مقالة: نحن إلى الفرج أقرب فأبشروا
الشيخ كمال خطيب
هذه هي المقالة الأولى التي أكتبها منذ 14 أيار 2021، اليوم الذي تمّ فيه اعتقالي من قِبل وحدة “اليّمام/ימ׳׳ם״، وهي التي باتت تمثل وحدة الخطف والاغتيال في قوات “حرس الحدود” الصهيونية. حيث اعتقلت لمدة 37 يومًا، ثم كانت إجراءات المحاكم التي قضت ظلمًا بمنعي من الكتابة والخطابة واستخدام الانترنت، وحتى منعي من الالتقاء والتواجد في أيّ تجمع يزيد عدد الحاضرين فيه على 15 شخصًا. هذه القيود الظالمة التي استمرت من يوم إطلاق سراحي في 20 حزيران 2021 وحتى 3 تشرين أول 2021. ذلك الاعتقال الظالم الذي وقف خلفه رئيس الحكومة الإسرائيلية يومها بنيامين نتنياهو، والذي كان صرّح خلال زيارته لمدينتيّ اللد وعكا يوم الثلاثاء 11 أيار 2021 على خلفية الأحداث المشروعة التي شهدها الداخل الفلسطيني انتصارًا ودفاعًا عن المسجد الأقصى وأهلنا في الشيخ جراح، ما عرفت لاحقًا بـ “هبة الكرامة”. ومن هناك كان تصريح نتنياهو الواضح لما قال: “إنني أوعزت للشاباك للضرب بيد من حديد كل المحرضين”. وكان ذلك بعد يوم واحد من يوم الرباط المبارك في المسجد الأقصى، يوم 28 رمضان 1442 وفق 10 أيار 2021، والذي تشرفت بالمشاركة فيه واعتكافي تلك الليلة في المسجد الأقصى ثم كلمتي في مؤازرة وتثبيت الشباب المرابطين هناك، بعد أن تمّ الاعتداء عليهم بدون أي مبرر بقنابل الغاز والصوت والرصاص المطاطي داخل المسجد القبلي وفي ساحات المسجد كله، وإصابة المئات منهم. وقد تبع ذلك التهديد من نتنياهو، رسالة نصية تصلني على الهاتف -كما وصلت إلى كثيرين غيري- مفادها “مرحبًا، لقد تم تشخصيك كمن شاركت في أعمال عنف في المسجد الأقصى، سوف نقوم بمحاسبتك”، وكان ذلك بتوقيع المخابرات الإسرائيلية.
بعد يومين، أي عصر جمعة اليوم الثاني من أيام عيد الفطر 14 أيار 2021، كان الاعتقال، بل كان الاختطاف وتداعياته التي من خلالها فإنني أسجل هذه الملاحظات:
تحية لأهلي في كفركنا
كفركنا بلد شهيد يوم الأرض “محسن طه” وبلد شهيد هبة القدس والأقصى “محمد خمايسي”، بل بلد الشهيدة “آمنة دقدوقي” التي ارتقت خلال اجتياح جيش الاحتلال الإنجليزي لكفركنا، تبعها شهداء كثر ارتقوا عبر تاريخ كفركنا المشرف في الدفاع عن الدين والوطن والهوية. شباب كفركنا الذين كان المئات منهم يشاركون في الرباط المبارك في المسجد الأقصى يوم 28 رمضان، الموافق 10 أيار 2021، وأصيب العشرات منهم بالرصاص المطاطي والاختناق بالغاز، هؤلاء الذين أعتدي عليهم وسفك دمهم وهددت حياتهم وارواحهم لمجرد أنهم وقفوا بكافة انتماءاتهم العائلية والحزبية والدينية، لا أقول تضامنًا معي فقط، وإنما انتصارًا للمسجد الأقصى الذي كانت كل الأحداث تدور حوله ولأجله، وتنديدًا بذلك الاقتحام الغاشم في وضح النهار، وفي يوم الجمعة، وفي أيام العيد المبارك ثم عملية اقتحام بيتي واختطافي.
