حوالي 651 حالة ’’موت المهد الفجائي’’ خلال السنوات العشر الاخيرة
*هل بالإمكان تقليص احتمال موت المهد او الموت المفاجئ لدى الأطفال؟ مؤسسة “بطيرم” لأمان الأطفال ومؤسسة “عتيد” لمنع موت المهد الفجائي للأطفال تعرضان اهم التعليمات لتجنب هذه الظاهرة
بروفيسور فهد حكيم؛ اخصائي امراض الاطفال، الرئتين ومشاكل النوم: “أحد الابحاث الاخيرة يشير الى امكانيه وجود طفرة جينية متوفرة عند بعض الاطفال والتي قد تؤدي الى حدوث الموت السريري بسبب خلل ناتج عن قصور في نبضات القلب.
يعتبر المصطلح “موت المهد” الاكثر شيوعا لما يُسمى ايضا بظاهرة الموت الفجائي التي تحدث لطفل معافى وسليم، مما يعتبر ظاهرة لا يمكن تفسيرها لأسباب هذا الموت المفاجئ حتى بعد استكمال كافة الفحوصات والتحليلات التي أدت الى الوفاة. ويدور الحديث عن ارقام خيالية اذ انه وفي اسرائيل لوحدها تم رصد حوالي 651 حالة موت فجائي لأطفال اثناء نومهم خلال السنوات العشر الاخيرة. حتى اذا لم يكن بالإمكان منع مثل هذه الظاهرة، الا انه وبكل تأكيد يمكن تقليص احتمال حدوثها بشكل كبير من خلال تغيير بعض انماط وسلوكيات النوم للأطفال وكل ما يتعلق بأساليب النوم لدى الاطفال.
ويعتبر العامل الاساسي الذي يسبب ظاهرة الموت الفجائي لدى الرضع، وضع الطفل خلال نومه على البطن الامر الذي يزيد من احتمال الموت الفجائي بـ 4 أضعاف. وتشير المعطيات والاحصائيات ان اتباع توصيات الامان ووضع الطفل خلال النوم على ظهره سواء في ساعات الليل والنهار يقلص بشكل كبير ظاهرة الموت الفجائي بنسبة 70% .
وكانت التوصيات الاخيرة التي تم تعميمها في الولايات المتحدة الامريكية قد تحدثت ايضا عن الامتناع عن ترك الطفل للنوم على كل مسطح أيا كان ما عدا السرير وذلك بسبب الاحتمال للتعرض للموت المفاجئ نتيجة استلقائه على مسطح غير مستوي. وتنص التوصيات الحديثة عن الامتناع عن ترك الطفل للنوم في الكرسي المخصص للطفل” سلة الطفل – سال كال” او الترمبولينا، الأرجوحة او حتى في كرسي الامان المخصص للطفل اثناء السفر في السيارة.
وتشهد اشهر الشتاء ارتفاعا ملحوظا بحالات موت المهد المفاجئ لدى الاطفال بسبب التدفئة الزائدة. اذ ان الملابس الزائدة التي تهدف لتدفئة الاطفال او وضع أغطية سميكة لتدفئتهم تعرضهم للموت السريري. اضافة الى ذلك من المفضل الحفاظ على درجة حرارة للغرفة تتراوح ما بين 22 حتى 24 درجة. وتعتبر فئة الاطفال الخدج والاطفال حديثي الولادة الذين وُلدوا بوزن اقل والأطفال لأبوين صغيرا السن الاكثر احتمالا للتعرض لموت المهد او الموت المفاجئ.
عامل آخر من شأنه أن يزيد من احتمالات الموت المفاجئ عند الرضع وهي النوم المشترك مع الرضيع في نفس السرير. لذا فإن التعليمات هي بوضع الرضيع لينام في سرير لوحده في غرفة الاهل بجانب سريرهم خلال الستة أشهر الاولى.
النوم على فرشة طرية من شأنها أن تزيد من خطورة الموت المفاجئ 5 أضعاف مقارنة بالنوم على فرشة قاسية. لذا يفضل ان ينام الرضيع على فرشة مستقيمة وقاسية بزاوية لا تزيد عن اكثر من 10 درجات واستعمال غطاء سرير مشدود ومناسب لتغطية الطفل. كما من المهم ان نحافظ على بيئة نوم خالية من الاغراض اللينة مثل المخدات اغطية السرير الدمى واغطية الرأس.
