الأخبار الرئيســـيةصحّة وأسرةقبسات إخبارية

ظاهرة التعب المزمن لدى المتعافين من فيروس كورونا COVID-19

ها نحن نعيش في ظل وباء كورونا منذ أكثر من عامين، وإحدى أكثر آثاره المسببة للقلق هي العدد الكبير للأشخاص الذين ما زالوا يعانون من العديد من الأعراض المزعجة حتى بعد مرور أشهر على اجتيازهم للمرحلة الشديدة من المرض. تسمى هذه المجموعة من الأعراض بـ Long-COVID وتشمل التعب، آلام العضلات، ضعف حاستي الشم والتذوق، ضيق التنفس والسعال، الأعراض العصبية الإدراكية مثل الصداع وصعوبة التركيز وضعف الذاكرة، الأعراض النفسية مثل الاكتئاب والقلق ومجموعة واسعة أخرى من الأعراض.

دون شك، فأن التعب المفرط هو الشكوى الأكثر شيوعًا. حيث يشكو المرضى من شعور بالثقل يصاحبهم طوال اليوم وإرهاق شديد بعد بذلهم لأي جهد خفيف. غالبًا ما يكون هذا مصحوبًا بتدني كبير في جودة النوم. وكل هذا يؤثر بشكل كبير على مستوى الأداء اليومي للمرضى وعلى جودة حياتهم الأمر الذي يسبب لهم إحباطًا كبيرًا.

إذن ما الذي يسبب استمرار هذه الأعراض بعد الشفاء من المرض واجتياز مرحلة الخطر؟ ليست لدينا إجابة قاطعة، ولكن من المعروف أن هذه الأعراض تنجم عن عدة آليات، أهمها حالة مستمرة من التعرض للالتهابات.

حقيقة أن بعض المرضى سيصابون بأعراض طويلة الأمد بينما لا يصاب البعض الآخر، تعتمد على الأرجح من بين أمور أخرى، على عمر المريض، الأمراض السابقة والاستعداد الوراثي.

إذن، هل يمكن معالجة هذه الأعراض أو الوقاية منها؟ إن أكثر الوسائل فعالية للوقاية من Long-COVID  هي منع الإصابة بالفيروس أساسًا، عن طريق الالتزام بارتداء الكمامة، الحفاظ على نظافة اليدين والحصول على التطعيم.

يزيد المرض الأولي الشديد من احتمال الإصابة بالأعراض طويلة الأمد، مما يؤكد على أهمية الحصول على التطعيم. تشير البيانات المتوفرة اليوم إلى أن التعب والأعراض طويلة المدى الأخرى قد تتحسن بعد التطعيم.

يعتبر علاج التعب المفرط وآثاره الجانبية أمرًا صعبًا، ولكنه ممكن بالتعاون المناسب بين الطبيب والمريض.

في عيادة المتعافين في كلاليت في لواء القدس، نحاول تحديد المشاكل المختلفة وتقديم تقنيات سلوكية للتعامل معها.

أحد المكونات الرئيسية للعلاج هو النشاط الجسدي المتدرج، المنظم والملائم خصيصًا لكل مريض. يمكن إحالة المرضى عند الحاجة للعلاج الطبيعي والعلاج الوظيفي وغيرها. كل هذا بالطبع بعد إستبعاد وجود أمراض أخرى يمكن أن تتسبب بذات الأعراض. كما نشجع المرضى أيضًا على الحفاظ على نظام غذائي متوازن والإلتزام بشرب الكثير من الماء خلال اليوم.

د. إيجال شوارتزمان، أخصائي طب العائلة

ومدير عيادة المتعافين من كورونا في خدمات الصحة كلاليت في لواء القدس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى