إندبندنت: قلق في الغرب، السيسي لم يكن أبدا عامل استقرار بالشرق الأوسط
اعتبر مقال نشرته صحيفة إندبندنت البريطانية أن على الدول الغربية التي طالما راهنت على مصر السيسي كقوة لتحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط أن تعيد النظر في ذلك التقييم في ضوء الاحتجاجات الأخيرة التي شهدتها البلاد في أعقاب الفيديوهات التي بثها المقاول والفنان محمد علي والتي دعا فيها الشعب المصري للخروج في مظاهرات.
وأشارت الصحيفة في مقال للإعلامي بورزو دارغاهي إلى أن الدول الغربية قدمت الكثير من الدعم للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، حيث تقدر مبيعات الأسلحة لمصر من كل من فرنسا وأميركا بمليارات الدولارات، وهي أموال كان بالإمكان استخدامها لتخفيف معاناة الشعب المصري الذي يرزح تحت وطأة الفقر.
وأشار المقال إلى موافقة بريطانيا على صفقة لبيع السلاح لمصر تقدر قيمتها بحوالي 141 مليون جنيه إسترليني، وذلك نقلا عن “الحملة ضد تجارة الأسلحة”، وهي منظمة بريطانية ترفض الحرب.
وبحسب المنظمة، فإن الصفقة تتضمن أسلحة يمكن استخدامها لقمع حراك الشارع المصري.
الشعب ضاق ذرعا
ويرى الكاتب أن على العواصم الغربية أن تولي مزيدا من الاهتمام بما يعتمل تحت السطح في مصر بدل التركيز على إبرام صفقات السلاح مع نظام السيسي الذي أثبتت الأحداث الأخيرة هشاشته، بعد أن تسببت مقاطع الفيديو التي بثها محمد علي واتهم فيها السيسي بالفساد في خروج الناس إلى الشوارع مطالبين بسقوطه.
وأشار إلى أن المصريين من مختلف الطبقات بدؤوا يضيقون ذرعا بحكم السيسي الاستبدادي الذي تولى السلطة إثر انقلابه على الرئيس الراحل المنتخب محمد مرسي، والذي طبعت فترة حكمه مصادرة الحريات والتنكيل بمنتقديه ومعارضيه والزج بهم في السجون على مدى السنوات الست الماضية.
وبحسب الكاتب، لا تقتصر الاتهامات الموجهة للسيسي بالفساد على تلك التي تضمنتها مقاطع الفيديو التي نشرها المقاول المصري محمد علي وأشعلت فتيل الاحتجاجات خلال اليومين الماضيين، فقد اتهم الناشط المصري مسعد أبو فجر نظام السيسي بالفساد، وأشار في مقطع فيديو نشره في مواقع التواصل الاجتماعي إلى وجود فساد في تسيير عمليات الجيش في منطقة سيناء واتهم نجل السيسي محمود بالتورط في أعمال تهريب إلى قطاع غزة المجاور.
وأثارت تلك الاتهامات بالفساد غضب المصريين الذين يعيشون في ظل سياسات التقشف منذ سنوات في ظل الأزمات الاقتصادية التي تشهدها البلاد منذ تولي السيسي السلطة.
الشارع يغلي
ووفقا لإحصائيات مصرية، فإن نسبة الفقر في مصر زادت 5% خلال السنوات القليلة الماضية، وحسب تقديرات البنك الدولي فإن 60% من المصريين يعانون من الفقر.
وأورد المقال تعليقا للباحث المتخصص في الشؤون المصرية بمنظمة هيومن رايتس ووتش عمرو مجد الذي أكد أن المتابعين لما يجري في مصر خلال السنوات الأخيرة يدركون أن الشارع المصري يغلي.
وأضاف مجد أن “السيسي زعيم مستبد ويختلف كثيرا عن (الرئيس الأسبق) مبارك، ويعاني مشاكل نفسية وعاطفية حقيقية، الأمر لا يتعلق فقط بحكم البلاد وإنما بسعيه للتحكم المطلق”.
وخلص المقال إلى أن رهان الدول الغربية على نظام السيسي كعامل استقرار في مصر والمنطقة أسقطه التأثير المدوي لبعض فيديوهات غير محترفة، وأن على تلك الدول التوقف عن الرهان عليه.