ومع أول ساعة من التحقيق معي من قِبل رجال المخابرات في معتقل “الجَلَمة”، وإذا بأحدهم يقول لي: “انبسط فقد جرح ثلاثون شابًا في كفركنا من تحت راسك”، وبعد عشر دقائق دخل آخر وقال: “انبسط فقد قتل في كفركنا خمسة شباب وأنت السبب في قتلهم”. وكان من الواضح أنها وسيلة ضغط نفسي كجزء من التحقيق السافر السافل الذي مورس ضدي. نعم لقد انتابني قلق بعد تلك المزاعم رغم قناعتي بكذبهم، ولم يطمئن قلبي إلا بعد دخول المحامين عليّ منتصف تلك الليلة، ونفي ارتقاء الشهداء في البلدة. لكنهم أكدوا لي أن عدد الإصابات قد تجاوز الثمانين، فتحية حب وقبلة وفاء على جبين كل من انتصر للمسجد الأقصى من أبناء كفركنا خصوصًا وأبناء شعبنا في الداخل الفلسطيني عامة من قرية طوبا شمالًا وحتى قرية عرعرة في النقب جنوبًا. وأسأل الله سبحانه أن تكون كل قطرة دم أو حبة عرق أو دمعة عين سالت من أي شاب، أو شيخ، أو طفل أو امرأة لعنة على من كان سببها، ونورًا لصاحبها وكفّارة لذنبه وصحبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
ثوابتنا ليست محل مساومة
خلال جلسات التحقيق معي في أقبية المخابرات، بل ومن يوم أن اُطلِقَت الصرخة المدوية “الأقصى في خطر” يوم 8 تشرين اول 1996، فإنّ موقفنا وثوابتنا في المسجد الأقصى لم ولن تتغير حتى نلقى الله سبحانه. إنه المسجد الأقصى المبارك وبكل مساحته 144 دونما، وبكل جدرانه وأبوابه وأرضه وسمائه، وبكل حبة تراب فيه، فإنها حق خالص للمسلمين، وللمسلمين وحدهم وليس لليهود حق في ذرة تراب واحدة فيه. وإنّ الحائط المعروف بحائط البراق، هو جزء لا يتجزأ من المسجد الأقصى المبارك. هذه ثوابتنا في المسجد الأقصى لم تتنازل الأمة عنها خلال الاحتلال الصليبي، ولن تتنازل عنها خلال الاحتلال الصهيوني. هذا ما أجبت به ضابط المخابرات وقد سألني عن موقفي من حقٍ مزعوم لليهود في المسجد الأقصى، فكان جوابي إنه المسجد الأقصى وليس جبل الهيكل. هذا موقفي، كنت وما زلت وسأظل عليه حتى ألقى الله تعالى، لأنّ ثوابتنا ليست محل مساومة.
ربّ السجن أحبّ إليّ
إنه السجن، طالما اتخذه الطواغيت وسيلة لإذلال وكسر إرادة ومعنويات من يخالفهم الرأي أو من يقول في وجوههم كلمة حق. فبالسجن هدّد فرعون موسى لما قال له: {قَالَ لَئِنِ ٱتَّخَذْتَ إِلَٰهًا غَيْرِى لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ ٱلْمَسْجُونِينَ}. الشعراء\29. وبالسجن هدّدت امرأة العزيز يوسف عليه السلام: {وَلَقَدْ رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ ۖ وَلَئِن لَّمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونًا مِّنَ الصَّاغِرِينَ} يوسف \23. وإنه السجن كان أحد مخططات كفار قريش ضد رسول الله صلى الله عليه {وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ ۚ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ ۖ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ} الأنفال\ 30. وإنه السجن طالما كان وسيلة الجبابرة لمحاربة كل من خالفهم الرأي فزجوا فيه بالأخيار والعلماء والصالحين، وخلف قضبانه قد زُجّ بأربعة آلاف وخمسمائة أسير فلسطيني، وفيه ما يزال يقبع أخي فضيلة الشيخ رائد صلاح. وإنه السجن نالني شرف الزج بي فيه، في محاولة لترهيبي وتخويفي وعقابا لي على صدعي بكلمة الحق فيما يخصّ ثوابتنا العقائدية والوطنية، في مقدمتها وحدانية حقنا في المسجد الأقصى المبارك، لكن وكما قال يوسف عليه السلام {رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ} يوسف\33، وكما قال فضيلة شيخنا الدكتور يوسف القرضاوي:
ضع في يديّ القيد ألهب أضلعي.. بالسوط ضع عنقي على السكين
لن تستطيع حصار فكري ساعة.. أو نزع إيماني ونور يقيني
فالنور في قلبي، وقلبي في يدي ربّي، وربّي ناصري ومعيني
سأعيش معتصمًا بحبل عقيدتي.. وأموتُ مبتسما ليحيى ديني
أنا على دين يوسف عليه السلام، وعلى خطى فضيلة شيخنا يوسف القرضاوي، سواء كان ذلك سجن فرعون مصر ذلك الزمان، أو في هذا الزمان، أو فرعون إسرائيل.
