعرضت له حين قفزت من منزلها، أو بالسكتة القلبية كما يروج أهلها، لكن ثمة من أوقف قلبها بالاعتداء عليها والتحريض عليها منذ فترة طويلة”.
من جهتها، قالت مديرة جمعية تنمية وإعلام المرأة “تام” سهير فراج، في حديث مع “نساء إف إم” إنه من المؤسف انه يكون هناك عنفا يمارس بحق شاباتنا ونساءنا ويتم التحريض عليهن لقتلهن لأسباب مرفوضة تحت أي ذريعة، مضيفة حادثة وفاة اسراء تدفع الى ضرورة تسريع إقرار قانون حماية الاسرة من العنف لردع معنفِ النساء.
وأشارت الى أن إسراء وفق ما نشر من تسجيلات تشير الى انها تعرضت لعنف أسري وعنف مجتمعي قاهر أدى في نهاية المطاف الى مقتلها، بغض النظر عن سبب وفاتها الأخير الذي ما زال مجهولا.
وتحدثت فراج، ان هناك معضلة تواجه النساء اللاتي يتعرضن للعنف وهو غياب نظام التحويل الآمن، حيث يخشى الطبيب من تبليغ الشرطة أو الجهة المسؤولة خشية تعرضه للعنف من أسرتها إذا لم تقدم هي بنفسها الطلب. وحملت فراج مسؤولية وفاة إسراء الى أسرتها والمجتمع والحكومة التي تتباطأ بسن قانون حماية الأسرة، مما يعطي الفرصة للمجرمين بالاستمرار بجرائمهم بحق النساء.