قراءة القرآن.. إجعل لنفسك حزبا تقرأه كل يوم، وحاول أن لا تخل به!
إجعل لنفسك حزبا تقرأه كل يوم، وحاول أن لا تخل به!
واجعل قراءتك مثل ما كان يقرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم : كانت قراءته ترتيلا ، لا هذا ، ولا عجلة ، بل قراءة مفسرة حرفا حرفا ، وكان يقطع قراءته آية آية ، وكان يمد عند حروف المد ، فيمد الرحمن ، ويمد الرحيم!
فعن أم سلمة رضي الله عنها قالت : كان الرسول صلى الله عليه وسلم ، يقطع قراءته آية آية ، (الحمد لله رب العالمين ) ثم يقف (الرحمن الرحيم ) ثم يقف ! حديث صحيح رواه الترمذي والحاكم ..
ومن أراد ان يحفظ كتاب الله ، او بعض أجزاءه ، او بعض سوره ، فليقرأ على مهل وتؤدة وتأن ، فإن ذلك أيسر للحفظ ، وأعون على فهم القرآن !
وهذا كان دأب الصحابة والتابعين وتابعيهم من بعد رسول الله ، فقد ذكر صاحب حلية الأولياء ان عبد الله بن عباس رضي الله تعالى عنهما كان يفعل ذلك ، فيما ذكر عن ابن أبي مليكة ، قال : (سمعت ابن عباس من مكة إلى المدينة ومن المدينة إلى مكة ، وكان يصلي ركعتين ، فإذا نزل قام شطر الليل ، ويرتل القرآن يقرأ حرفا حرفا ، ويكثر في ذلك من النشيج والنحيب ).. كان إذا يقرأ👇
حرفا حرفا دون عجلة حتى يتدبر ، ومتى تدبر القارئ فقد فهم ، ومتى فهم وجب ان ينقل لغيره وللمسلمين ما فهم ،
أرأيتم لماذا لقب رضي الله بترجمان القرآن ؟
واليوم نرى الناس (خاصة في المساجد) يقرؤون القرآن كثيرا ، ولكن مع الحسرة لا نكاد نرى أثرا لما يقرؤونه في سلوكهم ، إلا من رحم ربي !
فيا أخي لا تقرأ قراءة المتعجلين ، يتسارعون ويسابقون في ختم القرآن !
فهذا ما يريده الشيطان من القارئ ، أي ان يمر على الآيات سريعا، حتى يفوت خيرها ، ولكي يحرم بركتها ، ولا يقطف ثمارها ، فلا يزداد بها إيمانا ، ولا يبكي وجلا ، ولا يمضي عملا ، فهل تستسلم له ؟
إن القرآن هو دستور الأمة (هو والسنة ) ، وأول مصادر التشريع ، وهو كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما أخرجه مسلم والنسائي والترمذي والدارمي وأحمد ، عن أبي مالك الأشعري : والقرآن حجة لك أو عليك ) صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم..
اللهم اجعلنا ننتفع بما نتلوا ، ونعمل به ، اللهم آمين..
نعيم ابو عصبة: إمام مسجد الشافعي جت