تحية لأخي الشيخ رائد في عرينه
خلال جلسات التحقيق معي من قِبل ضابط المخابرات في معتقل الجلمة، كان هؤلاء يحاولون استفزازي بالقول: “قريبًا ستكون مع زميلك رائد صلاح”. فكان لا بُدّ لهذا من ردٍ يناسبه، فكنت أضع يدي على رأسي وأقول له “يشرفني أن أكون مع أخي فضيلة الشيخ رائد صلاح”، فكان يقول: “إنه رائد صلاح!” فأجيبه “إنه أخي فضيلة الشيخ رائد صلاح”. متمثلا بحديث الرسول ﷺ: “من ردّ عن عرض أخيه، ردّ الله عن وجهه النار يوم القيامة”، وقوله ﷺ: “وما من أحد ينصر مسلمًا في موطن ينتقص فيه من عرضه وينتهك فيه من حرمته، إلا نصره الله في موطن يحبّ فيه نصرته”. فتحية وألف تحية لأخي فضيلة الشيخ رائد، شيخ الأقصى ذلك الأسد والبطل في عرينه، ذاك الثابت في زمن النكوص والتميّع والزحف على البطون، يتمتع بها البعض، بل ويتقنها كما يتقن البهلوان دوره على خشبة المسرح. ويوم 13 ديسمبر القادم، أو قريبا منه، فإننا على موعد بأذن الله مع تحرر الشيخ رائد صلاح وخروجه من السجن مرفوع الرأس منتصب القامة.
مع طيف الشهيد مرسي في الزنزانة
في اليوم الثالث من اعتقالي، جاء أحد السجانين إلى زنزانتي قائلا: “هل تريد مصحفًا؟”، ليس أنّ جوابي كان نعم فقط، وإنما كان بشعور غامر من السعادة أن يكون بين يديّ ومعي المصحف الشريف، خاصة وأنّهم يجردون الأسير عند دخوله من كل حاجياته، حتى لو كان مصحفًا في جيبه أو مسبحة أو ساعة اليد. فلما جاءني السجان -وكان من أبناء الطائفة الدرزية- بالمصحف الشريف، قبّلت المصحف وتذكرت ما حصل مع الرئيس الشهيد محمد مرسي، يوم اعتقله رجال السيسي الدموي الانقلابي. حين كان في زنزانته، طلب من السجان مصحفا، فأتى له به، وبعد قليل جاء الضابط المسؤول وسحب المصحف الشريف من بين يديه قائلا “إننا سنحرمك قراءته”، فردّ عليه الشهيد بابتسامة فيها معاني الشفقة قائلا “يا ابني أنا احفظ المصحف الشريف عن ظهر قلب، وهو في صدري ورأسي منذ ثلاثين سنة وإنما أردت فقط أن أقبّله”. أسأل الله عز وجل أن يتقبل الرئيس الشهيد محمد مرسي في الشهداء والصالحين. وكم أسعدني لما خرجت من السجن وعلمت أن عائلته من خلال ابنه أحمد قد أصدرت بيانا فيه تتضامن معي يوم اعتقالي، ثم أصدرت بيانًا آخر تهنئني فيه يوم أطلق سراحي. رحم الله الشهيد مرسي وابنه عبدالله، وثبّت الله على الحق زوجته وعائلته، وأسأل الله أن يجمعنا وإياهم على حوض سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، وأسأله سبحانه أن ينتقم مِمن انقلب عليه وسجنه وقتله. أسأل الله للسيسي أن يتمنى الموت فلا يجده جزاء وفاقًا بما كسبت يداه الآثمتان مما فعله بهذا الرجل الصالح.
