إليك أيها الناخب الجتي، وجهة نظر: “الإنتخابات في الميزان”
ساعات قليلة تفصلنا عن موعد الانتخابات للسلطة المحلية في باقة الغربية وجت وفي مدينة الطيبة، فمراكز الاقتراع ستفتح أبوابها أمام المواطنين يوم الثلاثاء الموافق 26/11 صباحاً، متمنين أن نعيش في هذا اليوم على وقع عرس انتخابي، يخرج الجميع فيه راضين بما أفرزته الصناديق.
فالانتخابات واجب حضاري، وهي مرآة لهموم المجتمع كما تعدّ العمود الفقري والأرضية الصلبة التي يقف عليها كل جهد تنموي.
من أجل ذلك نجد جميع وسائل التواصل الاجتماعي والشوارع تعج بالشعارات والأسماء والصور حتى تداخلت معظم الشعارات التي يحاولون بها استعطاف الناخبين واستدراجهم للحصول على صوتهم. وسط ذلك أصبح المواطن الناخب في حيرة من أمره، فجميع الشعارات المرفوعة تحاكي طموحه، فلم يعد الناخب يميز بين هذا وذاك أو هذه القائمة أو تلك.
أخي الناخب أعلم بأن صوتك أمانة، فالناخب الذي نريد هو صاحب وعي ويقظة، لا تخدعه الدعاوى عن الحقائق، ولا تصرفه الأسماء عن المسميات، وهو لا يتأثر بالضجيج مهما كثر، ولا بالصراخ مهما علا، يعرف جيدًا أين يضع صوته.
وهو صاحب قدرة على التمييز بين الحسن والأحسن فهما لا يستويان عنده، يجتهد في تحري الصواب، ويعلم من هو خير للمصلحة العامة، فهو لا يقدم مصلحته الشخصية على المصلحة العامة، وهو أكبر من أن يبيع صوته مهما كان الثمن، وأجلّ من أن يغريه أحد بشيء مهما كانت قيمته، وهو الذي يختار مرشحه على أساس القدرة التي يتمتع بها والانتماء الحقيقي له، وليس على أساس الجهوية، أو القدرة المالية، أو العائلية… فالناخب يجب أن ينظر إلى المرشح الذي يريده بعيداً عن أي تأثير وأن يعلم أن يعطي الأمانة لمن يستحقها فمنتهى غايته أن يرضي مولاه، وأن يرى بلده في تقدم وارتقاء.
ولا ريب أن الوعي السياسي قد استيقظ في نفوس الناخبين، وأنهم اليوم أشد استعصاء على الراغبين في كسبهم فكلما انتشر التعليم انتشر معه الإحساس بالكرامة والنفور من الطرح الذي لا يليق، فإليكم اخواننا المرشحين سواء كانوا مرشحو رئاسة أو عضوية الذين سيشاركون في الانتخابات القادمة أن يعيدوا مراجعة قائمة حساباتهم بصورة شاملة وفقاً لرؤى ومواصفات تنسجم مع طبيعة التغيير المتجذر في قلوب الشباب والمزاج الشعبي العام المحيط بهذه الانتخابات.
وأول ما يجب فعله هو ضرورة تفريغ الخطاب من الشحنة العائلية والقبلية أو حتى تخفيفها، والغاية من ذلك ليس استقطاب ناخبين جدد أو دغدغة مشاعر الناخبين إنما الغاية إنهاء الخصومات والأحقاد والكراهية بين العائلات فكلنا عائلة واحدة وكلنا إخوة كما قال تعالى: ”واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا”.
أما الأمر الثاني الذي يجب فعله وهو ابتعاد المرشحين وقوائم العضوية عن النيل من الآخرين وذكر عوراتهم والتركيز على الجوانب الخلافية في البرامج الانتخابية بل قد يصل بأحدهم أن يبني كلمته في مهرجانه الانتخابي على سيئات المرشحين الآخرين وذكر أخطائهم وهذه الأشياء تصيب العملية الانتخابية بالعقم فيشمئز منها الصالحون المصلحون.
ومن هنا من على منبر “القبس” نقول: لم تكد تنتهي الانتخابات حتى تطفو على الساحة تبعاتها وتترك في النفوس آثارها، وما أكثر ما خلفت الانتخابات من حزازات وأحقاد، وما أكثر ما أفسدته من خلق، وضيّعت من مُثل، وأذلت من كرامات، وحتما ستنقضي هذه المعركة، فهل ستظل جروحها تنزف إلى حين؟
أخي الناخب لا تصدق كل ما يقال عن الانتخابات، فإن معركتها أشبه بالأمواج تذهب وتجئ، ترتفع وتنحسر، وما أكثر أن تكال فيها الاتهامات، حتى أنك لو صدقت كل ما يقال فيها وعنها لانتهيت إلى أن كل مرشح قد بذل لجميع الناخبين وعوداً وعهوداً، وأنه اشترى ذممهم جميعا!
فحسن الظن حسن الظن ولتقف الاشاعة عندك ولا تنشرها بل قف سداً منيعاً ضدها فأغلب المصائب مبداها كُليمة تحرق الأخضر واليابس فقد قال تعالى:” وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ، إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ، إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا”.
من أجل ذلك، فنحن في صحيفة وموقع القبس نشدد على أمور تم تمثل وثيقة شرف حرّي بكل مرشح أن يتحلى بها والتي تدعو إلى:
(المسِلمُ أخو المسلم) وصيانةُ هذه الرتبةِ الشريفةِ تتطلبُ منا:
– تحري الشفافيّة في الساحةِ الانتخابيّة للمحافظةِ على معتركٍ إنتخابيّ يتّصفُ بالنزاهة والنقاء والمنافسة الشريفة.
– المحافظة على سُلم أولوياتٍ رصين تعتليه مصلحةُ البلد العليا، ولذا يتوجب علينا الحفاظ على اجواءٍ تليقُ بأهلِ هذا البلد دونَ المساسَ بهدوئهم وأعراضهم ومشاعرهم. وبعيدة عن التوتر والاستفزاز والعنف بشتى أشكاله.
– استخدام الدعاية الانتخابية بما لا يشوّب من جماليّة القرية وجودة بيئتها خلال الحملة.
– تنقيّة المعركة الانتخابية من كُلِّ الترسبّاتِ العائليّة والحمائليّة وتبعياتها.
ولأننا ندرك بأن الانتخابات يوم وأخوتنا دوم، ندعوكم اخوتنا المترشحين تبنّي ما ذُكر والتعهد من أجل وضع اللبنة الاولى معا للارتقاء نحو الأفضل.
طاقم التحرير