بعد حرق بيتهم وتهديدهم بالقتل! عائلة من كفر قرع قرع تركت بيتها
قررت عائلة من كفر قرع مكونة من ثمانية اشخاص ترك بيتها بعد ان اقدم مجهولون بإطلاق وابل من الرصاص بإتجاه بيتهم وتكسير شبابيكه والقاء قنابل واضرام النيران بالمنزل والسيارات ، منذ اشهر، كذلك تلقي تهديدات بالقتل ومطالبة الأب بدفع مبالغ دون ان يعرف ما هي الأسباب لذلك.
في اعقاب ما تعرضت له العائة، اليوم تسكن في بيت مستأخر ببلدة اخرى، ومنذ بداية العام الدراسي الأبناء لا يذهبون الى المدرسة خشيةً على حياتهم، وفقط ابنة واخدة تذهب الى الدراسة بشكل سري بواسطة سفرية خاصة كي لا تتعرض للعنف، لا سيما ان العائلة قالت “رغم الوضع النفسي الصعب والتهديدات التي تلاحقهم، الا ان السلطة المحلية وكل الجهات المسؤولة يستهترون بالوضع القائم”.
الإبنة قالت :” كنت جالسة انا شقيقتي واخي في بيتنا بكفر قرع في ساعات الصباح، واذا بأشخاص يطلقون الرصاص بإتجاه بيتنا، لدرجة انه اخترق الغرفة التي كنا جالسين بها ومر من فوق رؤوسنا، عندها صرخت بأعلى صوتي، لكن مطلقي الرصاص استمروا، وصرخت مرة اخرى حتى غادروا المكان، لا سيما ان الرصاص كاد يقتلنا”.
ثم قالت:” الوضع خطير ومخيف جداً، وكل الوقت ونحن نعيش بحالة من الخوف والقلق، اذ اننا نتلقى تهديدات بالقتل ولا نعلم ما هو السبب. اليوم اخشى الخروج الى العمل والشارع، وحتى لو خرجت كل الوقت التفت يميناً وشمالاً لأطمئن بانني غير مطاردة، وفي كثير من الأحيان اقول لنفسي اليوم خرجت للعمل ولا اعلم ان كنت سأعود حية، فبأي لحظة يمكن قتلي او قتل اي فرد من افراد العائلة. حتى عندما اعود من العمل اطلب من والدي او والدتي ان ينظر احدهما في مدخل البيت كي اتأكد بان المنطقة بأمان”.
الإبنة واصلت حديثها:” لقد توجهت للسطلة المحلية في كفر قرع، وطالبت ان يهتموا بأمرنا عن طريق الرفاه الإجتماعي وقسم التربية والتعليم والمدارس والمفتشين، لكن لم نلمس اي تجاوب بل استهتار واضح وقد يكون هذا الإهمال نهايته القتل”.
من جانبه قال الأب:” لقد مرت علينا ظروف مؤلمة وقاسية، حيث اطلقوا الرصاص بإتجاه بيتنا واضرموا النيران بالبيت والسيارات والقوا علينا القنابل وهددونا بالقتل، وعندما اصبحنا بخطر كبير رحلنا من القرية وتركنا بيتنا، وتوجهنا للسكن في منطقة النقب مدة شهر، لكننا لم نتأقلم هناك، فقررنا البحث عن بلدة اخرى، وفيها نسكن ببيت مستأجر. حتى ونحن خارج البيت تم حرق بيتنا في كفر قرع مرة اخرى وسرقة ملابس العائلة واغراض اخرى، ولم يكن امامنا ما نفعله امام هذه الأعمال، لدرجة انني اخشى التوجه لمكان عملي وما زلت اذهب بطريقة سرية، كما طلبت من ابنتي عدم السياقة، وكل ذلك كي لا يتم قتلنا او التعرض لنا”.
وعن اسباب التهديدات قال:” لقد وقعت جريمة قتل في القرية، وهناك من حاول ربطنا في الجريمة، رغم انني ارفض العنف بكافة اشكاله، ولا اعرف ما هو السبب الذي يجعلهم يطاردوننا، ففي بداية الأمر تم تحراق سيارتين، وبعدها اطلقوا الرصاص بإتجاه البيت، وهذه الحوادث حصلت وافراد عائلتي في البيت، مما جعلنا نتخذ قرار الإنتقال في مكان اخر لنحمي حياتنا من الرصاص والقتل”.