رؤيا الفرج ورؤيا تأخره
كنت من اللحظة الأولى لاعتقالي مدركا أنّ الاعتقال هو بدوافع سياسية وليس له أيّ مبررات أمنية، وكنت مطمئنًا وواثقًا بأنه لن يكون إلا خيرًا. وفي ليلة من الليالي الأولى لاعتقالي -مع انها حالات قليلة جدًا رؤية المنامات عندي، ونادرًا ما اذكر ما رأيت في منامي- فقد رأيت فيما يرى النائم أنني في زيارة لقرية العراقيب في النقب وفي ضيافة شيخها الجبل الصامد الشيخ “صياح الطوري” -هذه القرية التي هدمت قريبا من 200 مرة- وبعد الزيارة، وحيث جمع كبير من الناس في المكان استأذنت الشيخ صياح للمغادرة قائلًا له إنني مضطر للمغادرة لالتزامي بموعد في مدينة باقة الغربية”، وإذا بالشيخ صياح أكرمه الله، يُقسم عليّ بالبقاء قائلًا: “وكيف تغادر وقد أعددت لك ولمن معك طعامًا هو عجل مشويّ”، فلم يكن عندي خيار إلا البقاء والأكل في خيمته العامرة. واستيقظت من نومي على تلك الرؤيا. في الصباح وقد تذكرت جيدًا -على غير العادة- ما رأيته في منامي، لأجد أن ذكر العجل المشوي في القرآن الكريم قد ورد في موضعين في قصة سيدنا إبراهيم عليه السلام، وفي كل مرة منها كان يرد ذكر الفرج والبشارة، كما في قوله تعالى {فَرَاغَ إِلَىٰ أَهْلِهِ فَجَاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ، فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ قَالَ أَلَا تَأْكُلُونَ، فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً ۖ قَالُوا لَا تَخَفْ ۖ وَبَشَّرُوهُ بِغُلَامٍ عَلِيمٍ} الذاريات \29-28. والموضع الثاني {وَلَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَىٰ قَالُوا سَلَامًا ۖ قَالَ سَلَامٌ ۖ فَمَا لَبِثَ أَن جَاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ، فَلَمَّا رَأَىٰ أَيْدِيَهُمْ لَا تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً ۚ قَالُوا لَا تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَىٰ قَوْمِ لُوطٍ، وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِن وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ} هود\ 69-71. لقد زادتني هذه الرؤيا ثقة بالفرج والافراج، حتى كانت رؤيا أخرى بعد ليلتين اثنتين رأيتني فيها أسير في طريق بينما يقف عن بعد جمع من الناس ينظرون إليّ ويلوّحون بأيديهم وكأنهم ينتظرونني، لأفاجأ خلال سيري بأن ذراعًا لرافعة من تلك التي تضخ الاسمنت -الباطون- إلى الأماكن المرتفعة، وقد سقط ذراعها قاطعًا عليّ الطريق للوصول إلى من كانوا ينتظرونني. وفي الصباح قلت في نفسي سيكون الفرج والإفراج إن شاء الله، لكن معوقات تسبق ذلك وتؤخره، وهذا ما كان وتحقق بعد 37 يومًا والحمد لله رب العالمين.
نحن الى الفرج أقرب فأبشروا
كم كانت المفاجأة عظيمة ومعها كان التفاؤل أعظم وأنا أستمع إلى المحقق من ضباط المخابرات يسألني عن سبب تكراري الكثير لعبارة “نحن إلى الفرج أقرب فأبشروا” وما قصدي من وراء ذلك. لقد ابتسمت والله واطمئن قلبي لما عرفت أن تفاؤلي يقلقهم وأنّ استبشاري بالمستقبل يزعجهم، خاصة بعد جوابي لضابط المخابرات أن قصدي في ذلك هو يقيني أن دوام الحال من المُحال، وأنّ الأيام دُولٌ، يومٌ لك ويوم عليك، وأنّ القويّ لن يبقى قويا إلى الأبد، وأن الضعيف لن يبقى ضعيفًا إلى الأبد، وإذا به يهزّ رأسه قائلا: “لا، إنّ قصدك فيما تكتب هو زوال إسرائيل!”.
يوم تحررت من السجن والحمد لله، وعلى مدخل بيتي في قريتي ومسقط رأسي “العزير” -قد تمّ إبعادي عن قريتي كفركنا مدة 45 يوما- توجهت للإخوة الذين استقبلوني شاكرًا إياهم في كلمات معدودات لم تتجاوز مدتها 70 ثانية، اعتذرت فيها عن عدم الكلام بسبب القيود التي فرضت عليّ قائلا: “إنْ كنت دخلت السجن بعزيمة 70٪، فإنني خرجت من السجن بعزيمة 170٪ والحمد لله”. لقد كانت هذه الكلمات سببا في إعادة التحقيق معي في مركز الشرطة بعد أيام من تحرري متهمين اياي بالإخلال بشروط إطلاق سراحي، وعليه، فقد تم فرض عقوبة جديدة هي زيادة مدة القيود 15 يوما أخرى، مع فرض غرامة بمبلغ 10 الاف شيكل -ما يعادل 3000 دولار.
إنني اليوم أعود لأكرر ما قلته يومها أنني والحمد لله وإن كنت دخلت السجن الظالم متشرفا ومعتزا بموقفي المناصر والمدافع عن شعبي وقضيتي ومقدساتي وفي مقدمتها المسجد الأقصى المبارك، فلئن دخلت وعزيمتي 70٪، فإنني اليوم ماضٍ على ما انا عليه بعزيمة 700٪، مرددًا قول الشاعر:
ما شابَ عزمي ولا حَزمي ولا خُلُقي.. ولا ولائي ولا ديني ولا كرمي
وإنما اعتاد شعري غير صِبغته.. والشيبُ في الشَعر غير الشيب في الهِمَمِ
نحن إلى الفرج أقرب فأبشروا.
رحم الله قارئا دعا لنفسه ولي ولوالديّ بالمغفرة
والله غالب على أمره، ولكن أكثر الناس لا يعلمون.