مقالة: مسرح الحياة (محمد عبد الرحمن أبو فول)
التمثيل “فنٌّ” له قيمته ودوره الهام وخاصّة إذا كان يعالج قضايا تهمّ مجتمعًا متعلّمًا ومثقفًا. ومن خلال هذا العلم المسمّى “تمثيل” يمكن الوصول إلى ما يريده الأهالي من توعية، هذا الفن مقبول وجيّد ومعقول وبحاجة إلى تنشيط وتفعيل، ونباركه، فهو يؤدي خدمات تعجز علوم أخرى عن تأديتها.
ولكن هناك نوع آخر من التمثيل، ليس بحاجة إلى مسارح خشبية وقاعات مكيّفة وأضواء بالألوان أو ملابس تتغيّر مع تغيّر كل مشهد، يُراد تمثيله. فهذا النوع من التمثيل للأسف منتشر هذه الأيام، وهو بين قوسين و”بالفلاحي” (الكذب).
وهذا النوع من التمثيل هو الحضاري والراقي والرومانسي في زماننا. وأبطاله يمارسونه فقط، مع فقراء العقول، ومع الناس البسطاء، فهؤلاء يمثلون ويكذبون على هذه الفئة من الناس، يلوّنون وجوههم حسب المناخ، وحسب الجلسة، تارة يمثلون دور الأبطال، وتارة إنهم بسطاء ويريدون مصلحة المستمعين من عامّة الناس. وهم على أتم الاستعداد للبكاء “وحلفان الأيمان” فإذا لم يعجبك هذا اليمين فخذ بدلا منه عشرة أيمان.
والعجيب حتى لو تم القبض عليهم وكشفهم، وهم متلبّسون بجريمة الكذب، نادرًا ما يعترفون بجريمتهم، لأنّهم بهذا الأسلوب من الممكن أن ينجزوا شيئا ما والمصيبة أنهم لا يعرفون أن لعبة الكذب مصيبة وحسابها عسير وحرّمها الله سبحانه وتعالى.
اعملوا ما شئتم إنّه بما تعملون بصير.
العدل – محمد عبد الرحمن أبو فول.