طبيبان يحذّران من فرط كوليسترول الدم .. ويؤكّدان: “اكتشافه مبكّرًا يساعد في تجنّب مضاعفاته الخطيرة”
في ظل غياب التوعية الكافية حول “فرط كوليسترول الدم”، يواجه الأفراد مخاطر صحية كبيرة قد تؤدي إلى مضاعفات خطيرة، لهذا أصبح من الضروري فهم مخاطره وكيفية الوقاية منه. للحديث أكثر حول هذا المرض استضاف برنامج ” الموجة المفتوحة ” على قناة هلا الفضائية، الدكتور رياض طاهر اخصائي الغدد الصماء والسكري في رمبام والدكتور رامي يونس مختص في طب العائلة.
“نسبة عالية من المرضى”
وقال د. رياض طاهر في مستهل حديثه لموقع بانيت وقناة هلا: “التعريف بفرط كوليسترول الدم يرتبط بجيل المريض والحالات المرضية المصاحبة له. في الولايات المتحدة، يعاني حوالي 53% من الناس من فرط كوليسترول الدم، لكن فقط 50% منهم يتلقون العلاج، ومن بين هؤلاء، فقط 35% يحققون مستويات الكوليسترول المطلوبة. هذا يشير إلى الحاجة الملحة لتعزيز التوعية حول الحالة. في مجتمعنا العربي، تفتقر الإحصائيات إلى الدقة والوضوح، لكننا نلاحظ من خلال بيانات صندوق المرضى “كلاليت” أن هناك نسبة عالية من المرضى. في المجتمعات التي تعاني من حالات مرضية متزايدة، يكون هناك أيضًا ارتفاع في نسبة فرط الكوليسترول وظهوره في جيل مبكر، مما يعرضهم بشكل أكبر لمشاكل صحية ناتجة عن هذه الحالة”. ومضى قائلا: ” كل شخص بعد بلوغه سن الثامنة عشر يجب أن يقوم بفحص دم روتيني يشمل قياس مستويات السكر والدهون. بناءً على نتائج الفحص، يحدد الطبيب ما إذا كان يحتاج إلى علاج ويحدد وتيرة الفحوصات الدورية المستقبلية. الأشخاص الذين يعانون من حالات مثل جلطات قلبية سابقة، أو المدخنين، أو المصابين بالسكري، ينبغي عليهم إجراء فحوصات دم سنوية. إذا تم اكتشاف ارتفاع في مستوى الكوليسترول وبدأ الشخص العلاج المناسب في الوقت المناسب، يمكن أن يمنع أو يؤجل حدوث الجلطات الدماغية أو القلبية لسنوات عديدة. في نهاية المطاف، تحدث الجلطات الدماغية نتيجة لتصلب الشرايين المرتبط بمستويات الكوليسترول في الدم على مدى الحياة. لذا، فإن بدأ العلاج في سن مبكرة يساعد في تقليل تراكم الكوليسترول في جدران الأوعية الدموية، مما يساهم في تأخير ومنع حدوث الجلطات في بعض الحالات”.
“العلاجات المتاحة”
وأشار د. رياض طاهر الى “ان الشخص المصاب بهذا المرض يستطيع ان يعالجه بواسطة اتباع نمط غذاء صحي يساهم بتخفيض مستوى الكوليسترول في الدم، وهذا الامر يتعلق بالفحوصات التي يجريها، بينما القسم الاخر من المرضى يكون بحاجة الى تناول دواء. الخبر الجيد هو أن تنظيم مستويات الكوليسترول يمكن أن يكون بسيطًا من خلال تناول حبة دواء واحدة يوميًا، والتي تكفي لتقليل مستويات الكوليسترول السيء في الدم. لكن هناك بعض الأشخاص لا يتحملون الدواء ونسبتهم ضئيلة، لهذا تتوفر أيضًا خيارات علاجية حديثة مثل الحقن التي توفر نتائج فعالة في خفض مستويات الكوليسترول السيء”.
“مرض صامت”
من جانبه، قال د. رامي يونس مختص في طب العائلة: “هناك أهمية كبرى لان يكون هناك تعاون بين الطبيب العادي والمختص، خاصة وأن المرضى غالبًا لا يشعرون بالأعراض المبكرة للمرض. ولذلك، يكمن الأمر الأهم في الكشف المبكر عن الحالة وعلاجها بأسرع وقت ممكن. يتوجه المرضى عادةً إلى طبيب العائلة لطلب إجراء فحص دم روتيني، وبناءً على نتائج فحص الكوليسترول العامة في الجسم، يمكن للطبيب تقييم الحالة وتحديد العلاج المناسب الذي يحتاجه المريض”. وأكد د. رامي يونس، انه “للأسف، لا يظهر فرط كوليسترول الدم أعراضًا واضحة، مما يجعله مرضًا صامتًا وخطيرًا. تكمن خطورته في أنه قد يؤدي إلى جلطات قلبية وسكتات دماغية، والتي يمكن الوقاية منها من خلال الكشف المبكر. يتطلب الأمر متابعة منتظمة مع طبيب واتباع نظام غذائي صحي، خاصةً للأشخاص الذين لديهم خلفيات مرضية. اكتشاف المرض في الوقت المناسب يمكن أن يساعد في تجنب المضاعفات الخطيرة”.