الأب واصل حديثه:” لم نرى اي اهتمام لأبنائي من قبل الجهات المسؤولة مثل السلطة المحلية والرفاه الإجتماعي والتربية والتعليم، فمنذ بداية العام الدراسي ابنائي في البيت، ويخشون التوجه للدراسة بهذه الأوضاع، فقط بعد ان ارسلت لوزارة المعارف بدأت اتلقى مكالمات هاتفية لكن حتى هذا اليوم لم يجدوا لنا اي حلول ولا حتى متابعة الوضع النفسي لأبنائي للتخفيف عنهم، اذ تركوننا لوحدنا ونحن نعاني الخطر الذي يهدد حياتنا”.
الأب قال ايضا:” ابني البكر ايضا تعرض لتهديدات، وهو يسكن في مكان اخر، ويزور العائلة مرة كل اسبوع. قبل شهرين الشرطة حققت معه في اعقاب التهديدات، وحجزوا على هاتفه النقال الذي يحمل على ما يبدوا مكالمات مسجلة للتهديدات، وحتى هذا اليوم الشرطة لم تعيد الهاتف ولم تعتقل من يقف وراء هذه الأعمال. لا اعلم ما هو سر هذا التأخير”.
وتابع:”للأسف الشرطة ايضا لم تقم بواجبها، ومن هنا اقول اذا قتل اي فرد من افراد العائلة فأنني اوجه اصابع الإتهام للشرطة والسطلة المخلية وقسم الرفاه الإجتماعي وقسم التربية والتعليم، لأن هذه الجهات تعلم بالخطر والتهديدات وجميع العاملين فيها صامتة، فلو كنت من الأغنياء لكان التعامل بصورة مغايرة”.
تعقيب وزارة التربية والتعليم
وجاء تعقيب من وزارة التربية والتعليم:” الوزارة تدرك وتراعي احتياجات الطلبة واوضاعهم، وفي الوقت نفسه وبناءً على طلب الوالدين تم تسجيل الأبناء في المؤسسات التعليمية بكفر قرع، كما ان وزارة المعارف والسلطة المحلية في كفر قرع والسلطة التابعة للبلدة التي تسكن فيها العائلة سوف تقدم الخدمات اللازمة للأبناء من حيث التعليم، وبالنسبة للسفريات ايضا سيتم تنظيمها بعد ان يقوم الأب بترتيب الأوراق من حيث التسجيل في السلطتين المحليتين”.
تعقيب وزارة الرفاه الإجتماعي
وعقبت وزارة الرفاه الإجتماعي:” العائلة معروفة لدى خدمات الرفاه الإجتماعي، وكانوا على اتصال بهم في السابق. ندعوا العائلة التوجه لقسم الشؤون الإجتماعية وهي جاهزة لتقديم الخدمات اللازمة لها”.
تعقيب الشرطة
من جانبها قالت الشرطة:” الحوادث التي تعرضت لها العائلة قيد التحقيقات في هذه الأيام، وهناك خطوات يتم القيام بها بهدف اعتقال الضالعين وتقديمهم للقضاء. للأسف حوادث اطلاق الرصاص التي تحصل داخل البلدات العربية تكون خلفيتها خلافات داخلية التي تنتهي بعنف. الشرطة تعمل على مدار العام ضد من يتاجر بالسموم والسلاح، وهذه الخطوات تتم كل الوقت، اضافة الى تحقيقات اساسية ومهنية لحوادث اطلاق الرصاص من اجل اعتقال مشتبهين حتى الوصول للقضاء”.
ثم قالت الشرطة:” هذا النشاط الشرطوي سبب الى ضبط كمية كبيرة من الأسلحة داخل البلدات العربية، فمنذ بداية العام الحالي ضبط على يد الشرطة اكثر من 4000 قطعة سلاح واعتقل اكثر من 3,600 مشتبهين ضالعين باطلاق رصاص والتجارة بالسلاح، كما ان الشرطة تواصل تقديم الخدمات داخل المجتمع العربي وستواصل التحقيقات للوصول الى الحقائق”