وقالت أورلي سيلفينجر المديرة العامة لمؤسسة “بطيرم” لأمان الاولاد: “موت المهد هو ظاهرة مؤلمة لا يزال ينظر إليها من قبل الجمهور العام كقضاء وقدر. هذا اعتقاد خاطئ ، والواقع يدل على أن العديد من الحالات يمكن الوقاية منها، إذا تم اتباع إرشادات السلامة فقط. أقول للأهل ان لا يقولوا “لن يحدث هذا لنا” انما عليهم العمل لمنع ذلك. أفهم أنه في بعض الأحيان يختار الآباء التصرف وفقًا لراحتهم، لكن راحة الوالدين يجب ألا تمس سلامة الأطفال “.
وفيما يلي اهم النصائح والتعليمات لمؤسستي “عتيد” و”بطيرم” منعا لظاهرة موت المهد”:
تعتبر الرضاعة عاملا رئيسيا لمنع الموت المفاجئ اثناء النوم
عند وضع الطفل للنوم يجب تزويده باللهاية او المصاصة ووضعها في فمه على ان لا تكون مربوطة وذلك بعد ان يبلغ شهرا واحدا من العمر
المونيتور او جهاز المراقبة البيتي للطفل لا يمنع ظاهرة الموت المفاجئ
انكشاف الجنين والطفل للتدخين خلال الحمل وما بعده تزيد من خطورة الموت المفاجئ لدى الرضع. لذا من المهم عدم تواجد الرضيع في بيئة مدخنين.
هذا وفي حديث للبروفيسور فهد حكيم؛ اخصائي امراض الاطفال، الرئتين ومشاكل النوم. اضاف: “هذه الظاهرة تودي بحياه اكثر من ثلاثة الاف طفل بالعالم سنويا. و نحن كأهل بامكاننا ان نخفض نسبة حدوث هذه الحالات في بيوتنا.
لا شك ان التوصيات العالمية واهمها نوم الطفل على الظهر ادت لانخفاظ الحالات عالميا، واليوم نحن نعلم ان النوم على البطن ليس فقط يجعل الطفل يغرق بسبات عميق ولكنة قد يؤدي الى عملية تنفس الهواء الغير نقي نتيجة لإستنشاق الطفل الهواء الذي قد قام باخراجه من الرئتين بحالة الزفير، مما يؤدي الى ارتفاع بنسبة ثاني اوكسيد الكربون وبالتالي يؤدي الى حالة تسمم تمنع الطفل من الاستيقاظ وبعد مرحلة معينة لانقطاع بعمليه التنفس ومن ثم الى الموت، اذ لا يستطيع الرضيع بهذه المرحلة للأسف من الاستيقاظ لإنقاذ نفسه.
هنالك عده ابحاث علميه ما زالت تبحث عن المسببات للموت السريري واخرها نشر في شهر اوكتوبر 2019 بمجله NATURE العالميه، والتي تبين بشكل بارز امكانيه وجود طفرة جينية متوفرة عند مجموعة من الاطفال التي قد تؤدي الى حدوث هذه الحالة بسبب خلل ناتج عن قصور في نبضات القلب.
هذا البحث وغيره يشكلون نقلة نوعية بطريقة التعامل مع مثل هذه الحالات اذ اننا من الممكن مستقبلا ان لا نعالج فقط الوضعية في غرفة الطفل وكيفية نومه ولكن ايضا ان نعالج المشكله الاساسية التي قد تؤدي الى الوفاه.”
واضاف ايضا منوها الى دور المؤسسات الطبية والمستشفيات في التوعية لمنع مثل هذه الحالات اذ تقوم الطواقم الطبية في اقسام الولادة والرضع بشرح وافي عن هذه الظاهرة وحث الاهل على اتباع النصائح العالمية الهامة التي اثبتت نجاعتها بتخفيف الظاهرة بالاخص عندما نتحدث عن مجموعة الخدج، فهم معرضون بشكل خاص لظاهرة انقطاع النفس بسبب القصور بالنمو الدماغي.
واجبنا التوعية واعطاء النصائح لجميع الاهالي ومحاولة منع كل حالة .